النظاره المغرقه والمهلكه
أبني مات محروق في البحر!!!
انا بشتغل مدير شركة استيراد ملابس ورثتها من ابويا الله يرحمه بعد ما مات.
متجوز و عندي أبن اسمه (أدم) عمره ٧ سنين
حياتي كانت مملة و كئيبة بسبب أن انا مابغيرش جو ولا بروح في أي مكان غير البيت و الشغل و لو...لو يعني روحت ف مكان مختلف بسبب سفريات اتمام صفقات للشركة ف بيبقى سفري برضه عشان الشغل، بصراحة كده مليت من حياتي و مراتي كمان كانت زهقانة ف قررت أن انا اخدها هي و أدم و نروح نأجر مكان في اسكندرية عالبحر، و فعلًا في يوم اتفقت مع النائب بتاعي في الشركة أن هو يدير الشركة بدالي و انا هاخد أجازة أسبوع و لو احتاجني ف أي حاجة ف انا هبقى فاتح موبايلي، رجعت يومها البيت و قولت لمراتي انا ناوي على أيه؛ طبعًا فرحت و جهزت الشنط في اقل من ساعة و انطلقنا من القاهرة لاسكندرية بس قبل ما نوصل كنت انا مظبط مع واحد صحبي أنه هيظبطلي مكان نقعد فيه انا و مراتي و ابني...صاحبي ده معارفه كتيرة جدًا في اسكندرية لأن عمه عضو مجلس شعب معروف، المهم قفلت معاه بعد ما طمنني أن كل حاجة هتبقى تمام و نزلت ركبت عربيتي انا و ادم و مراتي و انطلقنا على اسكندرية، و احنا في الطريق و تحديدًا بعد حوالي ساعة لقيت صحبي بيتصل بيا و بيقولي أنه أجرلي شقة مفروشة في مكان ممتاز على البحر و إنه مستنيني عندها عشان استلمها...بصراحة شكرته و بعد ما خدت منه العنوان قولتله أن انا مسافة السكة و هكون عنده، قفلت معاه و كملت سواقة لحد ما وصلت اسكندرية و أول ما وصلت أتصلت بصاحبي اللي أكد عليا انه موجود هو و السمسار اللي هأجر منه الشقة في العنوان اللي اداهولي، قفلت معاه و روحت العنوان استلمت منه الشقة اللي عجبتني انا و مراتي جدًا جدًا و بعد كده حاسبته على الأسبوع اللي هقعده و شكرت صاحبي اللي خد السمسار و مشي و قال إنه هيسيبنا عشان نرتاح من تعب السفر...
أستلمنا الشقة اللي كانت مفروشة و بدأنا نطلع هدومنا و نحطها في الدولاب و احنا فرحانين و اليوم كان جميل بضحكة أدم و فرحة مراتي بتغيير الجو لحد ما حسينا بتعب و ارهاق من السفر بسببهم دخلنا نمنا...صحينا تاني يوم الصبح على شكل البحر المبهج اللي كانت الشقة بتطل عليه، فطرت انا و مراتي و أدم و نزلنا على البحر اللي كنا مشتاقينله جدًا جدًا لأننا بقالنا كتير ماسافرناش سفرية زي دي....الشاطيء اللي نزلنا فيه كان مكان هادي و يعتبر مافيهوش حد غير عيلتين بس و كمان كانوا بعيد عننا، سيبنا حاجتنا عالشط و نزلت انا و مراتي و ابني للبحر اللي كنا بنلعب فيه احنا التلاتة زي العيال الصغيرة؛ كنت واقف جنب مراتي و ابني في أول البحر و طبعًا مارضيتش ادخل بيهم لجوة علشان أدم اللي بخاف عليه خوف مرضي و بخاف من أي حاجة ممكن تأذيه، وقفت العب انا و أدم لحد ما فجأة وهو واقف في البحر لقيته بيشاورلي على حاجة في الماية تحديدًا عند الشط من برة...بصيت ناحية الحاجة اللي كان بيشاور عليها لكني ماشوفتشهاش كويس، بس أدم جري فجأة من جنبي و راح جاب الحاجة دي و جه ناحيتي...الحاجة دي كانت نضارة نظر شكلها حلو اوي اوي...كانت نضارة فخمة و شكلها غالية جدًا و الدراعات بتاعتها كانت بتلمع بسبب نور الشمس اللي ضارب فيها و يمكن ده السبب اللي خلى أدم يروح ناحيتها، كل ده كان عادي بس اللي مش عادي أن النضارة كانت سليمة تمامًا و كأنها واقعة من حد مثلًا!
