رواية الهمجى ( الجزء الاول )

رواية الهمجى ( الجزء الاول )

0 المراجعات

رواية الهمجى ( الجزء الاول )

اذكر الله وصلى على الحبيب وادعوا لاخوانكم بفلسطين .

كل ما يحدث لنا قدر ومكتوب ، لا احد منا يستطيع توقع ما سوف يحدث له فى المستقبل ، وكل من يقول غير ذلك فهو كاذب ، احيانا يحدث اشياء لم تكن تحلم ان تحدث ، مثل انك ممكن ان تقابل شخص فريد من نوعه ، ليس مهم ان يكون طيب احيانا يكون شرس او شرير لكن يتعامل معك بطريقه تجعلك لا ترى سوى البقعه البيضاء التى فى قلبه .

الدكتوره سلوى ، هى بطلة روايتنا ، تبلغ من العمر سبعه وعشرون عام ، كانت تمتلك قلب يحب فعل الخير ، اقترحت على مجموعه كبيره من الاطباء ان يجهزو ما يسمى بقافله طبيه والتجول فى قرى مصر النائيه والبعيده ويكشفون على سكانها واعطائهم العلاج مجانى ، وتكفلت هى وبعض من زملائها الاطباء بكل المصاريف الخاصه بتلك القافله ، فالدكتوره سلوى من عائله ميسوره الحال ، عندما حلمت دخول كليه الطب كان من اجل مساعده الناس ليس الا .

تم تجهيز تلك القافله فى وقت قصير رغم ضخامتها ، وانقسم الاطباء بها كل مجموعه تذهب الى منطقه معينه حتى ينجزوا اعمالهم بشكل اسرع ، ظلت عمل تلك القافله قرابه ثلاثه شهور متواصله ، وكانت الدكتوره سلوى تتمتع بشخصيه جريئه لا تعرف الخوف ابدا ، يمكنها مواجهة اى خطر بدون خوف او حتى قلق ، وكانت اعز اصدقائها الدكتوره سلوى اسمها ملك ، شخصيه تعشق الهزار والهزل ، تاخذ كل الامور ببساطه وسخريه .

كان قبل دخول قافله الاطباء لمنطقه معينه بها عدد من القرى ، يبحثون عن شخص يكون على درايه بتلك القرى بشكل جيد ويساعدهم على التعامل مع اهل هذه القرى ، ووجدت الدكتوره سلوى شخص بهذه المواصفات ، كان اسمه عزيز ، كان عزيز يتجول مع الدكتوره سلوى ومجموعه من الاطباء واعضاء القافله الطبيه معها ومن ضمنهم الدكتوره ملك صديقه الدكتوره سلوى ، وحينما وصلوا لقريه اسمها قريه الهمجى ، رفض عزيز دخولها وطلب من الدكتوره سلوى ان يتركوا تلك القريه لان بها شخص لا يستطيع عزيز او غيره التعامل معه .

سلوى : ليه يا عزيز ، مين الشخص دا ، وازاى يعنى شخص يمنعنا من دخول القريه دى ؟

عزيز : يا دكتور هانا بنصحك لوجه الله ، نشوف اى قريه تانيه غير دى ، انتى مش متخيله مين كبير القريه دى ، افهمك ازاى بس ، اقولك تسمعى عن راجل الكهف ، او الراجل الهمجى اللى مابيعرفش يتعامل مع الناس ، اهو هو كدا شخص غريب مجنـــ ون ممكن ، عصبى اكيد ، مابيفرقش فى تعامله بين الراجل والست ، مجــ رم بطبعه بيحب يشوف الـ ـدم وبيفرح بيه ، وفى ناس كتير بتقول انه بيشرب الــ ـدم شرب .

سلوى : الكلام اللى بتقوله دا مش حقيقى ، ازاى يعنى فى انسان كدا ، اكيد فى مبالغات ، واكيد لو تكلمنا معاه بهدوء ، واكيد لو اتفاهمنا معاه وعرفناه ان احنا عوزين نساعد اهل قريته مش هيسبب اى مشاكل لينا .

عزيز : كل الكلام اللى بتقوليه يا دكتوره على راسى من فوق ، بس انتى مش فاهمه دا لو كان انسان طبيعى ، بس ايوب الهمجى دا مش طبيعى ومظنش انه انسان من الاساس .

ملك : هو اسمه ايوب الهمجى يا عزيز ؟

عزيز : ايوه يا دكتوره ، اسمه ايوب الهمجى ، والقريه سمها الهمجى على اسم ابوه .

ملك : طيب ما نستعين بالشرطه ، وندخل تحت حمايتهم .

ضحك عزيز وقال : هو انتى فاكره يا دكتور هنا فى شرطه بتجراء وبتدخل المناطق دى ، دى مناطق بيحكمها الاعراف والتقاليد والشرطه بتخاف تخشها علشان لو دخلوا بيحصل مجازر ومحدش هيكسب فىها ، انتى عرفه القريه دى بس واحد زى الهمجى عنده حوالى اكتر من ثلاثه الاف راجل مسلحين تحت امره ، دا يعتبر جيش يا دكتوره ، تفتكرى الشرطه هتضحى برجالتها وتخش حرب مع واحد زى دا وعلشان ايه قافله طبيه ، ماتأخزنيش يا دكتوره .

سلوى : يعنى ايه هنمشى من غير ما ندخل القريه دى ، انا مابخفش يا عزيز ، وهدخل اقبله واشوف حكايته ايه .

عزيز : منصحكيش يا دكتوره ، انتى كدا بتعرضى نفسيك للخطر .

