أم الجماجم: لعنة چورچيت - حب في القبور (حلقة ٢٣)
وقال فارس وقد اغرورقت عيناه بالدموع : ياسمين ارحميني لم اعد احتمل .. ارجوك ... ارجوك ... واغلق عينيه مستسلما .
وبدا على ياسمين التاثر لحال فارس المنهار وادركت ان فارس لم يعد يقوى ويحتمل اكثر من ذلك ..
فقالت بنبرة حزينة : فارس هيا لاعيدك الى البيت لتنام قليلا وترتاح .
- فقال فارس : وهل ساعرف طعما للنوم او الراحة وانا غارق في بحر من
الالغاز لا اول ولا اخر له ... ماذا حدث معي يا ياسمين وكيف وصلت الى هنا
... الم نكن في الجبل ؟؟
- فقالت ياسمين : نعم يا حبيبي كنا في الجبل ولكن اغمي عليك فجاة وبدون
سبب ، وبعد ذلك ايقظتك وعدنا الى السيارة وكنت متعبا فتركتك لتنام قليلا .
ارتسمت على شفاه فارس ابتسامة ساخرة حزينة ومهمومة وقال : اغمي علي دون
سبب ؟ ... اتقولين دون سبب ، وهل وجودنا في هذا المكان الرهيب في منتصف
الليل ... نسمع صراخ وبكاء الاموات واحفر قبرا لاخرج راسا مقطوعا ... هل
كل هذا لا يكفي ليكون سببا ؟؟؟
- قالت : فارس حبيبي ، لا ادري ما الذي تخيلته انت ... ولكن كل ما في
الامر انك حفرت القبر واخرجت هذا ( الصندوق الصغير ) ولم يكن هناك راس ولا
عظام ولكن ان تخيلت رأسا فذلك مجرد اوهام ... انظر الى الصندوق الذي
اخرجته لعلك تجد بداخله شيئا يساعدك على معرفة حقيقتك وحقيقة عائلتك
القذرة ...
وانت بمحض ارادتك حفرت لتخرج الحقيقة المدفونة ولم يجبرك احد على ذلك ...
حركت ياسمين السيارة واخذت تقودها بسرعة جنونية وهي تقول لفارس : الان
ساوصلك الى البيت لتذهب وتنام قليلا وبعد ذلك ، افتح الصندوق وسترى ما
يساعدك على معرفة جزء اخر من الحقيقة الملعونة .
انهت ياسمين كلماتها وقادت السيارة بسرعة جنونية وكانها تسابق الريح ...
طريقة قيادتها الجنونية للسيارة اربكت فارس واستفزته ليصرخ فيها : اوقفي
السيارة ايتها المجنونة !!!
وتبتسم ياسمين ولا تبالي وينفجر فارس غاضبا ويصرخ بها: اوقفي السيارة ... لكنها لم تبال بل زادت من السرعة اكثر واكثر .
مد فارس يده الى مقود السيارة وهو يصرخ بها وكادت ياسمين تفقد السيطرة على
السيارة التي اخذت تتمايل في وسط الشارع ولكنها ببراعة سيطرت على السيارة
واوقفتها ... فارس قد اصفر لونه من الخوف وخاصة في اللحظات الاخيرة التي
كادت السيارة تهوي بهما نحو واد سحيق .
اوقفت ياسمين السيارة وقالت لفارس : مالك يا حبيبي ...في اشي ازعلك ؟
ومد فارس يده الى مفاتيح السيارة وسحبها ووضعها في جيبه خوفا من ان تعيد
ياسمين الكرة مرة اخرى وخرج من السيارة وقال لها : انت مجنونة والله
العظيم انك مجنونة ..
وانا مجنون اللي ماشي ورا وحدة مجنونة ... ملعون ابو الحب وابو الفضول
اللي معلقني فيك واللي مخليني امشي وراك مثل الكلب من مقبرة لمقبرة ومن
جنون لجنون ... بفكر انو وصلنا لاخر محطة في هالقصة وبفكر انو اللعبة
انتهت ولازم تنتهي هلأ.
- فقالت ياسمين ساخرة : مش حتقدر تنهي شيء ... كل شيء بينتهي في وقته يا حبيبي.
- فرد فارس : لا يا ام الجماجم ... انا اللي بقرر ان انهيه او ما انهيه .
- قالت : قدر ومكتوب يا حبيب قلبي ومثل ما بحكو " المكتوب ما منو هروب "
- قال : قدر ومكتوب الك مش الي ...
- قالت : طيب قل لي كيف حتنهيه يا شاطر ؟
- قال : بسيطة كثير ..ما بدي اشوف وجهك مرة ثانية لامن بعيد ولا من قريب وهيك كل شيء انتهى .
- قالت : تقدر ما تشتاق لي وما تفكر فيّ ؟
- قال : بقدر والايام حتثبت لك يا سيدة القبور .
- قالت : بس انت بتحبني ومش حتقدر تعيش من دوني ولأ أنسيت اني قدرك يا فارس ؟
- قال : بس يا ياسمين كلامك الغامض ما عاد يؤثر في ... والحقيقة انني
احببت اسلوبك الغامض واحببت طريقة كلامك وعلشان ما كنت بقدر اشوفك وانت
متخفية ورا الخمار ... دفعني الفضول اطارد وراك ، مثلك مثل لغز صعب بحب
الواحد يفكر فيه حتى يحله ... ولو كنت مش لابسة هالخمار ومتخفية كنت مثل
أي وحدة ثانية .. والغمامة السوداء اللي انت لابستيها .. واللي كانت مسكرة
على عقلي انزاحت .