خذ حذرك؛ زهور الحب قد تكون قاتلة.

خذ حذرك؛ زهور الحب قد تكون قاتلة.

0 المراجعات

الفصل الأول:
في الزمن القديم عاشت أسرة فقيرة على أطراف قرية نائية ، كانت الأسرة متألفة من خمسة أفراد؛ أب وأم وبنتين وولد سماه أبوه إبراهيم؛ وشاءت الأقدار أن تعيش الأسرة الصغيرة في فقر مدقع فحرم الأولاد من التعليم واضطر إبراهيم إلى الخروج كل صباح لرعي الغنم قرب غابة مجاورة للقرية، اعتاد الفتى أن يحمل طعامه في كيس مصنوع من نبات الدوم ويأخذ عصاه التي يهش بها على غنمه ويحتاجها لقضاء مآرب أخرى كأن يتوكأ عليها أو يقتل بها أفعى شاردة؛ يقضي الفتى يومه في التجوال حول الغابة بحثا عن أمكنة الكلأ لماشيته؛ خبر إبراهيم فوائد الأعشاب وعرف منها ما يفيده في علاج كثير من الأمراض خصوصا تلك التي تستعمل في الوقاية من خطر سم الأفاعي؛ وقد أخذ معرفته هذه من جده الذي كان يصحبه إلى المرعى عندما كان صغيرا؛ وفي الظهيرة اعتاد إبراهيم أن يقصد نهرا صغيرا قرب الغابة ليروي عطشه ويتزود بالماء وفي الوقت نفسه تشرب الأغنام ما تحتاجه خصوصا مع اشتداد الحر وقت الزوال.

الفصل الثاني:
داخل قصر حاكم القبيلة تتراءى من بعيد أضواء مصابيح تتوهج بنور يضفي على الليل مسحة جمالية تصنع من المشهد لوحة فنية تسحر عقول الرائين؛ في قلب هذا القصر الفسيح تعيش أميرة حسناء لم تر طعم السعادة في حياتها؛ كانت تحس بضيق دائم في صدرها زاد من حدته خبرا كاد أن يفقدها صوابها، لقد عزم الملك على تزويجها من ابن الوزير الذي لمس فيه الحاكم الدهاء والحنكة في تسيير أمور البلاد؛ كان الشاب مغرورا شديد العجب بنفسه، و لم تجد الأميرة الحسناء ما يحببه لها؛ فكرهته كرها شديدا.

الفصل الثالث:
في يوم معتدل من أيام الربيع خرجت الأميرة من القصر خلسة وركبت فرسها وتوجهت صوب الغابة الكثيفة؛ وبينما هي تتجول إذ وقع نظرها على الراعي إبراهيم وهو ممتد تحت شجرة عظيمة؛ فطلبت منه قليلا من الماء لتروي عطشا فأمدها بقنينة صغيرة مصنوعة من الفخار فشربت منها حتى ارتوت؛ واستأذنته في الجلوس بقربه تحت ظل الشجرة؛ كان الفتى صامتا مندهشا من شدة جمال الفتاة التي اخرسته بحسنها، لم يجد شيئا يعبر به عن سعادته بقربها إلا وردة حمراء كانت وحيدة قرب الشجرة الظليلة؛ قطف الفتى الوردة وقدمها للأميرة التي أحست بسعادة غامرة.
سألت الأميرة الفتى إن كان يعرف سما قاتلا يردي برائحته من يشتمه؛ فأرشدها إلى نبتة اللبلاب فأخذت قليلا منها ثم ودعته و رجعت إلى القصر.
هناك أخذت قليلا من سائل النبتة السامة ووضعته في قلب الزهرة وقدمتها لابن الوزير واشترطت عليه أن لا يشمها حتى الليل، وفي المساء آوى خطيب الأميرة إلى فراشه وقرب الوردة من أنفه وأخذ نفسا عميقا فهلك على الفور، وبقي في فراشه حتى الصباح حيث وجد ميتا و دفن في اليوم التالي ودفن سره معه.

الفصل الرابع:
مرت ستة أشهر وأصيب حاكم القبيلة بمرض لم ينفع معه علاج رغم ما وصفه الأطباء من دواء، وفي إحد الأيام تعمدت الأميرة إخراج أبيها إلى الغابة كي يروح على نفسه من أثر المرض؛ ولحظة قصد الاثنان النهر للتمتع بمنظر المياه، وصدفة وجدت الراعي قرب النهر فسلمت عليه وأخبرته بأمر أبيها؛ أخذ إبراهيم يجول قرب الغابة يجمع الأعشاب من هنا وهناك وغسلها بالماء ودقها فوق صخرة قرب النهر ثم خلطها وصنع منها معجونا قدمه للحاكم.
رجع حاكم القبيلة إلى قصره وفي كل صباح يتناول قليلا من الأعشاب؛ ويوما بعد يوم أخذت صحته تتحسن إلى أن شفي بعد عشرة أيام.

الفصل الخامس:
أعجب الحاكم بأمر هذا الفتى فطلب الأميرة وعرض عليها الزواج بالراعي الذي كان سببا في شفائه، فلم تتردد في قبول ذلك؛ فأمر الجنود بالذهاب إلى أهل إبراهيم وتقديم هدية سخية لهم؛ فنفذ الجنود أوامر الحاكم وعرضوا على الفتى الزواج من الأميرة فلم يتردد بدوره في الموافقة على ذلك.
وفي الأسبوع التالي أقيم حفل زفاف للعروسين حضره القاصي والداني؛ وفرحت القبيلة كلها بهذا الزواج المبارك؛ وعاش العروسان حياة سعيدة.

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة

المقالات

4

متابعين

59

متابعهم

1238

مقالات مشابة