مأساة طفل في سينما الحياه
سينما الحياة
الروتين اليومى لحياتى إنى اقوم من النوم اروح الشغل و ارجع من الشغل على البيت
فضلت سنين كتير قوى بشتغل بالشكل ده اطلع الساعة 7 صباحا و ارجع 6 مساءً
و انا واقف على الطريق مستنى عربية الشغل
فى ورشة كهربائى سيارات على الناحية التانية من الطريق شغال فيها عيل عنده حوالى 9 سنين
و انا واقف سبحان الله معرفش ايه اللى خلانى بصيت على الواد ده و سرحت فيه و فين أبوه و أمه و ليه ميروحش المدرسة و يلبس و يلعب زى باقى الأطفال اللى ف سنه
سرحت فى إحساسه و هو شايف اطفال من عمره لابسين هدوم نضيفة ورايحين المدرسة الصبح
او إحساسه و هو شايفهم بيلعبوا كورة فى الشارع و هو متمرمط فى الورشة
و أكيد هو مش حاسس حتى بلذة الفلوس اللى بياخدها من الورشة آخر الشهر عشان تعوضه إحساسه بالقهر و الذل اللى هو لسة صغير قوى عليهم
و رجعت سرحت تانى و انا باصصله سرحت فى أهله
لأنه يمكن يكون يتيم و أمه مش قادرة تشيل البيت لوحدها فى ظل الظروف اللى تاعبنا احنا و احنا رجالة و بصحتنا
و تخيلت أمه الغلبانة و ربما كانت مريضة
استغفرت ربنا سبحانه و تعالى و حمدته على نعمته التى لا تعد و لا تحصى
و دعيت ربنا يعينه على حاله
مفيش لحظة و الولد مسك سلك كهربا و اتنفض فى الأرض صرخ صرخة واحدة و فضل يترعش فى الارض لمدة دقيقة تقريبا و انا مش عارف اعدى الطريق من العربيات
لكن كنت بصرخ زى المجنون و بسرعة جريت و خلاص معرفش انا عديت ازاى
و خوفت المسه اتكهرب أتلفت يمين و شمال لقيت حتة خشبة زقيته بسرعة
و كانت بدأت الناس تتلم لكن للأسف ملحقناش ننقذه
نفذ أمر الله 😞
الولد مات 😟😟
فى لحظة تحول من طفل برئ إلى جثة هامدة على الأرض لا حول لها و لا قوة 😞
المفاجأة أصابتنى بحالة من الدهشة و الذهول لا توصف لدرجة الشلل التام
شلل عقلى و جسمانى لا قادر أفكر و لا قادر أتحرك و لا عارف اعمل اى حاجة خالص
بسرعة الناس اتصلت على صاحب الورشة و بلغوه بالخبر
و الناس أصحاب الورش المجاورة غطوا الولد و بدأوا يخرجوا الناس برة الورشة و قفلوا باب الورشة على جثمان الولد لحد ما يجى صاحب الورشة
فى البداية و مع الصدمة و الحالة اللى أنا فيها تخيلت أن دا تصرف طبيعى و خرجت مع الناس اللى خرجت
و عديت الناحية التانية من الطريق و قعدت على حجر فى الأرض
جسمى مش شايلنى من الموقف
و تخيلت حال أمه لا حول و لا قوة الا بالله
مر حوالى تلت ساعة و انا قاعد مكانى متحركتش
لحد ما ركنت عربية چيب كبيرة قدام الورشة و نزل منها صاحب الورشة و دكتور أعرفه كويس هو طبيب أمراض نسا و ولادة لكن قريب صاحب الورشة و معاهم اتنين كمان
و فتحوا الورشة و دخل الدكتور و انا شوفته بعينى و هو بيكشف على الولد
و شايفه و هو بيبلغهم أن الولد فارق الحياة من بدرى 😞
كل دا بالنسبالى كان طبيعى و مكانش فى اى حاجة فى دماغى
و متصور أنهم بيتصرفوا بشكل انسانى
لكن للأسف صاحب الورشة عمل مكالمة من تليفونه و بعدين بدأ التصرف اللى لا يمكن مهما كانت درجت الجحود فى قلوب الناس مهما كانت لا يمكن توصلهم للمشهد اللى جى
شالوا جثة الطفل البرئ و طلعوا راحوا حطوه فى الأرض جنب عامود الكهربا اللى فى الشارع على بعد عشرين متر من الورشة
و جاب كهربائى و سلم خشب و طلع على العامود و وصل الكهربا بالعمود مباشرة
و نزل 😳
