القضية الغامضة الشاهد الرئيسي شبح. الجزء الثاني

كان الجميع في الجنازة يبدوا عليهم الحزن و كذلك كانوا متأثرين بحزن ايراسموس على زوجته لكن كان هناك شخص و حيد في الجنازة لا يبدو على ملامحة اي حزن او تأثر كان هذا الشخص هي والدة زونا . 
بعد الجنازة كانت والدة زونا نادرا ما تخرج خارج منزلها و كانت دائما تسير شاردة الذهن و لا تكلم احدا و أحيانا كانت تتكلم مع نفسها بكلام غير مفهوم و فجأة تنظر خلفها كأنها تخاف من اي احد يسير خلفها و كان اذا شاهدها اي احد من الجيران و حاول ان يطمئن عليها و ان يتكلم معها كانت تدير وجهها و ترفض ان تتكلم معه و تستدير و تجري سريعا ، لا احد يعرف ما حدث لهذه المرأة حتى زوجها لم يكن يتكلم مع احد عنها لكنهم لاحظوا انه لا يبيت في منزله و يذهب ليبيت في الحظيرة و يتركها وحدها بالمنزل . 
في صباح يوم 21 فبراير بعد حوالي شهر من وفاه زونا خرجت ماري جين "والدة زونا" من بيتها وكانت ترتدي ملابس رسمية نظيفة عكس كل مرة كانت تخرج فيها غير مهتمة بمظهرها كانت تبدو على ملامحها الجدية و الغضب و الإصرار كانت تسير متماسكة مفرودة  الظهر مثل الجندي و هو يسير في طابور المشاة ظلت تسير حتى وصلت إلى مكتب المدعي العام المحلي لم تنتظر حتى تطرق الباب بل دخلت فورا إلى مكتب النيابة العامة و طلبت مقابلة المدعي العام الذي بدوره شعر بالدهشة و الفضول وقبل مقابلتها فورا 
كان المدعي العام يستمع إلى والدة زونا و هي تحكي له عن وفاة ابنتها و لا يعرف بماذا يرد عليها كان يعلم انها لابد انها مضطربة عقليا او فقدت عقلها بسبب حزنها على وفاة ابنتها و ما عانته من حزن عليها ، ظلت ماري جين تحكي قصتها الغريبة لمدة ساعتان و شعر المدعي العام بعد برهة ان قصتها ليست مجرد تخاريف و ان بها بعض المنطق و بدأ الشك يزيد داخله مع الوقت اكثر فأكثر و بدأ يقتنع من داخله انها ربما تكون على حق و ان روايتها ربما تكون صحيحة  .
بعد خروج ماري جين من مكتبه ذهب المدعي العام إلى منزل طبيب القرية و الذي كان مسئولا عن علاج زونا و هو الذي فحصها  و اكد وفاتها و حكى له قصة ماري جين المجنونة و بعدها وافق الطبيب على إخراج جثة زونا ليعاد الكشف عليها مرة اخرى . 
في اليوم التالي 22 فبراير وصل المدعي العام عند قبر زونا ومعه بعض الرجال بأدوات الحفر وحفروا قبر زونا واخرجوا نعشها و لحسن الحظ ان جثتها لم تكن قد تحللت بعد بسبب ان الطقس في هذا الوقت من السنة كان شديد البرودة ، ادخلوا الجثة بإحدى الغرف في مدرسة قريبة و وضعوها على احدى الطاولات و بعد خروج الجميع من الحجرة ماعدا المدعي العام و الطبيب بدأ الطبيب فورا بإعادة فحص الجثة مرة اخرى و بعد عدة ثواني اكتشفا ما كانا يبحثان عنه فنظرا لبعضهما و ادركا فورا ان قصة ماري جين الغريبة حقيقية و ليست خيالية 
لكن ما هي قصة ماري جين الغريبة و التي حكتها للمدعي العام ؟
القصة المرعبة والاغرب من الخيال و التي حكتها ماري جين للمدعي العام هي كالآتي: 
في يوم جنازه زونا وعلى الرغم ان والدتها ماري جين كانت حزينة جدا على موت ابنتها لكن المشاعر التي تغلب عليها في ذلك اليوم كانت اكبر من مشاعر الحزن كانت مشاعر الكراهية الشديدة تجاه زوج ابنتها ايراسموس حتى انها كانت لم تكن تطيق رؤيته و هو يبكي في الجنازة كانت تريد ان تقول له هذه جنازة ابنتي انا و هي تخصني انا وحدي ولا علاقة لك بها ، كانت تستشيط غيظا من الناس في الجنازة و هم متأثرين على حزن  ايراسموس كانت تريد ان تقول لهم هل يعجبكم تمثيله ، كانت تشعر ان هناك شيء ما خطأ في وفاة زونا لكن زونا وحدها هي من تملك مفتاح حل اللغز 