خدت النضارة و خدت أدم و روحت اسأل العيلتين اللي كانوا قاعدين عن لو حد ضايع منه نضارة نظر لكن ردهم كان بالنفي القاطع، وقتها بصيت لأدم و ضحكت و انا بقول له...
- النضارة دي بقت بتاعتك يا عم ادم...دي هدية البحر ليك.
خدها أدم و هو بيضحك و قال لي بطريقة كلامه اللي بعشقها...
- شكرًا يا بابا لأنك وافقت اخدها و شكرًا للبحر على أنه بعت لي هدية.
شال أدم النضارة في شنطته و بعد كده كملنا لعب لحد ما تعبنا و طلعنا الشقة ننام علشان نبقى فايقين بالليل لما نخرج نتعشى برة...طلعنا الشقة نمنا كلنا في أوضة واحدة لحد ما فجأة صحيت على أصوات خبطات على باب الشقة، قومت مفزوع انا و مراتي اللي لبست هدومها و قالتلي..
- مين بيخبط كده؟!
قومت ناحية باب الشقة اللي لما فتحته لقيت وراه ظابط بيقولي...
- معلش محتاجين حضرتك معانا في القسم.
قبل ما اسأله ليه، سمعت صرخة من مراتي بعدها جت تجري ناحيتي و هي بتقول...
- الحقني يا مروان، أدم مش موجود.
لسه هسألها أدم راح فين لقيت الظابط بيبصلها و بيقول...
- ماتقلقيش يا مدام ابنك عندنا...
قال كده و بعدين بص لي و قال...
- ياريت حضرتك تيجي معايا عشان تستلمه من القسم.
وقتها مراتي قالتلي استنى لحد ما تغير هدومها و تيجي معايا لكني قولتلها مافيش داعي و كمان الظابط طمنها لما قال أن انا هروح استلمه بس من القسم و ده بسبب ان الشرطة لقيته و هو ماشي في الشارع لوحده و لما خدوه القسم و عملوا تحريات عرفوا انه ابننا، المهم لبست و نزلت مع الظابط اللي لما ركبت معاه عربية الشرطة قال لي بحزن...
- الكلام اللي هقوله لحضرتك ده ياريت تكون قده و تستوعبه.
بلعت ريقي و انا بقول للظابط...
- خير يا فندم؟!
رد عليا....
- من حوالي ساعتين الأهالي شافوا ولد صغير بيلعب لوحده عند الشط، الناس استغربوا أن في ولد صغير بيلعب عند البحر بالليل و لسه هيروحوا يسألوه أهلك فين لكن فجأة الولد ده نزل الماية لوحده ف الأهالي خافوا عليه و راحوا وراه عشان يجيبوه بس حصلت حاجة غريبة اوي...الولد ولع قصادهم في الماية!
بصيتله و انا الدموع في عينيا...
- أكيد حضرتك ماتقصدش ادم ابني...صح؟!
كمل الظابط كلامه و قال...
- الأهالي فضلوا واقفين متنحين لحد ما النار اللي ماسكة في الولد هديت لوحدها و بعد كده جثته طلعت للشط برضه لوحدها، الأهالي بلغوا البوليس و طبعًا الموضوع اتعرف و عضو مجلس الشعب اللي ماسك المنطقة عرف بالموضوع و تقريبًا الحي كله عرف بالواقعة الغريبة دي، الجثة راحت عالمشرحة و هناك وصل ابن اخو عضو مجلس الشعب اللي بلغه سمسار هو و عمه أن الولد اللي حصل له كده يبقى ابنك لأن السمسار اللي تقريبًا جاب الشقة لحضرتك كان موجود لما عربيات الأسعاف جت عشان تاخد جثة الولد.
قال الظابط كلامه ده و انا باصصله و الدموع لسه ف عنيا، ماكنتش بنطق ولا عارف اقول ايه لحد ما فجأة لقيت نفسي بقول له...