لو انا مش شايف بعينى عمرى ما كنت هصدق 😳
معرفش ازاى جريت و عديت تانى الناحية التانية و بزعق و اصرخ زى المجنون
يا كفرة حرام عليكم يا كفرة حسبى الله و نعم الوكيل
و جريت على جثة الطفل الغلبان الله يرحمه أشيله من جنب العمود
و أول ما لمسته الكهربا نفضتنى على الأرض 🥺
انتوا متخيلين يعنى مش بس حطوه جنب العامود دول مكهربين الجثة فعلا 😳
قومت من على الأرض و جريت على صاحب الورشة لكن الناس منعتنى انى أوصله
و من ضمن الناس اللى مسكتنى عشان موصلوش كان الكهربائى
مسكته و بقيت أضرب فيه بشكل هستيري
يا كافر هتروح من ربنا فين منك لله الواد الغلبان ده حقه ف رقبتك منك لله
الناس اتكاتروا عليا و شدونى بعيد و انا ابص على جثة الواد و قلبى بيتقطع يا ناس حرام عليكم
أبوس أيديكم طب ابعدوه عن الكهربا لله
و بدأت أعيط من كتر الوجع اللى انا فيه
لحد ما واحد قالى طب اسكت و بطل زعيق و انا هروح أبعده عن العامود
قولتله حاضر حاضر و الله ما هتكلم تانى بس ابوس ايدك أبعده عن العامود و حطيط ايديا على بؤى عشان أأكدله انى سكت
و فعلا الراجل اتحرك و راح جاب نفس الخشبة و زق بيها الواد للمرة التانية بعيد عن العامود
شوية و لقيت البوكس بتاع الشرطة و وراه عربية ملاكى و إسعاف
و صاحب الورشة بعت حوالى 10 رجالة تانيين غير اللى كانوا جنبى
و بدأوا يهددونى لو زعقت و الا عملت اى حاجة تبقى انت اللى جبته لنفسك
يعنى ايه يا جدعان انتوا عاوزنى اسكت على اللى بيحصل ده ازاى يا جدعان طيب فين ايمانكم بالله فين خوفكم من ربنا 😟😟
راحوا شايلينى و كاتمين بؤى و دخلوا بيا شارع جانبى
و واحد فيهم قالى خلينا نتكلم بالعقل
انت هتستفيد ايه لما الحج صالح يتحبس
مش احسن أنه يعوض أهله عن ابنهم و يعنى هو الراجل قتله و الا دا قضا ربنا
حاولت اقنعهم أنه إهمال و أنه مسؤول عن موت الولد
فرد قالى انت صح لكن مفيش نية القتل يعنى قتل خطأ و الراجل هيعمل الشرع و يدفع دية الولد لأهله
فى الوقت دا كان وكيل النيابة عمل المعاينة و أمر بنقل الولد للمشرحة و الاسعاف شالت الولد و مشيت و البوكس اتحرك و كل حاجة خلصت
و الكهربائى اللى طلع عمل ماس فى العمود راح يظبط كل كهربة الورشة و يخفى كل آثر الجريمة 😞😞
قفلوا الورشة و كل حى راح لحاله
و لا كأن اى حاجة حصلت
انا كمان روحت البيت جوايا حزن السنين و جسمى واجعنى و صورة الواد و هو بيترعش و بيطلع فى الروح مش مفارقة دماغى
انا لا يمكن اسكت
انا لازم اروح اعمل محضر انا شوفت كل حاجة بعينى
ربنا هيحاسبنى لو سبت حق الواد يضيع
دخلت البيت بالعافية و اترميت على كنبة فى الصالة و ابويا و امى و مراتى جم جرى عليا ألف سلامة عليك يا ابنى مالك ايه اللى جرالك
حكيت كل اللى شوفته و دموعى مش عاوزة تبطل
أمى و مراتى عمالين يقولوا حسبى الله و نعم الوكيل
لكن أبويا سمعنى لحد الآخر و بعدين قالى اهدا يا ابنى و حكم عقلك
اولا الحج صالح من كُبرات البلد و راجل صاحب فلوس و نفوذ
و كدة كدة مش هيتحبس
و هيطلع منها زى الشعرة م العجين و لو رسيت حد من رجالته هيقول انا اللى مأجر المحل و انا المسؤول و الحج صالح هيدفعله تمن حبسته لكن هو مش هيتحبس و فى الحالة دى أهل الواد مش هيطولوا حاجة و هو يتيم زى ما بتقول
إنما لو الأمور مشيت بهدؤ الفلوس اللى هيدفعها هنا و هنا عشان ميتحبسش أهل الواد اولى بيها
