أم الجماجم: لعنة چورچيت - حب في القبور (حلقة ١٦)
و وقفت ياسمين واقتربت من فارس وهمست في أذنه وكانها لا تريد ان يسمعها احد:
فارس انا بعرف انك بتحبني وانا كمان بحبك يا فارس وقدري وقدرك راح
يجمعنا بقبر واحد ..لا تخاف يا فارس وافتح القبر علشان تعرف الحقيقة ،
وسارت ياسمين بين القبور تاركة فارس خلفها وعن بعد التفتت الى فارس وقالت
بصوت عال خيل لفارس ان الاموات ستستيقظ من قبورها .. : " ان طلعت الشمس
يكون الوقت قد فات " .. واختفت ياسمين ..
اخذ فارس ينظر الى القبر الذي جلست عليه ياسمين وكلما فكر ان يفتحه ينتابه
شعور كبير بالخوف وتقفز الى مخيلته عشرات الصور عما قد يراه في داخل القبر
، ولكن الفضول كان اقوى من الخوف ، واقترب فارس من القبر واخذ يحرك بلاطة
القبر حتى ازاحها عن مكانها ، ونظر داخل القبر فرأى غير ما كان يتوقعه
...صندوقا قديما من النحاس كان يبدو عليه انه صنع منذ مئات السنين ...اخرج
فارس الصندوق من داخل القبر وفتحه ليرى ما بداخله . وفي اقل من لحظة اغمض
عينيه وفتحهما ..خيل اليه انه سيجد في الصندوق قبل ان يفتحه جمجمة او يدا
مبتورة او ربما اصبعا او أي شيء يبعث على الرعب والخوف ولكن فارس وجد ما
لم يكن يتوقعه ...وجد " وثيقة زواج " قديمة جدا تحمل اسم (سالم قاسم
الدهري وجورجيت عيسى الشامي) وخاتمي زواج من الذهب كان واضحا انهما لم
يستخدما منذ عشرات السنين. كانت الوثيقة مهترئة ...والعث والعفن فعلا بها
فعل الدهر في تغيير الاشياء ..كانت مؤرخة قبل 150 عاما الا انه كان من
السهل قراءة المحتويات والتاريخ الذي يدل على توقيعهما قبل 150 عاما والتي
يعتقد انها سجلت وكتبت في الشام.
حمل فارس الصندوق وسار متعرجا بين القبور في طريقه للخروج من المقبرة وهو
يتلفت يمينا ويسارا خوفا من ان يراه احد او يقبض عليه افراد من الشرطة في
هذه الساعة وخاصة انه ما زال يواجه تهمة تدنيس المقابر في المحكمة بسبب ام
الجماجم وما حدث في مقبرة طبريا .
سار فارس بين القبور يبحث عن مخرج يخرجه من المقبرة بسلام ولكن على ما
يبدو فقد ضل طريقه بين القبور فاخذ يسير من جهة الى اخرى وبحذر عسى ان يجد
منفذا يفضي به الى الخارج ..بحث طويلا ولكن دون جدوى ، وكأن المقبرة لم
يعد لها أي مخرج ، توقف فارس ونظر حوله في كل الاتجاهات ولم يستطع ان
يتبين طريقه ، قرر ان يسير باحدى الاتجاهات حتى نهاية المقبرة ومن ثم يقفز
عن سور المقبرة رغم ارتفاعه العالي
سار بين القبور في اتجاه واحد وبخط مستقيم ، مشى فارس وكلما اعتقد انه قطع
مئات الامتار كان يفأجا بانه قد عاد من حيث بدأ المسير وكأنه كان يمشي على
كرة كلما لف لفة عاد الى مكانه ، وتوقف بعض الوقت، واخذ يحدث نفسه " انا
مشيت في هاي الجهة وبخط مستقيم يعني لازم يكون في بداية وفي نهاية يبدو ان
الخوف والقلق افقدني تركيزي ".
كرر فارس المحاولة مرة اخرى بعد ان صمم على ان يسير بخط مستقيم واخذ في
حسابه انه لن يلف حول أي قبر حتى لو قفز عنه ففعل هذا ولكنه عاد الى حيث
ابتدأ. ايقن فارس انه متورط وان ما يحدث امر غير طبيعي ، وانه وقع في
مصيدة ولن يخرج من هذه المقبرة حيا، تذكر كلام ياسمين حينما قالت له انها
ستفتح له قبرا .
دب الخوف والذعر بقلب فارس وراح يشتم نفسه " ما اغباني لقد فتحت قبري بيدي " ...!!!
هل يعني هذا اني ميت ولن اخرج من هذه المقبرة ... واستمر فارس بحديثه مع نفسه ....
والله غرييييييب؟