قصة محكمة الجن
محكمة الجن
هذه قصة نرويها لكم على لسان صاحبها ( زياد ) وهو شاب من جمهورية مصر
بدأت احداث القصة سنة 2004 وكان عمري حينها 26 سنة كنت اسكن في شقة انا وامي بعد وفاة والدي وهذه الشقة في احد الاحياء الشعبية في مدينة القاهرة.
في احد الايام حدثت مشادة كلامية بيني وبين امي اضطررت وقتها لمغادرة المنزل حتى تهدأ وطأة الخلاف بيننا . وتوجهت الى صديقي وهو يعمل حلاق وجلست اتبادل اطراف الحديث معه . وفي هذه الاثناء دخل علينا رجل كبير السن ذو لحية بيضاء ويرتدي ثوب ابيض وكان يحمل كيس اسود وبدأ بجمع الشعر المنثور على ارضية المحل ووضعه في ذلك الكيس دون ان يتحدث الينا وحينها نظر الي مباشرة وقال لي بنبرة صوت يملؤها الهيبة ( ليه زعلت امك يا زياد بلاش تعمل كده تاني ) وانصرف بعدها مباشرة وانا اصبت بالرعب والذهول من هذا الموقف خصوصا ان لا احد منا يعرف هذا الرجل ولم نراه من قبل و في السابق، كان الجميع في مجتمعنا الشعبي يعرفون بعضهم البعض.
فسألت صديقي الحلاق: هل تعرف هذا الشخص؟ هل رأيت سلوكه؟
فأجاب بأنه لا يعرفه ولم يسبق له رؤيته من قبل. في هذه الأثناء، تبعت الرجل خارج المتجر، الذي اعتقدت أن والدتي اشتكت إليه، لأنني كنت متأكدًا من أن والدتي لم تتعرف عليه.
عندما خرجت، قبل أن يذهب الرجل العجوز بعيدًا، رأيت الجزء الأخير من ملابسه ينزلق إلى الشارع بجوار المتجر، وطاردته عندما دخلت الشارع، ولم أجد له أي أثر. هو! !
لقد صدمت وخفت، لماذا كان هذا الرجل العجوز يمشي بسرعة كبيرة!
ثم عدت إلى أصدقائي، وبعد الحلاقة عدت إلى بيتنا، ولعلي أجد إجابة هذا السؤال من أمي؟ عندما عدت إلى المنزل، شعرت أن هناك حياة تتجول بجواري، وكنت أشعر بحرارة جسد تلك الحياة، لكنني لم أر شيئًا بجانبي. كان قلبي مليئًا بالخوف.
وعندما وصلت إلى المنزل، رأيت الرجل العجوز يجلس على الدرج في الطابق العلوي، وينظر إلي بعين الريبة والخوف، ولم أجرؤ على سؤاله أو حتى إلقاء السلام عليه.
عدت مسرعاً إلى شقتنا ودخلت أبحث عن والدتي، وعندما رأتني قالت: ما بك يا زياد؟ لماذا تبدو خائفاً؟
فقلت لها: أمي، هل سبق لك أن اشتكيت مني لرجل في الحي؟
قالت: يا ولدي العزيز، هل تعلم عني هذا؟ ولم ولن أشكوك إلى أحد إلا رب العالمين. ربما سيحسن وضعك يا بني.
طلبت مني أن أذهب إلى غرفتي وأغير ملابسي حتى تتمكن من إعداد العشاء لي.
عندما دخلت الغرفة شعرت وكأن هناك من يراقبني من نافذة الغرفة، وكلما نظرت نحو النافذة كنت أرى أطراف شعري تتساقط من تحت النافذة.
فأسرعت إلى النافذة وفتحتها بعناية، وعندما فتحت النافذة رأيت شيئًا فظيعًا لم أره من قبل! !
رأيت هذا الرجل العجوز يجلس في أسفل المبنى ورأسه ممدود حتى وصلت إلى نافذة غرفتي ووجهه مواجه لي وكان يبتسم. في هذا الوقت غمرني الرعب ما رأيت وأغمي عليه.
وعندما استيقظت رأيت والدتي تجلس بجواري، وتنادي عمي وتطلب منه أن يأتي إلينا بسرعة لأنني فقدت الوعي.
وعندما رأت أنني قد استعدت وعيي، قالت لي: “ما بك يا زياد؟ لماذا سقطت على الأرض وأغمي عليك؟”
لكنني لم أستطع الرد عليها لأنني كنت أعاني من صداع شديد.
ذهبت والدتي لتجلب لي الطعام وطلبت مني أن آكل شيئا، لأن حالتي بالتأكيد كانت بسبب التعب.
لكنني طلبت منها ألا تزعجني لأنني أريد النوم.
في منامي رأيت شيئاً لا أعلم إن كان حلماً أم حقيقة. رأيت باب خزانة ملابسي مفتوحًا وخرج أربعة رجال قصيري القامة وأصلع ومظهرهم مخيف.
أيقظني أحدهم من نومي وأجلسني على السرير وكأنني في جلسة المحكمة.
وفي هذه الأثناء، تحولت غرفتي إلى قاعة محكمة، وقد رأتني في قفص الاتهام.
تحدث معي ثلاثة قضاة ووجهوا لي بعض الاتهامات، لكنني لم أستطع فهم ما يقولون لأنهم كانوا يستخدمون لغة غير مألوفة، لكنني فهمت نيتهم ولهجتهم.
كان أحد الرجال يقف أمامي، لكنني لم أره، وكان هذا الرجل يحميني بشراسة.
وكان يشير لي كل بضعة ثواني بأن أهدأ ولا تخاف، وعلمت منه أن الاتهامات الموجهة إلي باطلة.
بعد الجلسة، تقدم نحوي أحد القضاة، حاملًا صحيفة بيضاء مربوطة بقطعة قماش، وناولني إياها مبتسمًا، ثم غادر.
وهنا استيقظت من الرعب لأرى باب الخزانة مغلقا بإحكام.
فخرجت من الغرفة خوفاً وذهبت إلى أمي وصرخت طالباً منها أن تحميني من هؤلاء الأشخاص الذين يريدون قتلي فسألتني من يريد قتلك من هؤلاء الأشخاص زياد؟
لكنني بكيت وصرخت من هول ما رأيت.
ولم يهدأ بالي إلا عندما سمعت صلاة الفجر. ذهبت بسرعة لتتوضأ وقررت أن أصلي لأول مرة منذ سنوات.
عندما انتهيت من الصلاة، أخبرت أمي بكل ما رأيته، بدءًا من دخول الرجل العجوز إلى محل الحلاقة وانتهاءً بالحلم الذي رأيته والذي أخافني.
طلبت مني والدتي أن أصلي وأحفظ أذكار الصباح والمساء.
والحمد لله منذ ذلك اليوم لم أتخلف عن أي واجب منزلي، وأصبح هذا الوضع سببًا آخر لعودتي إلى الله.