قصة الساحر التائب الذي قتل الجن أهله عند توبته وإعراضه عنهم! الجزء الرابع والأخير
لا يستطيع الساحر الاستعانة بالجن والشياطين وتسخيرهم لقضاء حوائجه وأموره دون الشرك بالله والعياذ بالله، فالساحر يتقرب للجن والشياطين ويفعل كل ما يرضيهم كما المفترض ما يفعله المؤمن من طاعات وأفعال طيبة صالحة ليتقرب بها من خالقه سبحانه وتعالى، وينال مكانة عنده.
لذلك عد العلماء بإجماع منهم جميعا أن الساحر كافر قد أشرك مع الله سبحانه وتعالى أحدا في عبوديته؛ والساحر لا يستتاب، ويضرب بعنقه جزاءا لما قدمت يداه الآثمتان من أفعال مؤذية لغيره من المسلمين أو غير المسلمين.
يا لقساوة قلبه حينها فعليا؟!، أحيانا كثيرة عندما ينغمس العبد منا في المعصية يخيل إليه أنها ليست بمعصية من الأساس!
عاد ليكمل نومه، ولكنه أيضا أتته رؤيا من جديد، لقد أراد به الله سبحانه وتعالى الخير ولكنه لم يفهم الإشارة بعد، في هذه المرة رأى نفسه فوق جبل شاهق، وعندما نظر للأسفل وجد والده بنفس الموضع الذي رأى نفسه به بالرؤيا الأولى، وجده يغتسل ويتوضأ من نفس القدر الذي أحضر له، ويصلي بنفس المكان الذي أمر به نفسه ليصلي فيه ولكنه أبى، لقد رأى كل شيء مع والده، نظر إليه والده قائلا: “ابق مكانك ولا تأتني، اسلك طريق الله الطريق القويم ودعك من طريق الشيطان طريق الضلال، يا بني إنك ما زلت بالحياة الدنيا ولا يزال الوقت معك، صل لله ولا تعبد غيره، اقبل على طريق ربك وادبر عن طريق الفسق والآثام، يا بني لا تتبع خطوات الشيطان ولا تتبع الطريق الذي سلكته من قبلك، انظر بنفسك ماذا كانت نهايتي”.
استيقظ من نومه على الفور وأيقن أنها رسالة من الله لهدايته وإصلاح قلبه، وأنه يرد به الخير، أفاق واغتسل ولأول مرة بحياته نوى نية الصلاة الخالصة لوجه الله سبحانه وتعالى، يقول حينها سلبت مني كل قواي، شعرت وكأنني طين، لا أقوى على القيام من الفراش، صارعت وجاهدت حتى استطع الوقوف على المصلى والامتثال بين يدي الله سبحانه وتعالى، أريد توبة خالصة لوجهه الكريم.
وبعد هذه الصلاة شرعت الجن والشياطين في إغرائه بكل ما يشتهيه وتحبه نفسه، ولكنه لم يقبل عليهم مرة أخرى، فاتجهوا للطريق الثانية ألا وهي طريق التهديد والوعيد!
هددوه بأخذ كل ما لديه ولن يرحموه مهما فعل، أيقن في قرارة نفسه أنه بمفترق طرق، إما أن يختار طريق الله سبحانه وتعالى ويخسر ماله وولده إذا أراد الله وحده سبحانه وتعالى، وإما أن يعود لطريق الشيطان ويخسر نفسه وآخرته!
يقول أن زوجته كانت داعما قويا له بعد تثبيته من قبل الله سبحانه وتعالى، ثبت على قراره ولم يعد إليهم مجددا ولم يفعل ما اعتاد على فعله لإرضائهم، وجاء يوم تنفيذ التهديد والوعيد، بعد العشاء كان يجلس مع زوجته وأبنائه ويتناولون بعض المطيبات، وإذا بابنه الأكبر الذي يبلغ من العمر تسعة أعوام ينتفخ بالهواء ويطير بالهواء، وبعدما يتشقق جلده حتى تقتلع عينيه من مكانها، وبالتالي توافيه المنية، أغشي على والده وصارا فاقدا للبصر!
وما حدث مع ابنه الأكبر حدث مثله تماما مع ابنه الذي يبلغ من العمر ستة سنوات، هذا ما حكته له زوجته فقد كان حينها فاقدا للوعي، وبنهاية العام كانت زوجته قد أوشكت على وضع جنينها، استيقظت من النوم وقد اختفى الجنين من بطنها وكانت تشعر بآلام شديدة، فهم بها زوجها ليسعفها لأقرب مستشفى، وإذا بهم يكتشفون أنها لم تكن تحوي جنينا على الإطلاق!
ذهب بها زوجها لرجل صالح فقرأ عليها بعضا من آيات القرآن، فنطق جني وقال: “أنا من أكلت جنينها وسآكل كبدها وكبد … (اسم زوجها)”!
كانت لزوجته كلمات لها أثر طيب على قلبه، ثبته على طريق الهداية وربط على قلبه ليكون على قدر الابتلاء الذين به عليه الله سبحانه وتعالى، قالت له زوجته: “اثبت ولن يفعلوا لنا شيئا إلا ما أراده الله لنا، وسيعوضك الله خيرا منا”.وبالفعل توفيت زوجته، ولكنه ثبت على الطريق وصار يوعي الناس من تجربته التي عاشها مع الجن والشياطين، يقدم نصحا للناس وإرشادا حيث أن بزماننا اختلط فيه كثيرا الباطل بالحق لدرجة أننا أصبحنا لا نستطيع التفريق بينهما، وكثرت للغاية وبشكل لا يصدق مشاكل السحر وخلافه.