+18 لا لاصحاب القلوب الضعيفةقصص رعب حقيقية حدثت بالفعل
السلام عليكم لم أكن يوما انوي ان اجلس اكتب هذه المذكرات، لأنني وبصراحة شديدة، كنت أري موضوع كتابه المذكرات هذا، نوع من أنواع الفراغ الشديد، كنت أراها لا يقوم بكتابتها إلا من هم يعانون من الوحده او من التجارب الحب الفاشلة، ولكني ايقنت الان انها شيء مهم جدا، وخصوصا لو كنت مررت بتجربة مثل التي مررت بها.
من أنا ؟!
انا المواطن المصري سمير منصور، ما يمكنني ان احكيه لكم الان هو مجموعه من الذكريات المشوهه والتي لا أذكر جميع تفاصيليها.
أذكر انني كنت اعاني من ضيق احد شراين القلب وإرتفاع مزمن في ضغط الدم، وكنت اتناول العقاقير بدون توقف، حتي أصبحت اتناولها كالطفل الذي الحلويات دون أن يشبع منها.
كنت دوما علي يقين انني سأصاب بنوبه قلبيه وانني سأموت بين لحظة وأخري، عدت يوم الثلاثاء المشؤم كان الموافق 6/9 من عملي مبكرا، وغنشغلت طوال الطريق بإجراء العديد من المكالمات للعديد من الاصدقاء الجدد والقدماء، إلي ان إقتربت من المنزل فوجت نفسي دون تفكير أطلب من السائق ان يذهب بي إلي منزل امي.
صدوقني لا اعرف لماذا طلبت ذلك ؟!
كل ما اتذكره انني حينما نظرت إلي العماره التي اسكن فيها، خيل إلي أنها أشبه بالقبر !!!!
فزعت من شكل العماره وذهبت إلي منزل أمي، ودون وعي وجت نفيس ألقي بنفسي بين زراعيها .. ظللت اقبل في أمي ووجدتها تبكي في الحقيقة، لم أسئلها لماذا حتي تبكي، ولكني دخلت في صمت إلي غرفة نومي القديمة، وألقيت بجسدي المنهك علي السرير، وبدءت ضربات قلبي تتسارع بصورة شديدة، وشعرت ان هناك ضوء شديد يغمر الغرفه، ولكنه ضوء مجهول المصدر، ضوء أشعرني بخوف لم أشعر به من قبل.
بدء الضوء يظهر منه مجموعه متداخله من الاجسام، حاولت ان ادقق فيها النظر، لأدرك ما هي ولكنني شعرت بأنني في حاجة ملحة إلي النوم الشديد والعميق.
وبالفعل نمت .....
لا استطيع ان اجزم كم نمت من الوقت، وما المدة التي استغرقتها في النوم، ولكني استيقظت علي
صوت صرخه مفزعه
إنها صرخه مفزعه، فإذا بي اجد نفسي واقفا انظر إلي سريري وامي واخوتي في حالة هستيرية من الصراخ والعويل، فأدركت حينها الفاجعه، لقد توفي والدي .. لا اعلم ماذا حدث له وكيف مات .. وكيف ظللت نائما وابي يموت ..
بدءات ابكي انا ايضا، ولكن لم يلتفت احد منهم إلي! فتوجهت إلي جثمان أبي كي اراه، وكانت المشاعر ممزوجه بين الحزن والرعب والخوف، ولكنني لم اتوقع أبدأ ان الرعب سيكون لهذه الدرجة، لأنني حينما نظرت إلي جثمان أبي، لم أجد أبي .. ولكنني وجت نفسي ..
فرجعت في رعب شديد من منظري وانا دثه هامده .. شاحبه .. لا آثار للحياه علي ملامحي،
كيف هذا
صرخت وبدأ اصرخ واصرخ وأحاول أن امسك الجميع، ولكني يدي كانت تخترقهم وكأنني شفاف، إني أري الان أمي تموت امام عيني ولا استطيع ان أتحدث إليها، هل هذا حقا ؟ هل ما رأيته في الافلام من قبل ذلك يحدث معي ؟! هل أنا مجرد روح تشاهد جدسها للحظات الاخيره،
يا رب أيقظني من هذا الكابوس اللعين ..
ومن هؤلاء الرجال، الذين دخلو لإخلاء الغرفه، ويحملون معهم بعض الأنيه، من هؤلاء، وأحدهم يقرأ القراءان الكريم ..
وإذا بأحدهم يردد " الله يرحمه، كان شاب محترم، كان ملتزم ، بس مشكلتو انو مكنش بر بأهلو .. مع ان الكل كان بيحبو بس كان مقاطع اهلو مده طويلة " وبدأ يردد بعض الايات القرءانية ولكني لم اكن اريد ان استمع اليها، ولا اريد ان اري ما يحدث، إنني حقا ميت الان .. ظللت اصرخ واصرخ ولكن لاجدي، لم يستمع إلي أحد .. إنني الان ميت ..
انهرت وجلست في احد اركان الغرفه أبكي وانا مرعوب ولكن لم ينظر إلي أحد، والسؤال هل سأظل هكذا .. أم سيحدث كما يحدث في الافلام وستأتي المخلوقات السوداء أو البيضاء لأخذي لأرض النهاية .. هل حقا هذا الموت ..