- يعني ايه ابني يولع في الماية؟؟؟
رفع الظابط كتافه و قال لي...
- ماعرفش...ماحدش لاقي تفسير للي حصل، انا هاخدك دلوقتي و هنروح عالمشرحة عشان تستلم جثته.
اتحرك الظابط بالعربية و لما وصلنا لقيت هناك صاحبي و السمسار اللي كلامهم كان زي كلام الظابط ف ماركزتش معاهم...انا كان كل همي أن انا ادخل اخد جثة ابني و اروح ادفنه و كمان دماغي كانت مشغولة بمراتي اللي ممكن تروح فيها لما تعرف، المهم دخلت شوفت جثة أدم اللي كانت مصابة بحروق كبيرة لكن ملامحه كانت باينة و يمكن ده اللي خلى السمسار يعرفه و يدل الحكومة على أنه ابني...
أخدت جثة أدم و رجعنا دفنناها في القاهرة و مراتي اللي من ساعة ما عرفت و هي ساكتة مابتنطقش لحد ما في الجنازة إنهارت و فضلت تصوت لحد ما أغمى عليها و دخلت في غيبوبة اتنقلت بسببها للمستشفى، اتدفن أدم و انا بعد ما اطمنت على مراتي اللي اتحجزت في المستشفى روحت البيت عشان اغير هدومي و ارجع لها، لما وصلت البيت لقيت نفسي تلقائيًا بدخل أوضة أدم و بلعب باللعب بتاعته اللي مراتي جابتها معانا من اسكندرية، دخلت أوضة أدم و انا بعيط لكني فجأة سكتت لما سمعت صوت أدم و هو بيقول....
(هدية البحر...هدية البحر يا بابا)
الصوت قال الجملتين دول و بعد كده اختفى، قومت ادور في كل مكان في الشقة على مصدر الصوت لكني مالقتش حد ف الشقة...وقفت مع نفسي ثواني كده لما افتكرت الجملتين اللي سمعتهم....هدية البحر!
يعني أيه هدية ال....أيوة النضارة اللي أدم لقاها...النضارة هي هدية البحر....
دخلت جري على أوضة أدم تاني و فضلت ادور في اللعب بتاعته لحد ما لقيتها، النضارة كانت في اللعب زي ما مراتي حطيتها قبل ما تدخل في الغيبوبة، مسكت النضارة و بصيتلها و انا مش فاهم صوت ابني قال لي عليها ليه...فضلت اقلب فيها و اتفحصها كويس لحد ما فجأة سمعت صوت بحر خارج منها!!!!
قربتها من ودني لكني ماسمعتش حاجة ف بصيت من خلالها و أول ما عملت كده لقيت منظر الأوضة من خلال النضارة مختلف!!!
النضارة لما كنت ببص منها كنت بشوف بحر و لما كنت ببص للأوضة من غيرها بشوفها أوضة عادية!!!
قربت النضارة من وشي و لبستها و أول ما لبستها كل حاجة حواليا اتغيرت تمامًا....
مشهد الأوضة اتبدل و لقيت نفسي واقف قصاد بحر و قصاد البحر كان...أيه ده؟!!
ده مسجد الحسين عالشط و قصاده البحر!!!
البحر كان ناحية اليمين و مسجد الحسين بالمولد بتاعه ناحية الشمال و المشهد كله كان قصادي؛ لسه هقرب و اروح ناحية المسجد لقيت الماية موجها بقى عالي اوي لدرجة أن الموج خرج للشط و ابتلع المسجد زي الوحش!
فجأة و انا واقف لقيت رجل عجوز خرج من وسط الأمواج و جه نحيتي جري...حاولت اجري بس ماقدرتش اتحرك من مكاني لأني حسيت أني متكتف، قرب الرجل العجوز مني و أول ما بقى قصادي قال لي...
