قصة إعجاب من خلال تعليق في الفيس بوك
في زمننا وعالمنا يختلف الأمر عن ذي قبل، فعالمنا هو عالم التكنولوجيا والأجهزة الحديثة.
وبالتالي كان لزاما أن تتغير به كل الأشياء حتى الأشخاص عن قبل
فالتعارف بات سهل جدا للغاية، فصار غرب العالم مرتبط ومتصل بشرقه، وشماله بجنوبه وهذا بفضل الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي.
تبدأ القصة
بيوم من الأيام لفت انتباه فتاة كانت بنهاية عامها الأخير بالثانوية العامة تعليقا لمنشور على صفحة صديقتها، لفت انتباهها التعليق بكلماته والتي وجدت بها معاني جميلة.
كان المعلق شابا ولكنه كان مدافعا عن حقوق المرأة ومن أنصار معاملتها بالحسنى كما حث ديننا الإسلام على ذلك.
وجدت نفسها على الفور ترسل إليه طلب صداقة، فقبله الشاب وبات كلاهما أصدقاء على نفس الصفحة التي تعرض مشاكل المجتمع بكل أنواعها.
ليتحول طلب الصداقة سببا في نشئة قصة حب عندما أرسلت إليه طلب الصداقة كعادة الجميع دخل على صفحتها وأول ما رآه كانت صورها.
جميعنا دوما نفعل ذلك بدافع الفضول وحب الاستطلاع، وما جذبه إليها على الرغم من انشغالها بدراستها وهكذا إلا إنها لديها الكثير من القراءات والتي نفسها الشاب قد أنهاها منذ وقت بعيد.
كان للفتاة أغنية مفضلة لديها، وجد الشاب نفسه يزكي إليها نفس الأغنية ولكن النسخة الأصلية منها، أما عن الفتاة فكانت لديها مشكلة في تنزيل النسخة الأصلية فعمد الشاب لتنزيلها من أكثر من موقع وأرسلها للفتاة.
يحكي أنه قضى ثلاثة أيام ليتمكن من إرسال هذه الأغنية حيث أن الفتاة كانت معظم المواقع لا تستجيب لهاتفها بسبب مشكلة ما.
وبعد ثلاثة شهور تقريبا أرسل إليها الشاب برسالة أنه سيغلق تطبيق الفيس بوك لظروف ما، وأن رقم هاتفه معها إن احتاجت إليه في أي وقت.
تقول الفتاة حينها كنا مجرد صديقين ولكن تشوب صداقتنا بعض المشاعر المتعلقة بالإعجاب، حاولت الفتاة إقناعه بألا يفعل ذلك، وأن يفعل أي شيء باستثناء ذلك القرار.
الشاب طالب بكلية الطب، مجتهد للغاية، وحيد عائلته لذلك خطب فتاتين قبل معرفته بهذه الفتاة!
لم يجد بهما ما وجده بفتاة الفيس بوك، على الرغم من أن تواصله اقتصر على الكتابة والآراء والتعليقات على صفحة عامة، إلا إنه وجدها الشخصية التي لطالما حلم بها.
ومن كثرة ما رأى من خطيبتاه اعتقد أن المواصفات التي يبحث عنها مجرد أحلام، ولن تتحقق على أرض الواقع، حتى لامس واقع هذه الفتاة الجميلة
كلما وجد الشاب نفسه مائلا بقلبه وعقله تجاهها، أقنع عقله بالابتعاد، ولكن قلبه أجبره على الاقتراب أكثر وأكثر.
أقنع عقله ومنع قلبه كثيرا من الوقت!
ولكن في النهاية كان الفوز حليف القلب، فاعترف الشاب للفتاة بطريقة ما أجملها، طلب منها السماح له والإذن بمقابلة والدها.
فأخبرته الفتاة بالحقيقة المفجعة، وأن والدها قد توفي منذ أن كانت جنين ببطن أمها!
الفتاة أيضا وحيدة والدتها، ووالدتها انقضى كل عمرها لتربية وتنشئة ابنتها إرثها الوحيد بالحياة، والشيء الوحيد المتبقي من زوجها الحبيب
سافر الشاب مسافة بعيدة للوصول لمنزل الفتاة دون علم والديه.
رتب كل شيء مع والدتها، وأخبرها عن كل شيء بخصوص حياته وحياة والدهي وإخوته وكل أهله.
أعجبت والدة الفتاة بصراحته، وصراحة ابنتها من قبل.
فقد كانت الابنة بارة للغاية بوالدتها ولا تخفي عنها ولا معلومة صغيرة متعلقة بحياتها.
اتفق الشاب معهما على كل شيء، وأنه بأول إجازة سيأتي بأهله للاتفاق على كافة التفاصيل.
عندما علم أهل الفتاة بما حدث، عابوا على العلاقة، وكثير منهم تنمر بأنها علاقة نشبت من خلال الفيس بوك.
كانت والدتها قد علمتها محن الحياة أن تكون شخصية شجاعة، تقف في وجه الجميع ولا تخشى في الله لومة لائم.
كانت لا تسكت عن الحق مهما كلفها الأمر.
اتصلت الفتاة على الشاب وأخبرته بكل ما يحدث معهما من أهل والدها.
كانت الفتاة ترث من والدها، وكانت بالنسبة لكثيرين من أقربائها وذويها مطمع.
عارض الجميع زواجها من ذلك الشاب الغريب، أدارت والدتها الموقف بحكمة بالغة منها.
أقنعت الجميع بأنها قد أخطأت بموافقة ابنتها على ذلك القرار، وأنه من الوارد تصحيح كل هذه الأمور.
اقتنع الجميع بذلك، وكانت تسير الأمور حتى تنتهي ابنتها من الثانوية العامة وتحديد مصيرها.
أما عن الشاب فلم يتخلى عنها ثانية، فكان يساعدها في دراستها، ويسهل عليها الكثير من الأمور.
علنت والدتها عقب انتهائها من الامتحانات وظهور نتيجتها الزواج بالشاب على الفور.
تكتمت على كافة شيء، وجعلت الجميع أمام الأمر الواقع
كان الشاب متفهما لكل أمور زوجته، تقسم بالله أنها لم تشعر بسعادة غامرة طوال حياتها إلا بعدما أرسله الله لها.
تكمل الفتاة دراستها، وعندما سردت قصتها مع زوجها على الهواء مباشرة، كانت في عامها الرابع بكلية الطب.
كثير من قصص حب عبر الفيس بوك تفشل، وتكون عبرة للوعظ للابتعاد عن هذا العالم الوهمي.
حصلت الفتاة على درجات مرتفعة مكنتها من الالتحاق بكلية الطب
لم يتردد الشاب ثانية واحدة، وأحضر أهله وقام بعقد القران على الفتاة ليخرس الجميع.
أعلن الشاب عن رغبته في قراءة الفاتحة وكتب الكتاب حتى تكون زوجته أمام الله ورسوله وأمام كل البشر.