قصة الشيطان الجميل
كان هناك في قديم الزمان في قرية صغيرة في قلب الغابة، قصة خيالية تداولها الناس عن وجود مخلوقٍ غريب وساحر يعيش في أعماق الغابة المظلمة. كانوا يطلقون عليه اسم "الشيطان الجميل".
قيل إن الشيطان الجميل كان يملك شعرًا أحمرًا ناريًا وعيونًا زرقاء كبحر الصيف الهادئ. كما قيل إنه يملك جناحين براقين من الريش يمكنهما حمايته ونقله في أي مكان يشاء. وعلى الرغم من اعتباره شيطانًا، إلا أنه كان يُعتبر في نفس الوقت وصديقًا للبشر.
كانت القرية تعيش في حالة من الخراب والفوضى، حيث كانت تعاني من نقص المياه وانقطاع الكهرباء طوال الوقت. تعب السكان من الظروف الصعبة التي يمرون بها، وبدأوا يتمنون أن يأتي الشيطان الجميل إلى القرية ويحقق أمنياتهم.
واحدة من النساء في القرية الملقبة "ماريا"، كان لديها كل الأسباب لأن تكون أكثر المهتمين بهذا المخلوق الغامض. كل ليلة، تذهب ماريا إلى الغابة وتصلي وتناجي الشيطان الجميل لكي يأتي ويساعد في حل مشاكلها.
بعد مرور بضعة أشهر من الصبر والانتظار، حدث ما تمنته. ظهر الشيطان الجميل في قرية ماريا في قالب شاب جميل جدًا. كانت عيناه همساتٍ تطيب القلب وكانت طلباته دائمًا مستعدة لتحقيقها.
بدأ الشيطان الجميل بعمل الخير في القرية، حيث أصلح البيوت المتهالكة وأعاد الكهرباء وجلب الماء النقي. كانت الحياة تعود ببطء للقرية، والناس كانوا سعداء بوجود الشيطان الجميل بينهم.
ومع مرور الوقت، بدأ الناس يتساءلون عن سرّ الشيطان الجميل وقدراته السحرية. ولكنهم سرعان ما نسوا هذه الأسئلة وتمتعوا بالأوقات الجميلة التي يتشاركونها مع الشيطان.
ومع مرور الأيام والسنين، أصبحت القرية أكثر سعادة وازدهارًا. ازدهرت الحقول والمحاصيل، وبنيت مدارس ومستشفيات حديثة. وعلى الرغم من أن الشيطان الجميل عاش في القرية لبضعة عقود، إلا أن الناس لم يعرفوا أبدًا عن وجهته الحقيقية.
في نهاية المطاف، تعلم الجميع أن الشيطان الجميل كان مجرد امتداد لطبيعة الإنسان الخيالية والرغبة في التغيير والأمل. وعلى الرغم من أن القرية لم تعد بحاجة إلى الشيطان الجميل أكثر، فإنهم سيحملونه للأبد في قلوبهم كما احتفظوا بذكراهم الأجمل.
وهكذا، انتهت قصة الشيطان الجميل بسعادة وإشباع رغبات الناس وتحقيق أمنياتهم. وما زالت تلك القرية تستمد قوتها وحكمتها من الحكاية المدهشة للشيطان الجميل.