و ربك موجود متقلقش و اسمه العدل
اهدا كدة و خش ريح شوية و اللى فيه الخير يا ابنى يقدمه ربنا 😟
دخلت فردت جسمى ع السرير و انا لا مقتنع بكلام أبويا و لا مقتنع انى احبس الراجل فعلا
و كل ما اغمض عينى صورة الواد تيجى فى دماغى
و فضلت على الحالة دى لحد الساعة تقريبا 4
و فجأة الباب خبط
الحج صالح و معاه عدد كبير منهم العمدة و ظابط النقطة و شيخ البلد و شيخ الغفر و أغنياء القرية كلهم تقريبا
أبويا فتح الباب و اهلا يا مرحبا اهلا و سهلا نورتونا اتفضلوا أهلا و سهلا
دخلوا أوضة الكنب و ابويا نده عليا و دخلت مسلمتش على حد منهم خالص
و قعدت جنب الباب
و بدأ حوار طويل عريض الظابط شوية و العمدة شوية و غيره شوية و فى الآخر الحج صالح قالى صلى على حبيبك النبى و أهدى كدة و جاوبنى بمنتهى الصراحة و الحق
هل عمرك سمعتنى عامل مشكلة مع حد أو واكل حق حد أو مفترى على حد أو حتى بخلان بمالى على حد ؟
قولتله شهادة لله لأ 🙄
قالى طب تفتكر أن انا كنت عاوز اموت الواد اللى شغال فى الورشة ؟
قولتله بردو لأ 🙄
طب آخر سؤال عندك شك و لو واحد فى الألف انى مش هروح لأهل الواد و أراضيهم ؟
قولتله بردو لأ
قالى طب انت عامل ظيطة ليه بقى ما تخليك فاعل خير و تساعدني انى اعوض أهله بدل ما انت عاوز تحبسنى و تمنع عنهم خير ربنا باعتهولهم
و تعرف منين ما يمكن الواد ده زى الواد اللى سيدنا الخضر قتله
ما يمكن كان هيكفر أهله و ربنا نجاهم
و عاوز اقولك انا مش جى عشان خايف منك و لا جاى اهددك انا جى اوضحلك أن الحق و الخير ميجوش بطريقتك دى
اهدا يا ابنى و ربنا يكتبلنا كلنا اللى فيه الخير
هه سلامو عليكم و راح قايم و الكل قام وراه و سلموا على ابويا و سلموا عليا و خرجوا مشيوا 😌
تانى يوم اتصلت عملت اجازة من الشغل و خرجت ادور و أسأل عن أهل الواد
عشان لو مش هعمل محضر على الأقل أتأكد أنهم أخدوا دية الولد
و أخيرا وصلت لبيت الولد فى بلد جنبينا
وصلت لقيتهم لسة راجعين من الجبل بعد ما دفنوا ابنهم
الوقت مكانش مناسب بالنسبالى انى اسألهم عن حاجة
فا سألت الجيران بشكل عام عن تفاصيل أهله
و اكتشفت أن أبوه و أمه عايشين و عنده 3 اولاد تانيين اكبر واحد فيهم عنده 15 سنة
و كلهم شغالين فى ورش مختلفة و الام بتشتغل فى البيوت
و الأب بيلم الايراد منهم يتعاطى بيه مخدرات 😞
حسيت بحالة يأس اول مرة احسها فى حياتى
روحت و انا قلبى بيتعصر من الألم على الواد اللى مات بدون ذنب
و على باقى أخواته و امهم اللى الله أعلم بمستقبلهم
و فضلت فترة طويلة جدا حزين و مكتأب
و بعد فترة قررت اروح اعرف الحاج صالح عمل معاهم ايه
روحت تانى عندهم
و دخلت بيتهم المتهالك من كل حاجة
و الراجل استقبلنى و هو شبه نايم من كتر المخدرات
و شوفت ام الولد الغلبانة اللى وشها معجون شقى و جسمها أكله الحزن و يا عينى مبتتكلمش خالص
و سألته الحاج صالح عمل معاك ايه ؟
قالى كتر ألف خيره اتكفل بالدفنة و ادانى 5000 جنيه
ربنا يباركله و الله راجل طيب و محترم 😟
خرجت من عنده و أنا ندمان انى جيت و سألت 😌
و انا راجع لقيت ناس بتعلق زينة و كهربا فى الشارع الرئيسى و صوان كبير و مسرح
و لما سألت قالولى
الحاج صالح بيجوز ابنه 😞
و الغريبة انى روحت البيت لقيته باعتلى كارت دعوة للفرح
من يوم الحادثة دى و انا قلبى مكسور لحد دلوقت
و هى دي سينما الحياة 😞😞