سلوى : ميهمنيش ومش خايفه .

ملك : انتى مجنـــ ـونه صح ، انتى مستغنيه عن نفسيك ولا ايه .

سلوى : ملك انا قولت هقبله يعنى هقبله ، ثم بداءت الدكتوره سلوى بالتحرك بسيارتها ، ولكن اوقفتها ملك واصرت ان تذهب معها وقالت : كان نفسى ماموتش بدرى واتجوز واخلف بس اعمل ايه لازم اروح معاكى .

تبسمت سلوى لها وقالت : كنت عارفه انك هتيجى معايا .

توجهت سلوى وملك للقريه ، لم يكن يعرفوا الى اين يذهبون ، ولكن كان اصرار سلوى قوى على مقابله ذلك المدعو ايوب الهمجى ، اخذت سلوى وملك يسيرون بالسياره داخل القريه وكلما يستوقفون احد يسئلونه عن منزل ايوب الهمجى يتركهم ويذهب ولا يجيبهم ، كان هذا التصرف يقلق ملك كثيرا ، اما سلوى فلقد كان يجعلها اكثر اصرار على التقدم والبحث عن ذلك الهمجى .

وبينما يسيرون معا بالسياره فاذا بكاوتش السياره قد غرز فى منطقه مليئه بالرمال ولم تستطيع سلوى اخراج السياره فنزلت منها هى وملك وبداءو استكمال بحثهم سيرا على الاقدام ، كان الامر مرهق لسلوى وملك وعندما شعروا بالتعب ، اخذوا يستريحوا عند احد المنازل ، وشاهدوا رجل يبلغ من العمر حوالى خمسه وثلاثون عام تقريبا ، يركب على حصان اسود جامح ، كان يمر ذلك الرجل بجوارهم وعندما شاهدهم توقف ونزل من على حصانه ، وكان رجل يتسم بالوسامه ، كانت سلوى قد لفتت نظره بمجرد ان وقع عيناه عليها ، فكانت تتمتع بجمال من نوع غريب يسحر العيون والقلوب ، تقدم ذلك الرجل وقال لسلوى : القمر دا مكانه فوق فى السما ايه وقعه على الارض ، وكمان نازل بالنهار ازاى ، وقاعد كدا على الارض زينا ، هو انا بحلم ولا ايه .

لم تكن سلوى تحب هذه الامور ، ولا تسمح ان يقوم احد بمعاكستها ، فقالت له : والمفروض بقى انى اتكسف وكدا وافرح بالكلمتين الهبـ ــل دوول ، اسرح مش نقصاق خالص .

فتدخلت ملك على الفور وقالت لسلوى : اخص عليكى يا سلوى ، حد يكلم العسل دا بالشكل دا ، وربنا دا لو يعاكسنى كدا اتجوزه عـ ـرفى حالا .

لم يهتم ذلك الرجل بكلام ملك نهائيا وكانها ليست موجوده من الاساس ، اما كلام سلوى لم يغضب منه نهائيا بالعكس شعر بالاعجاب بها اكثر فهو لم يعتاد على ان هناك شخص كلمه بهذه الطريقه من قبل وخصوصا ان كانت امراءه ، فقال ذلك الرجل لسلوى : قوليلى بس هو القمر ليه اسم زينا كدا ، ولا ملقوش اسم يليق بسيادته ؟

سلوى : ممكن حضرتك تتفضل تشوف انت رايح فين ، ولا تحب تشوف ايدى وهى معلمه على وشك خمس صوابع .

فامسك الرجل يد سلوى وقبل كف يداها بشكل جرىء وغير متوقع وهو يقول : يا ريت الايد الحرير دى تلمس وشى دا يوم سعدى .

غضبت سلوى من تصرف ذلك الرجل الوقح وسحبت يداها منه وقامت بصفعه على وجهه بكل قوتها ولكن الاغرب من ذلك انها عندما فعلت ذلك قام ذلك الرجل بتقبيل يداها اثناء صفعها له فصعقت من التصرف هى وملك ورجعت خطوتين لورا وكادت ان تسقط عندما تعثرت وقبل ان تصتدم رأسها بالجدار مسك هذا الرجل من ايديها ولحقها ، فاعتدلت سلوى وابعدت يداه ، وكانت ملك تشاهد كل ذلك وقالت له : هو فى كده ، فسمعها ذلك الرجل ولم يلتفت لها ووضع يده على وجهها ودفعها للخلف فسقطت ، ففزعت سلوى على صديقتها وقالتله : دا انت مجـــ ــنون بقى ، انت هــ ـببت ايه ؟

فقال ذلك الرجل : اى حاجه تزعجنى وانا ببص للقمر دا هرميها بعيد ، فقامت سلوى بمساعده صديقتها ملك على النهوض وقالت له ملك : يحــ ـرقك دا اسلوب تعامل بيه وحده ، دا القريه دى شكل كل اللى جواها همــ ـج مش بس ايوب الهمجى .

فقال لها ذلك الرجل : هو انتم جيين علشان ايوب الهمجى ؟

فردت سلوى : انت تعرفه وتعرف مكانه ؟

تبسم الرجل وقال : هو فى حد ميعرفش ايوب الهمجى كبير البلد ، بس دا شرانى اوى جيين ليه وعوزين منه ايه ؟

سلوى : وانت مالك ، عارف مكانه ودينا ليه وبس ؟

يتبع ................. ادعمنى باضافه ومتابعه .

اترككم فى رعايه الله

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة
mk

articles

18

followers

9

followings

1

مقالات مشابة