(أنا هوريك أصل الحكاية....أصل الحكاية من عند أجدادك)
أول ما الرجل قال لي كده اختفى و المشهد كله اتبدل....هو ماتبدلش أوي لأني كنت لسه واقف عند البحر اللي كان على يميني و على شمالي أو على الشط بقى بمعنى أصح لقيت مسلات و وراهم مكان غريب، حاولت اتمشى لقيت نفسي بمشي عادي مش متكتف زي ما كنت...روحت ناحية المسلات و مشيت وسطها لحد ما بقيت قصاد باب المكان الغريب اللي وراهم؛ المكان ده كان عبارة عن معبد فرعوني، دخلت من الباب لجوة المعبد اللي لقيت جواه رجل طويل لابس لبس الفراعنة اللي بنشوفه في الأفلام و قصاده كان في سرير نايم عليه واحد متربط من أيديه و رجليه و عمال يتشنج، قربت من الرجل اللي كان عمال يقرأ من كتاب في أيده الشمال و ف أيده اليمين كان ماسك قط!!
كان قط ساكن و مابيتحركش لحد ما فجأة الرجل اللي نايم عالسرير بدأ يتشنج بقوة أكتر و يخرج منه صوت تخين و كأن جواه وحش بيتعذب، الرجل اللي واقف كان عمال يقرأ من الكتاب اللي ف أيده و يقول بصوت عالي...
(يا أنوبيس...استخرج ذلك الملعون من هذا الجسد الضعيف، استخرجه يا أنوبيس و اجعله حبيس ذلك القط، أنونير مأنور مهير شيتاع ميتاع أنونير)
لما الرجل قال الكلام ده هياج الرجل اللي نايم عالسرير زاد و فضل يزيد أكتر و أكتر لحد ما خرج منه دخان أسود، و مع خروج الدخان الاسود من جسم الرجل القط بدأ يخرج منه صوت مواء عالي و مزعج جدًا لحد ما الرجل اللي كان بيقرأ سابه من أيده، أول ما سابه نزل القط يجري عالأرض لكن الدخان اللي خرج من الرجل فضل يتحرك و كأنه بيجري ورا القط لحد ما دخل جواه، أول ما دخل الدخان ده جوة القط بدأ القط يتشنج و يتنفض و الرجل اللي واقف كان باصص له و متابعه لحد ما القط راح ناحيته و هو بيزحف على بطنه و أول ما بقى تحت رجله بص له بغضب و قال...
(سأقتلك إذا قتلتني...سينتقمون منك أيها الكاهن حور على ما ستفع..)
مالحقش القط يكمل كلامه لأن الرجل كان طعنه بسكينة و موته، أول ما القط مات سمعت صوت دوشة جاي من برة المعبد، بصيت ناحية البوابة لقيت موج بحر عالي بيقرب من الباب....فضل الموج يقرب لحد ما الماية دخلت جوة المعبد و خدت معاها الرجل اللي واقف بسرير الرجل اللي نايم و خرجت، فضلت واقف متنح و انا مش فاهم حاجة لحد ما ظهر فجأة قصادي نفس الرجل العجوز الطيب اللي مسكني من أيدي و قال...
(خليك فاكر اللي شوفته.... الكاهن ضحى و قتل الوعاء)
أول ما قال كده حسيت بأن وشي بيتحرق و أن عنيا بتوجعني أوي فغمضتها، أول ما غمضت الألم راح و كل الأصوات اللي حواليا راحت... فتحت عيني لقيت نفسي نايم على الأرض في أوضة أدم...قومت و انا ببص حواليا و ماكنتش مصدق اللي شوفته و لا حتى عارف اللي شوفته ده حقيقة ولا حلم!
بس لو ده حلم ف هيبقى حلم ازاي و انا شوفته أول ما لبست النضارة، أنا مانمتش أساسًا عشان احلم!
مديت أيدي على وشي و قلعت النضارة و بدأت اتفحص دراعتها...النضارة كان مرسوم على دراعتها رسومات غريبة و أمواج بحر و قصادهم نار و... و نجمة سداسية!
النجمة دي اللي بنسمع عنها في حكايات السحر و الجن، الجن!!....طب ما لو الموضوع له علاقة بالجن يبقى ماحدش هيفهمني غير (كريم)...
