قصص رعب مكتوبة باللغة العربية /أقوى قصص الرعب

قصص رعب مكتوبة باللغة العربية /أقوى قصص الرعب

0 المراجعات

أفضل قصص الرعب المكتوبة 

أخذ "ميم الحانوتي" يتجول  ليلاً بأحد  شوارع المقابر بخطى ثابتة بالرغم أنه يعلم 
جيداً أنه لا يسير  وحده ..فهناك وقع أقدام خلفه  كأنها تسير فوق أعواد من القش 
لكن لا بأس ..فقد اعتاد على هذه الأمور  ولم يشعر بأي خوف بحكم مهنته .بل أشباح الموتى 

هي من ترتعد خوفاً منه .فهو يراها الآن تتساقط من فوق أغصان الأشجار 
المجاورة للمقابر ..كل يهرول إلى مقبرته ..فقد جاء السجان يعبث بسلسلة مفاتيحه 
ولا أعرف ما حاجة هذا الحانوتي بغلق أبواب المقابر ..
 

فالموتى لا يستطيعون الخروج حتى ولو الأبواب مفتوحة ..والأحياء أيضاً لا يريدون
الدخول ..لابد أنه يخشى رائحة الموتى ..أو من عبث الحيوانات بالجثث 
ولكن أي حيوانات ؟
فهل هي القطط والكلاب والفئران ؟..أم هي حيوانات البشر الذي يعد هو واحد منهم..
فتح "ميم الحانوتي " أحد المقابر ،وظل يحملق بأفواه الموتى ،ليقترب أخيرا من جثة طفل  

ويضع عملا سفليا داخل فمه .ذلك العمل الذي أعطته له سيدة مسكينة أرادت أن تفرق به بين زوجها  وزوجته الجديدة .

 

وقد دفعت الثمن مقدما حينما أهدته جسدها
 ليلة كاملة علاوة على مبلغ  مالي لا بأس به ...
والآن أوفى هو بوعده حينما دفن العمل في فم طفل مدفون داخل مقبرة ،حيث اتجه 
إلى مقبرة أخرى ، وأخذ يتفحص رؤوس الموتى ، وينتقيها كتاجر يجهز بضاعته من أجل بيعها للزبائن ..

فهذه الرأس لم تنضج بعد  فلا يزال الشعر معلقا بها  كما أن 
جلد الوجه  لم يتساقط بأكمله ..أما هذه فتصلح ..وهذه أيضا يليق أن يطلق عليها اسم جمجمة .
 

 

لكي يجمع "ميم الحانوتي" العديد من تلك الجماجم في كفن رجل ميت ويغلق 
المقبرتين  ويجلس بجوار أحدهما ، وكلما سمع ضحكات الأشباح أو صرخاتهم  .
يقف ويتنحنح بصوت أجش ليسود الهدوء مرة أخرى بالمكان ولم لا ؟ 
فإنه سجان من الممكن أن يمسك الطعام  عن تلك الأشباح أو يسجنهم جميعا  كل في مقبرة انفرادية ............
مرت ساعة تقريبا قبل أن يتسلل إلى الشارع ضوء باهت منبعث من مصابيح سيارة 
 

 

الدكتور "صاد" المدرس الجامعي   الذي 
قال: ها ..أحضرت البضاعة يا "ميم"
مد ميم يده بالكفن قائلا : أجل كل شيء جاهز في هذا الكفن يا "صاد"
ولكني لا أعرف كيف يحادث الحانوتي ذلك الدكتور دون ألقاب ؟..
ربما لأنهما يتقابلان في ليال حمراء  يحتضنان من خلالها النساء ، ويحتسيان الخمر  ويتناولان جرعات 

المخدرات سويا .أو لعلمهما أن سكان الأماكن المشبوهة  كسكان القبور لابد أن ترفع عنها الألقاب ...
وفجأة !!!!علت ضحكة وكأنها مطرقة دقت على رأس الدكتور؛ لتجعله مسماراً 
غاص بالأرض .
 

