القضية الغامضة : الشاهد الرئيسي شبح
هل تتخيل ان هناك قضية كان الشاهد الرئيسي فيها شبح و الشبح وحده هو من حل هذه القضية واتحكم فيها بناء على اقوال الشبح وان المحكمة والمدعي العام اخذوا بأقوال الشبح .
هذه القصة ليست خيالية وليست مؤلفة هذه قصه حقيقية
منذ اكتر من ١٢٥ عاما تزوجت زونا الفتاة الحسناء و التي ولدت في إحدى المزارع بالأرياف بولاية فرجينيا الغربية من الشاب الوسيم ايراسموس ، كانت زونا فتاة جميلة مرحة ذات بشرة بيضاء وعيون سوداء و شعر اسود كالليل و كان ايراسموس يعمل حداد جاء إلى القرية التي تعيش فيها زونا كان شاب طويل و وسيم ذو عيون زرقاء اشترى ورشة حدادة في القرية التي تسكن فيها زونا و سكن بالقرب من مسكنها و ما لبث ان تعرف على زونا و احبا بعضهما البعض كان عمره ٣٥ عاما بينما زونا كانت تبلغ من العمر وقتها ٢٣ عاما فقط و ما لبثا ان تزوجا بعد تعارفهما بشهرين بالرغم من ممانعة و اعتراض ام زونا لأنها لا تعرف شيئا عن ايراسموس و لا تعرف من هو و من هم أهله او عائلته بالإضافة انه اكبر منها في السن و بالرغم من ممانعة ام زونا الا ان زونا كانت فتاة عنيدة جدا و أصرت على الزواج به و تزوجته بالفعل بعد تعارفهما بشهرين فقط و حملت زونا بعد زواجها سريعا فرحت جدا هي و زوجها بهذا الحمل و كانا يرغبان بإخبار الجميع من معارفهما و اقاربهما عن حملها الا ان زونا كانت تعاني بشدة من التعب بسبب هذا الحمل و كانت دائما مريضة ففضلا ان لا يخبرا احدا عن حملها حتى تستقر حالة زونا
وفي بداية مساء يوم ٢٣ يناير سنة ١٨٩٧ كان ايراسموس يعمل في ورشة الحدادة الخاصة به بينما كان يجب عليه في هذا الوقت ان يغلق ورشته و يذهب إلى منزله لكن جاءه عمل عاجل فقرر ان يسهر في ورشته لكي ينجزه بالرغم من انه كان يشعر بالقلق على زوجته ، و كان يعمل في ورشته صبي عنده ١١ سنة و كانت مهمته ان يساعد الحداد و ان ينظف الورشة فطلب منه ايراسموس ان يذهب إلى زوجته لكي يخبرها بانه سوف يتأخر و ينظر اذا كانت تريد اي طلب او ان يساعدها في عمل اي شيء من الأعمال المنزلية فذهب مساعده الصبي إلى منزله و قد كان بيتا مكونا من طابقين طرق الصبي على الباب لكن لم يفتح له احد ، تعجب الصبي لأنه عندما كان يأتي سابقا ليوصل الطلبات كان دائما يسمع صوت خطوات زونا في المنزل او يسمعها و هي تتحدث مع احدى جاراتها و كان عندما يطرق باب البيت كانت دائما تسرع في فتحه ولا تتأخر عليه ابدا اما الان فانه لا يسمع اي شيء ابدا كأن المنزل مهجور طرق الباب مرة و اثنين و ثلاثة لكن لم يستجب احد فحرك أكرة الباب فوجد ان الباب كان مفتوحا فدلف إلى داخل البيت و ظل ينادي على زونا لكنها لم تجبه لاحظ ان البيت من الداخل مظلم و لا توجد اي اضاءة رغم انهم كانوا بعد وقت الغروب فقرر ان يصعد لأعلى لكن عند اول درجه للسلم وقف الصبي في مكانه متجمد من الخوف لأنه رأى زونا مستلقية على ظهرها على الارض واضعة يدها على صدرها اقترب الصبي منها و هو ينادي و يصرخ عليها لكنها لا تتحرك ابدا خاف الصبي جدا و خرج يجري حتى وصل إلى منزله و اخبر والدته بما حدث و قال لها يبدو ان زوجة صاحب العمل قد ماتت فخرجت الام مهرولة سريعا و ذهبت إلى ورشة ايراسموس و قالت له إدرك زوجتك سريعا لأنها مستلقية على الارض و لا تنطق ، استدعى ايراسموس طبيب القرية و الذي كان يشرف على علاج زونا من مضاعفات الحمل ، استغرق وصول الطبيب حوالي ساعة حتى وصل بيت الحداد و عندما وصل البيت وجد صبي الحداد ووالدته والجيران متجمعين في الطابق الارضي و عندما صعد للطابق الاعلى عند غرفه النوم الرئيسية وجد ايراسموس جالس على السرير وزونا معه ، نائمة على ظهرها وكان ايراسموس يضع رأسها بين يديه و يملس على شعرها و يمرجح جسمه وهو يبكي شاهد الطبيب هذا المشهد و تأثر كثيرا لكن كان لابد عليه ان يباشر عمله فوضع يده على كتف ايراسموس و طلب منه ان يتنحى جانبا حتى يستطيع ان يفحص الجثة جيدا لكن ايراسموس لم يكن ابدا يستمع له و ظل كما هو و هو يحتضن زوجته و يملس على شعرها و يمرجح جسمه و يبكي فطلب منه الطبيب ان يتماسك قليلا و يفسح له حتى يباشر عمله فقام ايراسموس من مكانه و وضع رأس زوجته على المخدة وفرد شعرها بجانبها وهي نائمة وفي اثناء عمل الطبيب كان ايراسموس يركع على ركبته بجوار رأس زونا و هو يبكي و يملس على شعرها و بعد انتهاء الطبيب من عمله و تأكده بأنها ماتت رجح سبب الوفاة بأنها ممكن تكون قد وقعت من على السلم بسبب مضاعفات الحمل و رجح انها عانت من الإغماء و وقعت مما تسبب لها بنزيف داخلي ادى إلى الوفاة.
اليوم التالي تم اقامه جنازة زونا في المقبرة المحلية اللي كانت تقع على تلة مرتفعة وكان كل الحاضرين في الجنازة يتهامسون فيما بينهم بأن المسكينة ماتت وهي حامل وكان جميعهم يؤسوا على حالة زوجها ايراسموس الذي يبدو عليه علامات الحزن الشديد و لا ينقطع من البكاء لدرجة الشهيق بصوت عالي ليتنفس و كان الجميع يشعر بالاسى عليه لقد فقد زوجته و اول ابن له في لحظة ، قبل الدفن بقليل كان التابوت المسجى به جسد زونا مفتوح ليلقوا عليها نظرة الوداع الأخيرة فوجئوا بأن ايراسموس احضر وشاح من اوشحة زوجته و وضعه على رقبتها قائلا للحاضرين بأن هذا الوشاح كان المفضل لزوجته وبعد ذلك مباشرتا قفلوا عليها التابوت و انزلوه في الارض .
يتبع …..