بعد انتهاء مراسم الجنازة و بعد مغادرة الناس جميعا فرغت من كل مشاعرها و لم يكن يسيطر على عقلها الا شيء واحد فقط و هو كيف تتواصل مع ابنتها الميتة لأنها تعرف انها الوحيدة التي تملك اجابة السؤال الأهم الذي يدور في ذهنها و هو كيف ماتت  
دخلت ماري جين غرفتها وركعت على ركبتيها و بدأت تصلي ليس من اجل نفسها  بل من اجل شيء واحد فقط كانت تصلي كي يظهر شبح ابنتها لها ويكلمها و يخبرها كيف ماتت زونا ، كل ما كانت تفعله ماري جين طوال هذا الشهر هي محاولة استحضار شبح زونا و سيطرت هذه الفكرة عليها و اصبحت مهووسة بها ، كانت تشعل الشموع و تصلي في غرفتها و تنظر حولها طوال الوقت لربما يحضر هذا الشبح او حتى تظهر اي اشارة كأن يفتح الشباك فجأة او حتى تطفأ الشموع معا كانت فقط تبحث عن اي إشارة او أي علامة عن ظهور شبح بنتها 
ظلت ماري جين هكذا حتى منتصف شهر فبراير كانت مثل كل يوم تصلي في غرفتها و تشعل الشموع حولها  وفجأة وهي تصلي ظهر ضوء ساطع جدا وسط غرفتها و اصبح جو الغرفة فجأة بارد جدا ، ركزت مارجين في هذا الضوء على امل ان يكون هذا شبح ابنتها زونا لكن بنفس سرعة ظهور هذا الضوء اختفى مره واحده واختفت البرودة من الغرفة أيضا ورجعت لدرجة حرارتها الطبيعية . 
كانت ماري جين متحمسة جدا و اصبحت مؤمنة ان صلواتها اخيرا اتت بنتيجة و ان ما حدث هو اشاره ان الشبح سيحضر فظلت ماري جين تضاعف من صلواتها على امل ان شبح ابنتها يظهر وفي خلال اليومين التاليين ظهر الضوء الساطع مرتين في غرفتها وفي كل مرة يختفي بسرعة كبيرة ، كانت ماري جين مستغربة جدا مما حدث لكن كانت مطمئنة بأن صلواتها ستأتي بنتيجة واخيرا في المرة الرابعة عندما كانت ماري جين تصلي و  الشموع مضاءة ظهر الضوء الساطع في غرفتها و اصبح الجو في الغرفة بارد جدا ثم رأت ابنتها زونا تخرج من الضوء و تتجسد في وسط الغرفة كانت ابنتها مرتدية ملابس سوداء بالكامل وعينيها غائرة للداخل وشعرها مفرود على كتفها كانت واقفة في مكانها وهي تنظر على امها ، عندما رأت مارجين شبح ابنتها على الحقيقة شعرت برعب شديد بالرغم ان هذا ما كانت تنتظره طوال الشهر و هي ان ترى شبح زونا و كانت متهيئة نفسيا تماما لمقابلته بالرغم من ذلك لم تتوقع ان تشعر بمثل هذا الرعب الشديد جدا و هذا الرعب جعلها ترجع بظهرها للخلف وشبح بنتها بدأ يتقدم نحوها ، ظلت ماري جين ترجع وهي مرعوبة حتى خبط ظهرها بالحائط و مازال الشبح يقترب منها و في هذه اللحظة اجبرت ماري جين نفسها على تمالك اعصابها لان هذه اللحظة هي ما كانت تنتظره طوال الشهر و لا تريد ان تضيعها منها اذا لابد ان تكون قوية حتى تعرف ما حدث لابنتها و السؤال الوحيد الذي استطاعت ماري جين ان تسأله لابنتها هو كيف مت ؟ عندها وقف الشبح مكانه وفتح فمه على وسعه و بدأ يخرج من فمه اوساخ و قيء لونه اسود وبصوت منخفض وخشن بدأ شبح زونا يحكي لوالدتها القصة قال الشبح ان ايراسموس كان يبدو امام الناس انه الشخص الطيب الناجح والمجتهد في عمله لكنه خلف الابواب المغلقة كان وحش و ليس انسان كان يضربها ويصرخ في وجهها على اتفه الاسباب وفي ليله 22 يناير قبل يوم واحد من اكتشاف الصبي لوفاة زونا كان ايراسموس في هذا اليوم شديد الغضب بسبب الطعام التي حضرته زونا على العشاء كان يريد ان يأكل لحم وهي طبخت شيء اخر وكان يبدو عليه الضيق الشديد فخافت زونا و اخبرته انها سوف تعد له طعام اخر و ارجوك ان تهدأ فقال لها باستنكار هل علي ان انتظر لتطبخي  غيره و في هذه اللحظة وبكل قوته مسك زونا من رقبتها ورفعها من على الارض و هنا   فجأة توقف شبح زونا عن الكلام ثم ظهرت نظرة رهيبة في عين الشبح وكأنه يستعيد الذكريات المرعبة وفي هذه اللحظة بدأ الشبح يرتفع من على الارض لأعلى في الهوا وفتح فمه على وسعها و لم يخرج اي صوت وبدا كل الهواء في الغرفة يسحب ويدخل داخل فمه كأنه يشفط الهواء الموجود في الغرفة وفجأة سمعت ماري جين صوت طقطقة الرقبة ثم لف الشبح رأسه للخلف بزاوية 180 درجة لكن مقدمة الجسد كانت مثل ما هي امام ماري جين التي كانت مصدومة من هذا المشهد وبعد ذلك نزل الشبح فجأة على الارض وصدره في اتجاه الام ورأس زونا او رأس الشبح كانت في  الخلف وبدا الشبح يستدير حول نفسه كي يخرج من الغرفة و اصبح رأس زونا ينظر على الام من الخلف بينما جسم الشبح يتجه إلى الامام قالت ماري جين انها في هذه اللحظة رأت وجه ابنتها يبتسم وكأنها كانت تقول لها وهي تغادر هل رأيت ما حدث لي ؟ واختفى شبح زونا ورجعت الغرفة دافئة مره اخرى وماري جين شعرت بعدها بالتعب الشديد و القت جسدها على السرير و ظلت تبكي طويلا  وقامت في صباح اليوم التالي و ذهبت بإصدار إلى مكتب المدعي العام لتحكي له قصة شبح بنتها و ان الشبح قال لها ان ايراسموس هو من خنقها  و هو من قتلها وبعد ذلك ذهب النائب العام  لطبيب زونا وطلب منه ان يفحصها مره اخرى كي يرى اذا كانت هناك اي علامات للخنق على رقبة زونا و هنا تذكر الطبيب ما حدث اثناء فحصه لزونا و كيف ان ايراسموس كان يبكي عند رأسها و هو يحتضنها و كيف كان يملس على شعرها و ادرك انه كان يريد فقط ان يغطي رقبتها بالشعر حتى لا يراها الطبيب و تذكر ايضا ما حدث  في جنازة زونا عندما لف ايراسموس الوشاح حول رقبة زونا بحجة انه الوشاح المفضل لها لكنه في الحقيقة كان يريد ان يخفي رقبة زونا او اي علامات تظهر على رقبتها ، و عندما اخرج المدعي العام و الطبيب الجثة و تم فحصها مرة اخرى و رفعوا الوشاح من على رقبتها ظهرت العلامات في جميع انحاء الرقبة كانت تبدو كبصمات الاصابع و بعد مزيد من الفحص اكتشفا ان رقبتها خلعت من مكانها و ان القصبة الهوائية قد تحطمت .
بعد ذلك تم القبض على ايراسموس بتهمه قتل زوجته واثناء المحاكمة حكت مارجين للقاضي عن قصة شبح بنتها و كيف مثل الشبح طريقة قتلها  وكانت الشهادة مقنعه جدا لهيئة المحلفين و اقتنعوا ان ايراسموس  مذنب و حكم عليه بعد ذلك بالسجن مدى الحياة لكنه مات بعد ثلاث سنوات فقط من دخوله السجن بسبب مرض غامض وتم اكتشاف ان ايراسموس كان متزوج مرتين قبل زواجه من زونا واحده تطلقت و الثانية ماتت في حادثة غريبة عندما كانت تساعد ايراسموس  في اصلاح مدخنه البيت و وقع حجر من داخل المدخنة و صدم رأسها و ماتت على الفور و حتى اليوم يوجد لوحة بالقرب من القبر التي دفنت فيه زونا مكتوب عليها ان هذه القضية الوحيدة التي ساعدت فيها شهادة الشبح في ادانه القاتل . 
             انتهت