 

 

التفت سريعا حتى شاهدها هناك تقف خلف نافذة بيت يطل على المقابر في حين 
أشارت هي عليهما بأصبعها  وقد قالت بشيء من 
الدعابة : شاهدتكما ..شاهدتكما ..
وعندئذ ضحك الحانوتي قائلا: لا تقلق يا دكتور "صاد" إنها فتاة مجنونة وتلك هي 
عادتها عندما تطل من نافذتها وكأنها ترى مسرحية كوميدية يقوم بها كل ليلة أشباح هذه المقابر ......
لم يعلق الدكتور "صاد" بأي كلمة أخرى حيث قاد سيارته وغادر سريعا في حين 
كان ينظر له "ميم" الحانوتي نظرة تشبه نظرة ذلك الشبح الجالس فوق أحد المقابر 
 

 

وهو ينظر بكل غل وحقد للحانوتي "ميم"  الذي يعلم جيدا  أن الدكتور "صاد" يدعي بالكذب أنه بحاجة

 إلى تلك الجماجم من أجل أبحاثه الطبية ، وليس لبيعها لتجار
الهروين .........
ولكن لا بأس من ذلك أيضا مادام ذلك الحانوتي يتقاضى أجرا  حتى ولوكان 
بخساً، فهو على جثث ستصبح فيما  بعد تراباً متراكماً فوق تراب علاوة  على نجاح 
ابنه كل عام بكلية الطب حتى وصل هذا العام للسنة النهائية  دون أن يعلم  الفرق بين

 

 

  حلوى الأطفال وأقراص الصداع  ذلك الصداع الذي أصاب الحانوتي "ميم" في يوم كان ريقه جاف ووجهه أصفر 

كوجوه لموتى ،ينتقل مرات عديدة بين  الصالة ودورة المياه ليتبول على جدارها مثل كلب، ينتظر دخول ابنه ليخبره أنه

 قد نجح  وقد أصبح اليوم  أباً لدكتور 
ياه ..فكم هو بحاجة الآن لتضرع جميع الأحياء ..والأموات أيضا 
ولكن كيف ستتضرع الأموات وهي لا تنطق ، وأفواهها ماهي إلا مقابرا داخل مقابر
للأعمال السفلية التي يتقاضى ذلك الحانوتي ثمناً لمراسم دفنها هي الأخرى  .....
وأخيرا دخل الابن وقد كانت عيناه باكية..
ماذا حدث ..فهل رسبت ؟ ..قالها "ميم" الحانوتي بذعر ..قبل أن يجيبه ابنه 
أنه قد نجح ، ولكن هناك شائعات تؤكد عن وفاة الدكتور "صاد" بمنزله هذا الصباح  حيث وجد الحانوتي

 

 

 نفسه حائرا بين فرحته بخير قادم  وحزنه برزق قد انقطع الآن
ولكنه هرول إلى بيت الدكتور "صاد" وغسله  وكفنه  وأدخله القبر بيده  وهو يشكره على وفائه بنجاح ابنه الوحيد 
ولكن لابد أن يوفي الحانوتي "ميم" هو الآخر بوعده لتلك السيدة  التي مازالت 
تستمع إلى ضحكات زوجها  وزوجته الجديدة خارج الغرفة ، وهذا هو العمل السفلي الثاني الذي وضعه

 "ميم" الحانوتي في فم الدكتور "صاد" الذي لم يلحق مشاركة ابنه  في افتتاح عيادة  قد اشتراها له بالفعل 

"ميم" الحانوتي الذي اعتزل بعد ذلك  دفن الموتى بعد أن كلف "راء" بالعمل بدلا منه  على أن يتقاضى "راء" 

الربع فقط على الرأس الواحدة  تاركاً البقية

 

 