كريم ده صاحبي من أيام جامعة، كريم بيحب يقرأ في كتب السحر و مهتم اوي بما ورائيات الطبيعة و بعد الجامعة كريم انعزل لفترة و فضل يقرأ في كتب من بتاعت الدجالين لحد ما بقى كاتب قصص و روايات رعب، كريم بقى كاتب مشهور و علاقتي بيه كويسة حتى بعد ما اتشهر، ولأن الحياة غصب عننا كانت واخدانا ف ماكناش بنتواصل باستمرار، جريت عالموبايل و طلعت رقم كريم و اتصلت بيه، بعد جرس و التاني رد عليا....
- ألو...ياه مروان عبكريم...فينك يا ابني بقالك كتير مابتسألش.
رديت عليه....
- انا الحمد لله كويس....كريم انا عاوز اشوفك ضروري لأني واقع في مصيبة و بتحصلي حاجات غريبة و غالبًا مافيش حد هيفهمني ولا هيساعدني غيرك لأن الموضوع متعلق بالجن.
أول ما قولتله كلمة جن ضحك و قال لي...
- جن!.... أيه يا مروان انت اتلبست ولا أيه؟!
رديت عليه...
- ماعرفش يا كريم اتلبست ولا لأ، بس انا فعلًا في مصيبة أبني مات بسببها و يا عالم هيجرى أيه تاني.
رد عليا كريم بجدية...
- أبنك مات؟؟؟...طب ما تحكيلي في أيه؟!
رديت عليه...
- مش هينفع في التليفون، أنا عاوز اجيب النضارة و اجيلك.
رد عليا....
- ماشي تنور...أنا موجود في شقة ابويا اللي في الدقي، بس نضارة أيه دي اللي هتجيبها!
رديت عليه...
- نضارة نظر شكلها غريب...أدم ابني الله يرحمه لاقاها في البحر و من ساعة ما لقاها و المصايب نازلة على دماغي زي المطر و...كريم انت سامعني!
سكت كريم ف مكست التليفون و بصيت فيه لقيته فصل شحن، روحت على أوضتي و حطيت الموبايل عالشاحن عشان افتحه و اكمل المكالمة بس فجأة و انا واقف في الأوضة سمعت صوت غريب جاي من الحمام!
سيبت الموبايل و خدت النضارة ف أيدي و روحت عالحمام اللي كان بابه مقفول، فتحت الباب بالراحة و أول ما فتحته لقيت مراتي قاعدة في البانيو اللي كان مليان ماية، و ف أرضية الحمام كان في اكياس ملح فاضية كتيرة اوي، قربت من مراتي اللي كانت قاعدة و ضامة رجليها بأيديها و حاطة وشها بين رجليها و كان واضح إنها بتعيط، قربت منها بحذر و انا بقولها...
- مالك يا حبيبتي....انتي خرجتي من المستشفى ازاي و...
فجأة مراتي قامت من البانيو و مسكتني من رقبتي و قالتلي و هي بتتكلم بصوت رجل...
(هنروح لأدم يا مروان...لازم انا و انت نروحله)
كانت ماسكة رقبتي و بتحاول تنزل راسي في الماية اللي في البانيو لكني زقيتها بقوة و خرجت من الحمام جري، قفلت الباب عليها و هي كانت عمالة تخبط بقوة و كان خارج منها صوت رجل بيصرخ!!!
وقفت على باب الحمام و انا بقول لنفسي...
(اللي جوة دي مش مراتي... دي لا يمكن تكون مراتي...ده مش صوت مراتي ولا دي قوتها...أنا أنا...كريم)
وقتها افتكرت كريم ف خدت النضارة و روحت جري على شقته اللي في الدقي، خبطت على الباب ف فتحلي و دخلني بترحاب، دخلت قعدت و هو قعد قصادي و قال...
- مالك يا ابني متبهدل كده ليه و أيه حكاية النضارة اللي ف أيدك دي؟!
أديته النضارة و انا بقوله...
- النضارة دي هي اللي بدأ من عندها كل المصايب...النضارة دي هي السبب في اللي حصل و بيحصل.
خد كريم النضارة و بدأ يبص فيها و هو بيقول...
- احكيلي كده يا مروان بهدوء على كل حاجة.
حكيت لكريم على كل حاجة من أول ما سافرنا و أدم لقى النضارة و نزل لوحده و راح عالبحر و احنا نايمين لحد مراتي اللي انا حابسها في الحمام، خلصت كلامي و بعد ما خلصت بص لي كريم و قال....
