رسالة جدي من داخل القبر

رسالة جدي من داخل القبر

0 المراجعات

في تلك اللحظة التي جلست فيها وحيدا بعد أن إقتربت الشمس من الغروب، بني أحضان ذلك الوادي بعدما طار الغراب بعيدا، بعدما إنطفأت الشمس، و كل صوت من أصوات الأشجار و العصافير كثر الهمس، و انا هناك بين فقدان الوعي و الصحوة، بين وداع الشمس و القمر يقول مرحبا، كنت في حالة لا يمكن وصفها بعد أن بدأت أفكر في الموتى الأن، و في تلك اللحظة التي كنت فيها مشغولا و مشلولا ربما بسبب التفكير العميق و التجول أزقة عقلي سمعت صوتا قال.

مرحبا يا عبدو.!

قلت له مرحبا و لكن أعتذر لم أتعرف عليك من أنت؟

قال أنا ذلك الرجل العجوز الذي إعتاد إسكاتك و أنت صغير، أنا جدك.

قلت لها مرحبا جدي كيف حالك هناك؟

قال بخير الحمد لله و أنت كيف حالك بالرغم من أنني أعرف مسبقا.

قلت له انا بخير يا جدي فقط ألم يقطع الأنسجة و عروق القلب، و همس داخل رأسي كل ليلة كأصوات البرق و صواريخ الحرب، انا بخير يا جدي كما تعلم كان ليكون أسوأ، و لكن كيف حالك هناك عند ربي و كل أمور القبر، هل يكفي مداد بحر من وصف كل ذلك أم أن شأني ربي أعظم من ذلك؟

قال بخير أظن بان ربي قد أنزل علي رحمته و كنت من المسلمين، و لكن في البداية كان كل شيء غريب، كنت أصرخ هناك بعدما قامو بخطفي كل أولائك الناس، كنت نائما و أخذوني بالقوة يا إبني، قامو بغسلي جيدا ثم ألبسوني ثوبا أبيضا، لم يكن سهلا الركوب في ذلك الشيء الصغير الذي حملوني فيه، هل كان نعشا يا إبني؟

قلت له نعم جدي أنت الان عند ربي منذ تلك اللحظة، لم نكن نعلم متى أخذك ملك الموت و لكنك غادرت، لم أعرف ماذا تعني الموت في ذلك الوقت الذي كنت فيه صغيرا جدا على تلك الفاجعة و ظننت أنك ستعود و إنتظرت، لقد طال إنتظاري يا جدي حقا و أنت لم تعد بل بقيت.

لم يكن سهلا يا إبني ترككم في تلك اللحظة و لكن لم يكن في يدي حيلة، و لكن أنت أعظم من مجرد طفل بين أطفال و سكان القرية، أنت أكبر من ذلك بكثير و أعظم كاتب حتى، حروفك يا إبني ما هي إلى بعض من الذي يمكنك القيام به الان، عندما تكتشف نفسك جيدا لن يضرك شيء مهما كان قويا لا حرب ولا نيران، ربما لا تعرف ما أنت قادر على فعله يا إبني بعد و لكنك أعظم.

جدي و لكن لما في كل مرة ينادوني بالمجنون و الفتى الذي يريد أن يبقى وحيدا.

عقولهم الصغيرة طبعا ستخاف من أية قوة، ليسو متعودين على أعظم كاتب بالفطرة، ما من شيء سيهزمك يا إبني إذا عرفت ما أنت قادر على فعله.

جدي لا أعلم و لكن أحس دائما بأنه في إعماقي جمرة، في كل مرة أحس أنني أستطيع التحليق في السماء و الخروج الكرة الأرضية، أحيانا أشعر أنني الوحيد حول العالم الذي يمكنه أن يطير في السماء، الوحيد الذي بإمكانه إخضاع الملوك و الأمراء، في بعض الأحيان أتمنى لو أنني فتحت عيناي في ذلك العصر الذي كان فيه القتال و أكون ملك بين المحاربين القدماء.

يا إبني أنت اعظم من ذلك كله و أنت يمكنك أن تفعل أكثر بكثير، أنت القوة التي تستطيع تحريك المجرة، أنت السرعة التي يمكنها إنشاء بوابة في السماء، أنت غظيم الشأن يا إبني فقط إعرف نفسك و قل تبا لكل اولائك السفهاء.

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة

articles

30

followers

17

followings

0

مقالات مشابة