أعدك، لن تجد أوفى مني.
“دوراند “ هو أحد رجال الأعمال المشهورين في مدينة باريس، كان هذا الرجل يربي كلبا جميلا يُدعي “جوك”، كان هذا الكلب يحب صاحبه جدا يداعبه وينام بجانبه وينتظر عودته حينما يخرج من المنزل، لكن صاحب الكلب لم يكن يهتم به بشكل كامل، كان علي الأقل يوفر له الطعام والشراب والنوم الآمن، لكن الكلب المحب لصاحبه كان يحتاج إلى حب واهتمام أكثر من ذلك، وفي يوم من الأيام سافر دوراند إلى مدينة في دولة إنجلترا لقضاء أعماله، فهو رجل أشغاله كثيرة، لكنه ترك ”جوة”وحده حتى لم يخبره بأنه سيسافر، لكن الكلب خرج خلفه لم يعلم أنه سيطير في الهواء بهذه المركبة التي ركبها، وهي الطائرة، ظل جوك يجري خلفها ظنا منه أنه سوف يلحق بها لكنه لم لن يستطيع بالطبع أن يلحق بها، فقد طارت إلى السماء حاي لم يعد يرى إلى أين اتجه حبيبه دوراند، ظل الكلب في المطار يجري هنا وهناك، وكلما رأي طائرة يجري باتجاهها ظنا منه أن بها دوراند، لكن كان دائما يخيب أمله..
حتى رأي رجال الأمن “جوك” في المطار فانطلقوا خلفه ليمسكوا به لكنه هرب منهم، وكان أحد ضباط الطيران بالمطار معه ابنه الذي يعاني من حالة نفسية سيئة لفقدانه والدته، فقد رأي الكلب وأواه عنده حتى لا يراه رجال الأمن ويقتلوه أو يخرجوه من المطار، أحبه الطفل واهتم به وظل يداعبه ويلعب معه حتى تعلق به الكلب، لكنه لم ينسى أبدا صاحبه، وفي وقت ما سمع صوت طائرة تهبط إلى ممر المطار فانطلق خلفها ووقف منتظرا نزول دوراند من الطائرة التي خطفته منه، إلا أنه لم يجده أيضا هذه المرة، كره “جوك” نفسه وكان يرفض الطعام والشراب والنوم حتى مرض َطاب الطفل من أبيه أن يأتي بطبيب لعلاج “جوك” فقال لهم الطبيب أن الكلب يحاول الانتحار لأنه فقد الثقة في أن يعود إليه من كان ينتظره طوال الشهور الماضية، ألقى الكلب بنفسه على الأرض تحت ماء المطر لن يعد يهمه الجوع أو العطش أو البرد، فالموت أهون عنده من هذا كله، لكن الطفل لم يتركه لحظة، كان ينام بجانبه على الأرض تحت ماء المطر ويبكي حزنا عليه ورفقا به، وحينما ساءت حالة الكلب تماما وحزن الطفل جدا من أجله، قام ضابط الطيران بابتكار فكرة قد تتسبب في عودة صاخب الكلب، وهي نشر صورته في الصحف حتى يعود دوراند إلى صاحبه الوفي الذي ينتظره أمام كل طائرة، فأصبح الكلب حديث مدينة باريس، وجاء المسافرون إلى هذا المطار خاصة لالتقاط الصور التذكارية مع الكلب الوفي، وبالفعل عاد دوراند، المفاجأة أن الكلب استقبله لكن ليس بالاشتياق الذي كان يملأ قلبه حينما تركه، وأخذه دوراند وانطلق به إلى الطائرة، لكن الطفل كان يبكي خلف الطائرة لأنه سوف يفقد صديقه الذي عوضه عن فقدانه لأمه، فقفز الكلب من الطائرة ليعود إلى صديقه الطفل الذي اهتم به وبكي معه ونام بجانبه تخت المطر يشاركه الحزن والأم والانتظار، بيسجل الكلب أعظم معاني الوفاء لدوراند الذي انتظره حتى عاد، وللطفل الذي لم يتركه بعدما تعلق به.