 ل"ميم" الحانوتي الذي  يجلس الآن  بالعيادة  يرتب 
مواعيد المرضى لابنه الجاهل الذي لم يشتكِ  أحد يوماً من جهله .بل أن أقدام 
المرضى تتزايد  كل يوم بعيادته علاوة على السنتهم التي كانت تتغنى  بمهارته 
وبراعته .
فأين هم ضحايا الجهل .فهل صنع "ميم" الحانوتي عملا سفليا  لكل هؤلاء الناس؟
أجب أيها الحانوتي ..رد ..ولكنه لم يجب ولم يرد  حتى بعد أن هز ابنه كتفه  وهو
 

 

يوقظه من أجل العودة للبيت ..لم يرد  لأنه مات 
وهذا ما أذاعته مكبرات الصوت بالمنطقة  .وسط  ذهول جميع المستمعين .وكأنهم لا 
يعلمون أن السجان سيأتيه يوم  ويصبح هو أيضا مسجوناً .
ولكن يا ويل سجان ظالم  وسط مجموعة من المساجين في مقبرة  واحدة ..
إنها صرخات  مجلجلة  وضربات وكأنها أسواط تنهال فوق جسده  علاوة  على
طرقات حادة فوق باب المقبرة من الداخل استمعت لها  تلك الفتاة المجنونة  ولأول 
مرة تبكى مما  أزعج أباها  الذي استمع لكل هذا  مع مشاهدته اهتزاز  سقف
المقبرة  .
 

 

فهل هو "ميم" الحانوتي بالفعل ؟
أجل ..وهو الضحية الوحيدة لابنه الذي لم يستطع أن يفرق بين شخص ميت وآخر
مصاب فقط  بغيبوبة  طويلة تدعى غيبوبة السكر  ، ليستفيق منها ويجد نفسه بين 
جدران مقبرته وسط هؤلاء الموتى وقد بدا من الأمر أنه تأثير عقابهم ....
ذهب ذلك الرجل لابن الحانوتي  وقص عليه هذا الأمر بهدوء وثبات ؛ليصطحب
الابن  ذلك الرجل والحانوتي الجديد تجاه المقبرة التي بعد أن تم فتحها 
وجد الموتى جميعهم قد تركوا أماكن دفنهم داخل المقبرة  قبل أن يتكوموا جميعا فوق جثة  "ميم"

 

الحانوتي الذي بدا عليه أنه قد مات الآن 
بالفعل ..فكيف انتقلت كل هذه الجثث من أماكنها ؟ إنها دهشة  قد أصابت الوجوه  
ولكنها  تلاشت  حينما اكتشف الحانوتي الجديد  فتحة واسعة  أسفل المقبرة ، ليبدو 
له  أنها مجموعة من الكلاب تسللت جميعها ؛ لتعبث بكل هذه الجثث حيث رحل  
الجميع مرة أخرى  في حين انتظر الحانوتي الجديد  قليلا  وبعدها  همس في أذن  
"ميم" بهدوء  حيث 
 

 

قال : سامحني يا أخي  .ثم وضع أحد الأعمال السفلية في فمه .وربما كان ذلك هو 
العمل السفلي الثالث لتلك السيدة البائسة التي كادت أن تموت من غيرتها على زوجهاوفي اليوم التالي

 أمر الابن بسد ذلك الشق بالطوب والإسمنت ، وعلى الرغم من ذلك ووفاة  "ميم" بالفعل داخل المقبرة .إلا أن تلك

 الفتاة المجنونة وحدها هي التي  تستمع لطرقات على باب المقبرة، يعلو كل ليلة  يصحبها صراخ مجلجل  ،واهتزاز شديد
 

 

بسقف المقبرة ، إلى  أن ضاق أبوها بشكواها   وسد  النافذة تماما  تاركا هذه
الظواهر للحانوتي الجديد الذي عندما يتنحنح  بصوت أجش يسود السكون والهدوء جميع  المقابر خوفا من السجان الجديد ....

تمت /  تحياتي  عزيز السيسي

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة

articles

2

followers

0

followings

1

مقالات مشابة