قصه المرآة الملعونة

قصه المرآة الملعونة

0 المراجعات

                                                                                                                   

         

                                                                                                                            (المرآة الملعونة)

ان هناك منزل قديم يعود تاريخه لعدة عقود، يُقال أنه كان مأساويًا وملعونًا. الجيران كانوا يتحدثون برهبة عن الأصوات الغريبة والأحداث الغامضة التي وقعت في تلك البيوت.

في إحدى الليالي الباردة، قررت فتاة شابة اسمها سارة أن تستكشف المنزل المهجور. دخلت بخفوت إلى الطابق العلوي، حيث وجدت غرفة صغيرة مليئة بالغبار والأثاث المكسر. وسط الغرفة، كان هناك مرآة قديمة.

عندما نظرت سارة في المرآة، شعرت برعشة تجتاح جسدها. بدأت ترى صورًا غريبة تتلاشى وتظهر بسرعة في الزجاج. كلما حاولت ترك الغرفة، زادت الأصوات الغريبة والنبض الضارب في صدرها.

بينما كانت تحاول الهروب، أدركت سارة أنها لا تستطيع مغادرة المكان. كلما حاولت فتح الباب، انعكست صورتها في المرآة وبدأت تظهر تشويهات مرعبة على وجهها.

تناثر الظلام في الغرفة، وسمعت صرخات وهمسات مخيفة. وفي لحظة من الفزع، اختفت سارة أمام عيونها في المرآة. لم يعثر على أثر لها في تلك الغرفة الملعونة.

ومنذ تلك اللحظة، تحذر القاصي والداني من دخول تلك المنزل الملعون، حيث يقال إن الروح المفقودة لسارة لا تزال تظهر في المرآة، تتوسل لمن يقترب لمحو مصيرها المظلم.

بعد اختفاء سارة في تلك الليلة المظلمة، لم يعد أحد يتجرأ على دخول المنزل المهجور. لكن، كان هناك شاب شجاع يُدعى مايكل، مهتمًا بأساطير القرية ومغامر بطبيعته.

تحدى مايكل الشائعات والأساطير وقرر الدخول إلى المنزل ليتعرف بنفسه على حقيقة المرآة الملعونة. ومع مرور الليالي، واستنادًا إلى حكايا الأهالي، أكمل مايكل رحلته المظلمة نحو الحقيقة.

عندما دخل المنزل، وجد نفسه في جو من الهدوء المريب. انتقل إلى الطابق العلوي حيث وجد الغرفة الملعونة. لم يكن هناك أي صوت سوى نفس صوت الهمس الخفيف الذي يعانق الجدران.

وجد مايكل المرآة القديمة والتي أطلقوا عليها لقب "المرآة الملعونة". نظر في الزجاج، وظهرت صورته وسط تشويهات وتشكيلات مظلمة. لكن هذه المرة، لم يكن هناك أي تشويه على وجهه. كان يرى نفسه وهو يحمل تعابير مختلفة وغريبة.

في لحظة من الدهشة، شعر مايكل بشيء غريب يحدث. كأن هناك قوة غامضة تجذبه نحو المرآة. حاول التحرر ولكن دون جدوى. في تلك اللحظة، شعر بشيء يغمره، واندمج مع صورته في المرآة.

وفي غرفة المرآة، ظهرت صورة مايكل الجديدة. كان يرى ذاته، ولكن بوجه غريب، مشوب بالغموض والظلام. ذلك الوجه الآخر كان يبتسم بابتسامة شيطانية.

منذ ذلك اليوم، باتت هناك شائعات عن رؤية ظلال يتحركون حول المنزل الملعون. وقال البعض إن مايكل الجديد يظهر أحيانًا في المرآة، يحاول بوجهه المظلم أن يجذب أولئك الذين يجرؤون على التقدم.

ويبقى المنزل هو مأوى المرآة الملعونة، حيث يتجول وجه مايكل الآخر في أعماقها، ينتظر لقاءًا جديدًا مع النفس البشرية.

مرت السنوات، وظلت الأسطورة حول "المرآة الملعونة" محورًا للحديث في القرية. تجنب الأهالي القريبين من المنزل المهجور الاقتراب منه، ولم يجرؤ أحد على تجربة مصيره في ظلاله.

في يوم من الأيام، عادت إلى القرية امرأة تُدعى ليلى. كانت لديها شغف غريب بالأساطير والأماكن المهجورة، وقررت التحقق من حقيقة "المرآة الملعونة". لم تخاف ليلى من التحدي، بل كانت فضولها يتغلب على أي خوف.

دخلت ليلى المنزل وصعدت إلى الطابق العلوي. وجدت الغرفة التي كانت تحكي الأساطير عنها، وكانت المرآة هناك وسط الظلام الكثيف. لكن ليلى لم تكن خائفة، بل كانت لديها رغبة قوية في معرفة الحقيقة.

نظرت ليلى في المرآة، ورأت وجهها يظهر ويختفي مع تشويهات غريبة. لكن لم تكن هناك أي علامات على الرعب. بل كانت ليلى تبتسم بفضول وفهم.

وفي لحظة معينة، شعرت ليلى بوجود قوة خفية. لم تكن هناك محاولة لابتلاعها، بل كان هناك اتصال غريب بينها وبين المرآة. وأثناء هذا الاتصال، رأت ليلى وجوهًا أخرى في المرآة. وكانت كل وجوهها الآخرى تحكي قصص حياة مختلفة.

في لحظة فهمت ليلى أن المرآة ليست ملعونة بالفعل، بل هي عبارة عن نافذة إلى النفس الباطنية والعوالم الأخرى. كل وجه ظهر في المرآة كان جزءًا من تجاربها الحياتية ومخاوفها.

عندما غادرت ليلى المنزل، كانت تحمل معها فهمًا جديدًا للذات وللعالم من حولها. وعاش الناس في القرية مع حكاية جديدة حول "المرآة الملعونة"، ولكن هذه المرة كانت حكاية عن الاكتشاف والتغيير الشخصي.

                                                                                                       .

 

 

 



 

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة

المقالات

5

متابعين

3

متابعهم

2

مقالات مشابة