- تامر هلال.
بصيتله باستغراب و سألته...
- مين تامر هلال؟!
اتعدل في قعدته و حط النضارة على ترابيزة قصاده و قال...
- أولًا البقاء لله في وفاة أدم اللي مالوش ذنب في أي حاجة غير انه لقى النضارة، ثانيًا تامر هلال ده يا سيدي أخر واحد لقى الوعاء ده.
قال كده و هو بيشاور على النضارة، بصيت للنضارة و رجعت بصيتله تاني و قولتله...
- وعاء أيه؟!
رد كريم و قال...
- أنا يا مروان قاري في السحر لكني ماجربتوش أنا بس قريت عنه و اتعرفت على معظم اللي بيعملوه و كمان اللي بيعالجوه و ده علشان اقدر اكتب قصص و روايات حقيقية مختلفة و ده سر نجاحي على فكرة، انا بكتب قصص حقيقية بيحكيهالي ناس عالجوا أو عملوا أو مروا بأسحار، المهم يعني ان انا من فترة كبيرة قابلت واحد بيعالج بالقرأن، الرجل ده حكى لي حكاية اغرب من الخيال عن شاب ابوه لقى النضارة دي و بعد ما لقاها بمدة مات غرقان على سريره، الشاب ده راح للشيخ اللي ساعده في التخلص من النضارة، بصراحة الشيخ ماحكاليش تفاصيل ف أخدت منه رقم الشاب ده اللي أسمه تامر هلال..اتصلت بيه و قابلته و سمعت منه الحكاية و كتبتها.
قام كريم من على الكرسي اللي كان قاعد عليه و راح ناحية مكتبه و فضل يقلب في الأدراج لحد ما طلع أوراق جابهم و اداهمالي، خدت منه الأوراق اللي كان مكتوب عليهم (قصة تامر هلال و النضارة)
بصيت في الورق و بعد كده بصيت لكريم...
- أيه ده؟!
رد عليا...
- ده ملخص حكاية تامر...٣ ورقات اقراهم دلوقتي و بعدين هكمل لك.
قريت الورق و بعد ما خلصت بصيت لكريم و قولتله...
- يعني تامر ده هو اللي رمى النضارة في البحر هو و الشيخ؟!
رد عليا...
- أيوة....بس حابب اقولك حاجة مهمة، انا لما سمعت الحكاية من تامر بدأت ابحث عن الموضوع و عرفت النضارة دي أصلها أيه، النضارة دي يا سيدي بتاعت ساحر أجنبي كان بيشتغل بالسحر الاسود أو سحر الفودو، الرجل ده حضر جن من اللي بيسكنوا البحر و بعد ما ساعده في حاجة كده كان بيعملها؛ الجن ده مارضيش ينصرف لأنه كان قوي و مش بسهولة الساحر ده يعرف يحرقه، وقتها الساحر افتكر عزيمة و طلسم كان قراهم في كتاب سحر فرعوني قديم، الطلسم ده كانت مهمته أنه يحبس الجن جوة جسم أو زي ما الفراعنة كانوا بيقولوا (وعاء)...الفراعنة زمان كان بيطلعوا الجن و يحبسوه في أجساد حيوانات عن طريق طلسم معين و بعد كده يقتلوهم، المهم أن الرجل ده حبس الجن في النضارة بتاعته و لأنه كان مهووس بالسحر ف مادمرهاش و احتفظ بيها لحد ما مات، و بعد موته خد النضارة اخوه اللي اختفى في ظروف غامضة و اختفت معاه النضارة بس بعد فترة ظهرت جثته على شط من شواطيء البحر و كانت في أيده نفس النضارة اللي ماتذكرش في اللي قريته مين اللي خدها أو اتنقلت ازاي بعد كده لحد ما وصلت مصر، المهم يعني أن النضارة دي وصلت مصر عن طريق رجل أجنبي و الرجل ده ادى النضارة لابو تامر و كان معاها كتاب...الكتاب ده بقى يا سيدي فيه طريقة لتطويع الجن اللي جواها و اللي ماعرفش برضه الرجل ده جابه منين بس كل اللي اعرفه أن الرجل ده ادى لابو تامر النضارة و الكتاب كهدية، مروان النضارة دي عاملة زي مصباح علاء الدين اللي محبوس جواه مارد و المارد ده طريقة التحكم فيه بتبقى بتعاويز و عزايم مكتوبة في كتاب سحر معين مذكور فيه طرق تسخير الجن البحري، المهم أن ابو تامر ماعرفش يستخدم المارد أو هو أذاه و موته، بعد كده الجن ده بدأ هو اللي يتحكم في تامر اللي لقى النضارة بعد موت ابوه بطريقة غريبة زي ما انت قريت في حكايته و كان هيدمر حياته لولا إنه اتخلص من النضارة و الكتاب لما رماهم في البحر...بس خلي بالك...أم تامر هي كمان اتأذت و بهد كده اختفت و النضارة برضه فضلت موجودة، النضارة دي لعنة و اللي بيلاقيها حياته بتدمر.
