أم الجماجم: لعنة چورچيت - حب في القبور (حلقة ٢٢)
- فقال فارس : ياسمين انا مش مقتنع انك انسانة ومش ممكن تكوني انسانة ...
انت سر غامض .. انت مش من البشر ... انت ام الجماجم ... جنية ... شيطانة
... ساحرة ... روح ميت من الفضاء ما بعرف ... بس انتي مش من البشر ... من
يوم ما عرفتك وانا ما بعرف الا الجماجم والاموات والقبور وطول وقتك لابسة
اسود باسود ... ما بدك حد يشوف حتى اصبعك ... صحيح انا خايف وكل انسان
لازم يخاف ... بس انت ما بتخافي لانك مش من الانس .
- فقالت ياسمين : حبيبي فارس بس هبل ...
انا قبل هالمرة حكيتلك اني انسانة ومن البشر واكثر من هيك ، انا بحمل دمك
واصلي من اصلك ... وانت قبل هالمرة شفتني ولأّ نسيت يا روحي ؟
- فقال فارس : صحيح انا شفتك بس هذا ما بعني انك مثل كل البنات ...
- فقاطعته ياسمين وقالت : مزبوط كلامك ...انا مش مثل كل البنات ... انا
احلى منهم كلهم ... انا قلت لك قبل هالمرة انو اذا الله خلق وحدة حلوة فهي
انا يا حبيبي ، وعلى فكرة ممكن هلق تشوفني للمرة الثانية يا فارس.
وبرغم من اشتياق فارس لرؤية ياسمين ذات الخمار مرة اخرى ، الا ان خوفه من الجبل واصوات الموتى كان اقوى من اشتياقه ...
- فقال لها : ما بدي اشوفك ... انا بدي اخلص من لعبة الاموات والقبور هاي .
- فابتسمت ياسمين وبكلمات هادئة وواثقة وقالت له : لا يا حبيبي انت حاب تشوفني وحابب تلمس ايدي .
فصمت فارس ولم يتكلم وكأنه بصمته يؤكد على ما قالته ... بل ان بريق عينيه يؤكد كل كلمة قالتها ويدعوها ان تفعل ذلك ...
وبدأت ياسمين بنزع الخمار وكأنها تلبي طلب عيون فارس ...
وبان وجه ياسمين وكانه البدر ...
وحركت راسها بدلال يمينا وشمالا ليتناثر شعرها الاسود الطويل الممزوج بظلام الجبل ...
ورفعت يدها اليمنى وباسنانها امسكت طرف القفاز وسحبته من يدها بدلال لتخرج اصابعها من القفاز ...
لتظهر كفة يدها الناعمة الملساء .. وفعلت كذلك بيدها اليسرى ..
والقت بالقفازين في الهواء ليهبطا على الارض على بعد عدة امتار الى جانبها وعيون فارس تراقبها ..
ثم أخذت ترفع العباءة التي سقطت عن كتفيها ،
وترمق فارس نظرة خبيثة ...
متعمدة كلما رفعت العباءة قليلا تركها لتلامس وجه فارس وكأنها تستمتع
بجنون وهي ترى بعيون فارس النار المتقدة التي تزداد مع كل حركة لها ...
- وقالت بنبرة صوتها دافئه واثقة مجنونة : فارس ... فارس ... فارس ... اتريدني يا فارس ؟ انا ايضا اريدك ...
و لكن اريدك ان تعرف الحقيقة اكثر ...
هنا حيث تستلقي دفنت عمتك ...
احفر التراب وازحه لتعرف الحقيقة ان كنت تريدني ... اعرف الحقيقة.
لم يخف فارس حينما علم انه يستلقي فوق قبر المرأه التي كانت تصرخ والتي تقول له ياسمين انها عمته ...
فقد كانت نار الاشتياق لياسمين اقوى من خوفه ومن رهبة الموت والقبر ...
وبدأ بحفر التراب بكلتا يديه ..
بجنون وعيونه متسمرة نحو ياسمين ...
حفر اكثر واكثر وبقوة وعلى ضوء القمر .. التفت باتجاه يديه التي حملت شيئا ، ما ان راه حتى توقف مذعورا خائفا ...
كان فارس قد راى بين يديه رأس امراة مقطوعا ..
وقد تاكل من العفن الا الشعر الحريري الاسود الذي ما زال كما هو يغطي
الراس المتعفن ودون ان يصاب بأي تلف وكأنه لفتاة مدللة تعتني به كل لحظة.
اصفر فارس وارتعش ولم يحتمل بشاعة ما راى ، وبدأ يتقيأ بشدة ودون توقف
وسقط على الارض مغشيا عليه من هول الصدمة ومن هول ما راى ... وما ان فتح
فارس عينيه حتى كانت الشمس قد اشرقت ... وجد نفسه في سيارته مستلقيا
وبجانبه ياسمين تداعب شعره وجبينه برقة وحنان وفارس ينظر اليها ولا ينبس
بحرف واحد .. وقد بدا الارهاق والتعب والقلق على وجهه واضحا جليا وعيونه
تائهة حائرة مما يحدث معه.