اصله و فصله " يا فرحه ما تمت خدها الغراب و طار "

الامثال الشعبيه القديمه هي عبارات استخدمها اجدادنا و اجداد اجدادهم دون ان نبحث عن اصلها , هي عبارة عن عبارات متناغمه بسيطه تعبر عن حال ناطقها و هي تبين لنا كم كان يمتلك اجدادنا من حكمه و لباقه , و انتشرت هذه الامثال بشكل كبير كما انتشر حولها الحكايات الاسطوريه الكثيره منها ما هو صحيح و منها من هو اسطورة و لكن لا شك ان البحث وراء اصل و فصل كل مثل هو امر مثير للفضول 

“ يا فرحه ما تمت خدها الغراب و طار ” هو مثل قديم يعبر عن خيبة الامل و الحسره الشديده بعد العشم و الفرح المؤقت او عندما ممتظر شيئا معين فتره طويله و يحدث عكس ما خططنا له , يحكي ان و العهده علي الراوي ان هناك امرأه فقيره كانت تسكن في حي شعبيا و كلما تركت بيتها ذاهبة الي السوق تفوت علي الصايغ لتطمئن ان القيراط التي تحلم بامتلاكه لم يباع بعد , و تقضي عدد من الساعات واقفه امام الصائغ لتملئ عينيها من جمال هذا القيراط الذي اخذ عقلها و عندما تعود الي المنزل تذهب لجارتها لتوصف لها هذا القيراط باهظ الثمن و التي عزمت علي تجميع الاموال و منع نفسها من جميع رفاهيات و متاع الحياه لتتمكن من شراءه , فتضحك الجاره الحقوده و تقول لها انه قيرااط باهظ الثمن صنع للاغنياء 

حتي جاء اليوم الذي جمعت فيه المراه ثمن القيراط و ذهبت الي السوق لتشتريه و بعد ان اشترته ذهبت لجارتها لتخبرها انها اخيرا حققت حلمها و اشترت هذا القيراط و لكن الجارة الحقوده تطمع في هذا القيراط فتنتظر المراه حتي تنزل اليوم التالي و تذهب لتسرق قيراطها الجديد 

عندما رجعت المراه بحثت عن القيراط في كل مكان عن القيراط و لم تجده فاصابها حالة من الذهان فذهبت لجارتها تسألها اذا كانت تعرف مكانه فقالت لها الجاره انها رأت غراب خطف القيراط و طار فظلت المرأه المسكينه “ يا فرحه ما تمت خدها الغراب و طار ”