لطالما تسائلت ما هو شعور الموتي او الميت، وها أنا الان أجربه واعيشة بنفسي، كلا لا استطيع ان اقول انني اعيشه، هذه الكلمة غير مناسبة بالمرة، وحدث ما لم أريد ان اراه، لقد حانت اللحظات الاخيرة وبدء الجميع يردد الايات القرءانية وحان لحظة خروجي من المنزل وانا اسمع البعض يردد " صلاة الجنازة فين، العزا هيكون فين " وانا امي تصرخ "ابني سيدفن بجوار خاله" هل تتخيل معي، هل تتخيل لو كنت مكاني .. لم أكن ادرك انني سأفقد الوعي وانا في هذه الحالة أيضا، لم اكن اتوقع لمثل حالتي انه سيفقد الوعي، ولكني فقت الوعي من هول المنظر وعت مره اخري لأجد الجميع يحملون ذلك الصندوق الخشبي المرعب علي اكتافهم ..
أين أنا ؟ انا أمشي الان بين وسط من الجموع بين الاهل والاصدقاء يحملون علي اكتافهم جثمان لشخص اعرفه، إنه جثماني انا.
الاقارب الباكين والاصدقاء علي فراقي، لم أكن اريد ان انظر في وجوههم، هل تتخيلون، هل تتخيل لو وضعت في هذا الموقف، امي لم تستطيع قدماها ان تحملها فظلت في السيارة، لا تنطق وأخوتي من حولها يقولو لها " يا ماما هو محتاج لدعائك دلوقتي، إدعيلو بالثات إدعيلو يا ماما، دعواتك اكتر دعوات هتوصل ليه، سامحيه، هو غلط في حقك كتير" مشهد امي هو مشهد الام التي تشهد وفاه ابنها، مشهد لا يحتمله انسان، انني اريد العودة الي الحياة، كي انتظم في الصلاة، كي ابر أمي وأبي، كي اتصدق، كي أعمل صالحا، يا رب أرجعني مره أخري..
بدء الصراخ يعلو والبكاء يشتد، ومسكينه هي امي فقدت الوعي، حين ادركت انها النهاية وسيواري إبنها التراب، بدء الجميع يفسحون المجال لمن يحملوني ليدخلو بي القبر، ولم استطع تمالك نفسي فبدأت اصرخ انا ايضا، وانا اسمع الدعاء من أجلي " اللهم أغفره من خطاياه بالماء والثلج والبرد "، يا رب إذا كان هذا الموت لا استطبيع ان احتمله، يا رب ارحمني من هذا العذاب .. وعلي صرخاتي وصرخات الموجودين .. وانا ارددت كلمة واحدة يا رب يا رب ..
وظللت اصرخ واصرخ واصرخ يا رب يا رب لمرات طويلة وفجأة، توفق كل شيئ
صمت رهيب
ظلام دامس
ووجتني افتح عيني لأكتشف، ما هذا الشعور، إنه شعور المستيقظ من النوم، لقد جربته مرارا وتكرارا، إكتشفت انه في اقل من ثانية انه كان كابوسا، هل لم أمت حقا، اكان هذا كابوس مروع بسبب وجبه دسمه، الحمد لله انني حي أرزق الحمد لله، ولكن لماذا هذه الظلمه، ما هذا الظلام من حولي، حاولت ان انهض مرار وتكرار ولكن دون جدوي، حاولت مرة وثانية وثالثة ولكن دون جدوي، قدمي شبه مشلولة وجسدي لا استطيع علي تحريكة، اشعر كإنني ملفوف بشيء ما !
ما هذا ..
وأين انا ..
أردت ان اصرخ ولم يخرج صوتي، يدي تلمسان اشبه بالرمال الخشنه، واشتم رائحة غريبه، هل هي رائحة الموت، هل لم يكن كابوس، هل مت فعلا، وانني الان بداخل القبر.
ام انني دفنت حيا، وإن كنت مت هل يأتون لحسابي الان، أردت أن اصرخ ولكن لم أصدر صرخاتي في المرة الاولي والثانية والثالثة ..
وبعد الكثير من المحاولات .. وإذا بصوتي يخرج لأول مره، وظللت أصرخ وأصرخ إلي أن غمر المكان ذلك الضوء المرعب الذي رأيته من قبل، وظهرت نفس الاجسام التي رأيتها من قبل، وهي تقترب مني ..
بدءت تتضح معالم هؤلاء، إنها أمي وأخوتي ومجموعه من الاطباء، إنها أمي بدومعها المحبوبه، نقبل يدي وجبيني، وكل ما تردده علي لسانها الحمد لله علي سلامتك يابني الحمد لله علي سلامتك يا حبيبي، أحمدك يا رب ان انت رديت الحياة فيه من تاني، حاولت ان استفهم ولكن صوتي رفض ان يخرج من جديد وشل تفكيري، ولكني وجدت طيب يقول، الحمد لله علي سلامتك يا بطل متبقاش تاخد العلاج عمال علي بطال، بقالك في اسبوعين في غيبوبه، يا اخي دا انت روحت منا ورجعت يجي كام مره اليومين دول، دي الحاجة مسبيتكش ولا لحظة، كانت بتبات جمبك هنا علي الارض، وهنا بدأت اشعر انني عدت الي عالمكم من جديد، منذ هذه اللحظة وانا اتناول العلاج بإنتظام مرعب، ومنذ هذه اللحظة، أحب أمي وأطيعها مثلما قال ربي .. ومنذ هذه اللحظة وانا انام وانا عيني مفتوحتنا، ومنذ هذه اللحظة وانا انام ونور البيت كله مضاء .. ومنذ هذه اللحظة وتقريبا لا انام