ليلة الحادثة (عمر) و (ماجد) الجزء الثاني
ماجد :حسناً كما تشاء.. أين تقترح ان نمارس هذا الجنون الذي تتحدث عنه؟
عمر : طبعاً في الأسواق والاماكن العامة هذا غير وارد لكن اكتشفت بالمصادفة شركة تبيع منتجات التموين بالجملة ولديهم مقر يعمل لساعات متأخرة ومندوبو المبيعات لا يرحلون قبل العاشرة ليلاً.
ماجد: وما علاقة ذلك بمقابلة الفتيات؟ عمر، مبتسما بخبث :نصف العاملين هناك فتيات
ماجد، بتعجب :وماذا تنوي ان تفعل؟ عمر : في الحقيقة ليس لدي خطة محددة.. لكن لنرى ما يحدث
ماجد: لا أعرف ما الذي يدور في رأسك لكن هيا بنا فليس لدي شيء أهم لأقوم به الليلة
وصل الاثنان لمقر الشركة وبعد ما تسوق الشابان قليلاً واشتريا بعض الحاجيات التي لا يحتاجانها والتي كانت معروضة للبيع بالمفرق كدعاية لمنتجات الشركة توجها إلى منطقة مندوبي المبيعات والتي انتشرت فيها مجموعة من المكاتب الصغيرة و فوجئا بأن كل الموظفين كانوا فأدار ماجد نظره ل عمر وقال : أين الفتيات اللاتي تحدثت عنهن؟. ماجد، باستغراب مراقبا المكاتب التي خلت من الفتيات :اقسم أنني كنت هنا بالأمس وكان هناك بين المندوبين فتاتان على الاقل
عمر، بإحباط: انا لا أرى أمامي إلا من سئمت أعيننا من مشاهدتهم طيلة حياتنا
ماجد، يشير بإصبعه للأمام :انظر هناك.. عمر، متجها بنظره حيث أشار ماجد :أين؟. ماجد، بومئ برأسه : هناك عند المدخل.. تلك الفتاة التي يوبخها المدير.. يبدو أنها تأخرت عن عملها اليوم
عمر يراقب مدير الفرع وهو يشوح بيده ويخاطب فتاة محجبة بنبرة حادة وغاضبة :نعم انت محق .. لننتظر حتى ينتهي مديرها من توبيخها ثم نظهر نحن في الصورة ونخفف عنها
ماجد، يبتسم ويحدق بالفتاة التي كانت مطأطئة الرأس أمام مديرها :لقد قرأت أفكاري
عندما أنهى مدير الفرع حواره مع الفتاة توجهت وجلست إلى أحد المكاتب الصغيرة بعد ما نهض زميلها الذي كان ينوب عنها خلال فترة تأخرها فتوجه عمر وماجد نحوها بحوائجهما التي لا يحتاجانها كي يحاسبا عليها وينعما ببعض الدقائق بالقرب من تلك الفتاة.
ماجد، واضعا الأشياء على سطح مكتبها :لماذا السرحان يا جميلة؟
لم ترد عليه الفتاة التي كانت صامتة وسارحة في الافق أمامها وتضع الأشياء في الكيس دون حتى النظر إليها..
تدخل عمر وهو يغمز ل ماجد بأن يتنحى وقال : لا تضايق الفتاة يا ماجد يبدو أنها تمر بظروف صعبة
لم ترد الفتاة كذلك على تعليق عمر وأكملت ما تقوم به بصمت..
استمر الاثنان برمي ما في جعبتهما من وسائل لفت الانتباه تجاه الفتاة لكنها بقيت على حالها صامتة ومتجاهلة لهما حتى انتهت وقالت :المحاسب في الجهة الأخرى وليس هنا..
اُحرج الشابان وتوجها للمحاسب ودفعا ثمن الحاجيات وخرجا من المكان و عمر يقول بسخرية :هل نحن معدوما الجاذبية لهذه الدرجة؟
ماجد، مخرجا مفاتيح السيارة من جيبه ضاحكا : تحدث عن نفسك!
ركب الاثنان سيارتهما وخيبة الأمل تعلو وجوههما وبعد فترة من الصمت في مقاعدهما والتحديق امامهما دون إدارة محرك السيارة
قال عمر :ما زال الليل في أوله لنذهب لمكان آخر..
ماجد، وهو سارح أمامه : ماذا تقترح؟
عمر، ملتفتا إلى صديقه باسما : يبدو اننا لم نعد نجذب الفتيات فلنذهب ولنتناول العشاء بمناسبة ترقيتي ام انك تريد التملص من هذه العزومة؟
ماجد، ضاحكا : لا لا هذا واجب علي.. اختر المطعم الذي تريد وعشاؤك على حسابي
عمر، وهو يدير محرك السيارة : حسناً
بعد ما انتهى الاثنان من تناول العشاء في احد المطاعم التي اختارها عمر، قررا التجول على الخط الصحراوي خارج المدينة كي يتحدثا بعيدا عن ضوضائها وصخبها.
بدأا بالحديث عن أمور كثيرة كذكريات الطفولة وأحوال العمل وخلال حديثهما وانشغالهما عن الطريق اصطدمت سيارتهما بشيء ما بقوة مما دفع عمر للضغط على الفرامل افقدته السيطرة على السيارة وألجأته إلى الخروج عن الطريق الرئيسي والدخول في الطريق الترابي الجانبي و التوقف.
ماجد، مفزوعا : ما الذي حدث؟!
عمر، يلقي نظرة خلفه مستعينا بالمرآة أمامه: لا أعرف يبدو اننا دهسنا قطا..
ماجد، ينظر خلفه للطريق الرئيسي المغطى بسحابة من الغبار بسبب انحرافهما : لا أظن ذلك فما دهسته بدا اكبر حجما من مجرد قط.. هل رأيت ما دهسنا؟
عمر، موجها نظره ل ماجد وعلى وجهه ارتسمت معالم الخوف والقلق : اعتقد اننا دهسنا فتاة..
ماجد، بصوت عالي قبل أن يهم بالنزول :ماذا؟!… هيا لننزل ولنر!
ترجل الاثنان من السيارة وهما قلقان جدا وبدأا بالبحث على الطريق الرئيسي وحوله ولكنهما لم يجدا شيئاً..
ماجد، و عيناه ماتزالان تتفحصان الطريق :هل انت واثق اننا دهسنا فتاة؟
عمر، وهو لا يزال يبحث ويتفحص المكان حوله :لعلنا لم نصطدم بشيء مهم ربما كانت مجرد قطعة معدنية او بلاستيكية ملقاة على الطريق
سار ماجد إلى مقدمة السيارة وبدأ يتفحصها..
عمر، من على بعد وسط الشارع الرئيسي وبصوت مرتفع :يبدو اني كنت مخطئا وأننا بالفعل لم نصطدم بشيء مهم!
ماجد، بعد أن نزل على ركبتيه و عيناه المتوترتان على دولاب السيارة الأيمن الأمامي أشار قائلا : تعال وانظر جيداً لاسفل الإطار.. فقد تغير رأيك..
عمر، يمشي بخطوات متسارعة نحو ماجد :ماذا؟ ماذا قلت؟
اقترب عمر من ماجد ونظر حيث كان يشير ورأى خصلة كبيرة من الشعر الأسود الطويل مغطاة بالدماء عالقة ومحشورة بين الإطار واسفل السيارة…
عمر، بخوف وتوتر :ماجد!.. ما الذي دهسناه؟