كابوس يوسف في مدينة عِزّة

كابوس يوسف في مدينة عِزّة

0 المراجعات

سيارتي الفيراري وأغنية " حلوة يا بلدي " ومجموعة الشركات التي أديرها .. 
كان حلماً جميلاً لو لم يختلط بصرخاتٍ أظنها لأختي الصغيرة ..
آه نعم تذكرت، أنا في عِزّة الآن .


بأحد شوارع المدينة المنكوبة أقطن أنا وأسرتي في منزل مجاور لحديقة تملؤها أصوات العصافير ولا تكاد تخلو من أشجار الزيتون التي زرعها جدي عندما تزوج جدتي وأهداها كعربون محبة لها بأول عيد زواج لهما .

والدي هو المُهندس (ياسر) أحد العقول الفذّة التي برعت في مجال الهندسة إذ لطالما كانت الهندسة المدنية حلما يراود أبي منذ الطفولة، ووالدتي (سُعاد) ربة منزل وأم رائعة لولدين وبنت في الثامنة من عمرها .

(ماهر) أخي الأكبر وسندي في الحياة بعد الله ووالداي، ماهر لم يكن إسما فقط فلقد كان أخي ماهراً بصناعة الدُمى وألعاب الأطفال التي كان يبيعها لأطفال الحي في متجره المتواضع الذي يقع بأحد أزقة مدينة " عِزّة " .

(يوسف) بشكل أو بآخر يبدو أنه اسمي، لم يتجاوز جسدي العشرين خريفاً ولكنني قد بلغت من الحُزن عتيا .

أنا حالياً ادرس آخر سنة من سنين دراسة المرحلة الثانوية وبنفس الوقت أنا اقوم بمساعدة أخي (ماهر) في العمل بمتجر الدمى وألعاب الأطفال بعض الأحيان .

أنا شاب طموح ولدي العديد من المواهب التي أظن أنها قد تخدمني يوماً ما بالوصول إلى أحلامي، فأنا أُجيد :- الرسم، التصوير، الكتابة، والتسويق الإلكتروني .
احلم بأن أصبح رجل أعمال مشهور ومن أجل هذا الحلم يومياً اسعى لتعلم مهارات جديدة على الدوام وكنت أخصص وقتاً محدداً يومياً لتعلم أشياء جديدة قد يكون من شأنها رفع ذكائي المالي لكي أصبح رجل أعمال يوماً ما .

في إحدى الليالي بينما كنت أغط في النوم راودتني أحلامٌ جميلة والتي حدثتكم عنها في بداية القصة وما إن بدأت بتذوق شعور نشوة الوصول لتحقيق الأحلام حتى  شعرتُ بأن الحلم يتلاشى شيئاً فشيئاً حينما سمعتُ تلك الصرخات المُفزعة والتي أخالها لشخص أعرفه تمام المعرفة .. 
يا إلهي هل هذه الصرخات هي في الحلم أم في الحقيقة!
ومن يكون صاحب هذه الصرخات ؟!

لم اترك المجال لخيالاتي طويلاً فسرعان ما فتحت عيناي لأتأكد أهذا الصراخ حلم أم حقيقة وهنا كانت الصدمة .

إختي (إيثار) كانت هي من تصرخ ..
كان المنظر مشوش فلم استطع رؤية كل شيء ولكنني حاولت بكل قوتي التمعُّن بكل شيء من حولي لأرى الدماء تسيل من رأس أختي ..
حينها عرفت أن تلك الصرخات لم تكن إلا واقعاً مريراً كنت أعيشه فهأنذا أرى أختي مضرجة بالدماء وصوت وبكائها يملأ البيت ..
لحظة لحظة 
أيُّ بيتٍ أنا اتحدَّث عنه !
أين أنا ؟!

من هؤلاء الناس الذين يركضون نحو أختي، ولماذا يأخذونها بعيداً ؟! 
يا إلهي ماذا جرى!
أين أمي .. أين أبي .. أين أخي ؟ 

من بين كل هذا الشتات الذي كنت فيه كان ينساب إلى مسامعي صوت خافت من بعيد وكأنه لجارنا (أبو محمد) ..
ثمة تمتمات كنت اسمعها من بعيد ولكنني لم أفقه منها شيئا ..
ناديت بأعلى صوتي : 
خير يا أبو محمد ماذا حصل ؟

اقترب مني أبو محمد شيئاً فشيئاً حتى أصبح على بعد خطوات مني وحينها قال لي : 
الحمدلله على سلامتك يا يوسف، ولا تخف أعدك بأنني سأكون والدك من اليوم وصاعداً وأنني سأعاملك مثل إبني (أمجد) تماماً ..
هذا إبتلاء يا إبني (يوسف) فاحمد الله ولا تجعل والدتك ترى الدموع في عينيك لأنها لن تتمالك نفسها لو رأتك بهذه الحالة .

كان وقع هذه الكلمات كحد السيف عليّ ولم استطع تفسير ما حدث ..

تبادر إلى ذهني حينها سؤال (أبو محمد) عن الذي حدث، ولكن (أبو محمد) أطرد قائلاً :- 
(يوسف) انظر إلي .

لتعرفوا بقية القصة 
وماذا حصل مع يوسف 
انتظروني في الجزء الثاني غداً (بإذن الله) .

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة

articles

4

followers

2

followings

10

مقالات مشابة