امجد في الصحراء

امجد في الصحراء

0 المراجعات

في أحد البلدات النائية المحاطة بأراضي الصحراء، توجد قرية صغيرة تعيش فيها أساطير وقصص عن الجن منذ قرون طويلة. تتردد أصوات الرياح العاتية عبر الأودية الجافة، ويتجول الظلام الكثيف بين جميع الأماكن كالظلال المتحركة، مما يخلق جوًا من الغموض والرعب. في قلب هذه القرية القديمة يقع بئر عميقة، يقول السكان إنها موطن للجن وأن أي شخص يجرؤ على الاقتراب منها يخاطر بمواجهة عواقب وخيمة.

تعيش في هذه القرية شابة تُدعى نورا، وهي فتاة شجاعة ومغامرة تتمتع بفضول غير محدود. منذ صغرها، كانت نورا مولعة بالأساطير والحكايات القديمة، وكانت تحلم بمغامرات تأخذها إلى عوالم غامضة ومخيفة. وازداد فضولها تجاه بئر الجن كلما سمعت المزيد من القصص المخيفة عنها.

في ليلة من الليالي، وبينما القرية نائمة تحت سماء ملبدة بالنجوم، قررت نورا أن تستكشف بئر الجن بنفسها. وكأنها شجاعتها الطائشة جزء من قصة رعب، تجاوزت نورا الحدود المظلمة للبئر وانزلقت إلى داخله بحذر شديد.

كانت الظلمة الكاملة تلف المكان، ولكن نورا لم تشعر بالخوف، بل كانت تشعر بالتوتر والحماس في الوقت نفسه. حينما نظرت إلى الأسفل، رأت لمحة من الظلام العميق يتربص في الأعماق. بدأت تتساءل ما إذا كان هناك جن حقًا في هذا المكان أم أن الأمر كان مجرد أسطورة.

وفجأة، شعرت بشيء يلتف حول ساقها، كأنه يحاول جذبها إلى الأسفل بقوة. حاولت نورا بجميع قواها أن تتمسك بالحافة، لكن القوة التي كانت تجذبها كانت أقوى بكثير. انزلقت تدريجيًا نحو الجهة المظلمة، وبدأت تشعر بالرعب يتسلل إلى كل خلية في جسدها.

وفي ذلك الوقت، سمعت نورا صوتًا غريبًا يتجلى من داخل البئر، كانت صرخة مرعبة تهتز في جميع أنحاء البلدة. كانت صرخة جن ملعون يطلب المساعدة، وكان صداها يتفاعل مع الرمال والصخور بطريقة تثير الفزع.

استمرت نورا في الهبوط إلى الأسفل، وكلما اقتربت أكثر من الظلام، زادت الأصوات الغريبة والصرخات المرعبة. وفي لحظة من الفزع، انقضت إحدى الأيدي الشبحية من الظلام وأمسكت بذراع نورا بقوة.

عندما وجدت نفسها محاصرة، بدأت نورا في الصراخ والصراخ، لكن لم يكن هناك أحد يستطيع سماعها. وفيما كانت تحاول الهرب، توغلت في الظلمة الساحقة وبدأت تفقد الأمل في الخروج على قيد الحياة.

في الوقت الذي كانت تتساءل فيه عما إذا كانت ستلقى مصيرًا مأساويًا في أعماق بئر الجن، بدأت الأشياء تتلاشى حولها، واستعادت وعيها ببطء. وجدت نفسها واقفة على شاطئ بحيرة مظلمة، والسماء فوقها مملوءة بالنجوم اللامعة.

عندما

 

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة

المقالات

1

متابعين

0

متابعهم

1

مقالات مشابة