رديت على كريم و قولتله و انا بمسك النضارة...
- يعني الحل أن انا اكسرها و بكدة...
قاطعني كريم اللي خد النضارة من أيدي و قال لي...
- أوعي أيدك... تكسر ايه يا غبي، النضارة دي لو اتكسرت هتودينا كلنا في ستين داهية، الجن اللي فيها هيتحرر و هيموتك و احتمال كبير يموتني معاك و الله أعلم ممكن يحصل أيه تاني...يا ابني اللي بيمتلكها بيختفي و اللي بيحاول يدمرها بيموت و مافيش حل غير اللي الشيخ عمله...النضارة دي لازم تترمي في البحر زي ما جت منه، تترمي بقى في البحر لحد ما يلاقيها حد تاني و تتنقل لعنتها له.....مروان ارمي النضارة دي في البحر يا مروان.
سمعت كلام كريم و نزلت جري على البيت علشان اطمن على مراتي لكني لما وصلت مالقيتهاش، مراتي اختفت و لما روحت المستشفى اللي هي كانت فيها قالوا لي أنها فاقت و خرجت من المستشفى من غير ما حد ياخد باله، و لما رجعت لبواب العمارة اللي انا ساكن فيها و راجعت كاميرات المراقبة لقيت في تسجيلاتها في نفس اليوم الصبح مراتي و هي طالعة العمارة و بقية التسجيل مافيهوش أثر لنزول مراتي تاني من العمارة....مراتي اختفت و ابني مات بطريقة غريبة أول مرة ف حياتي اسمع أن حد مات بيها؛ بس انا فاكر كلام الرجل العجوز كويس....أنا هعمل زي ما الرجل العجوز اللي شوفته في الرؤيا قال لي...الرجل العجوز اللي غالبًا هو ابو تامر اللي كان واحد من ضحايا النضارة، أنا هدمر النضارة بس في مكان الجن علشان لو خرج منها يخرج فيه، أنا هدمر النضارة في البحر و مش هسمحله يأذي ناس أكتر و لا هسمح أن حد يلاقي النضارة من بعدي و يتأذي زي ما انا اتأذيت انا و عيلتي، أنا هاخد النضارة و اطلع بيها عالبحر و اكسرها و انا جواه....بكتب الكلام ده و ببعتهولك يا كريم عشان تنشره لكل الناس....أنا قررت انقذ ناس ابرياء مالهمش ذنب، هنقذهم من أنهم يلاقوا نضارة في البحر و يموتوا بسببها، هكسر النضارة يا كريم حتى لو هموت زي ابني اللي مات موت غريب...موت أسود شبه الدخان اللي شوفته في الرؤية اللي شوفتها و انا لابس النضارة....ادعيلي يا كريم بالرحمة و خلى الناس تفتكرني....
(المرة دي كتبتلكم قصة حصلت بجد لصديقي رجل الأعمال مروان عبد الكريم...قصته اللي بعتهالي مكتوبة قبل ما يروح يكسر النضارة في البحر، مروان اختفى هو و مراته بس بعد مدة الشرطة لقت جثته و هي محروقة على شط من شواطيء اسكندرية...مروان مات و الله أعلم قدر يكسر النضارة ولا لأ...بس برضه أوعى تلاقي حاجة في البحر و تاخدها، خصوصا لو نضارة نظر على شكل فحم....) 🖤