أم الجماجم: لعنة چورچيت - حب في القبور (حلقة ٢٨)
وتحت ضغط فارس والحاحه على والدته وفشلها بالتهرب من الحديث في هذا
الموضوع .. الا انها رضخت لطلبه واخذت تروي قصتها منذ البداية , وقالت :
حينما تعرفت على ابوك "منير الدهري" كان يعمل في التجارة ويتنقل بين المدن
وكان كريماً الى ابعد الحدود .. ربطته بوالدي علاقة وثيقة بحكم عملهم في
نفس المجال .. تقدم ابوك وطلب يدي من والدي وكان عمري وقتها 17 عاما ...
وافق والدي على زواجي منه ولم يكن بحاجة للأخذ برأيي وانا لم استطع ان
اعارض .. تزوجت والدك وانتقلت للسكن معه في "الشام"...
وفر لي كل سبل العيش والراحة وكان لطيفاً معي الى ابعد الحدود بل انه كان
زوجاً مثالياً .. كان يرفض دائماً ان يعرفني على عائلته "عائلة الدهري"
بحجة ان هناك خلافات قائمة بينهما وكنت اعلم بأن ما يقوله غير صحيح وكان
هو يعرف ان كلامه غير مقنع لي ولكن لم يكن امامي ما افعله سوى ان ارضى
بالامر الواقع وابقى في عزلتي التي وضعوني بها .
سارت الامور طبيعية حتى جاء ذلك اليوم الذي انتظرت فيه عودته الى البيت
لأبشره بأنني حامل وانه سيرزق بطفل... لكن الخبر وقع عليه كأنه مصيبة
فبدلاً من ان يفرح .. حزن حزناً شديداً.. ومنذ تلك اللحظة تحولت حياتنا
الى قلق وتعاسة ولم اكن افهم وقتها لماذا كل هذا واكثر ما كان يحزنني انه
كان دائماً يردد : مصيبة اذا جبتِ ولد .. واخذ الغموض الذي يحيط بوالدك
يزداد يوماً بعد يوم وهذا الغموض حول حياتي الى جحيم وقررت وقتها ان اتمرد
على والدك واخرج من سجني وعزلتي ..
سألت عن عائلة ابوك وتوجهت اليهم وعرفتهم بنفسي وبأني زوجة ابنهم وعلمت
وقتها بأن والدك كان متزوجاً من امرأة اخرى وقد انجب منها " طفلة " وبعدها
جن جنون ابوك وبدأ يعاملني اسوأ معاملة .. نقلني للعيش وسط عائلة الدهري
.. اثرى عائلات الشام في ذلك الوقت .. وبالرغم من انني زوجة ابنهم الا ان
الغموض كان يحيط بكل تصرفاتهم فهم لا يثقون بأحد ولا يحبون احداً .. لست
انا لوحدي وايضاً زوجة والدك وكذلك زوجات اعمامك وحتى عماتك لم يكونوا
يعاملوهن معاملة حسنة .. فجدك كان مستبداً وقاسيا بشكل كبير وكذلك والدك
... وبعد ذلك قام بتطليقي واراد ان اعود الى اهلي ... ولكن جدك رفض ان
يسمح لي بالرحيل وقد خيرني .. ان اردت العودة الى اهلي ان اعود لوحدي ..
واتركك .. او ان ابقى وسط العائلة واقوم بتربيتك .. فلم يكن امامي الا ان
ابقى معك ..
وجدك هو الذي سماك " فارس " وقد كان يحبك كثيراً .. وكان جدك كبير العائلة
... واعمامك كانوا يتعاملون مع الجميع بإحتقار وكان الناس يخافون منهم ولا
يحبواهم ولم يكونوا يسمحوا لنا بالاختلاط بأي شخص غريب من خارج العائلة
... وحينما انجبتك وعلم والدك بأني وضعت " ذكرا " اخذ يشتمني ويلعنني ..
ولم تكن عائلة الدهري صغيرة وبالرغم من كبرها الا انها كانت متماسكة وكان
جدك يتحكم بالصغيرة والكبيرة من شؤون العائلة ... لم يكن اي من اعمامك او
اعمام ابوك يستطيع القيام بشيء دون اذن من جدك .. وكون جدك احبك فهذا يعني
انك تميزت وسط هذه العائلة .. وللحقيقة بالرغم من قسوة جدك الا انه كان
يعاملنا معاملة خاصة مقارنة بباقي نساء عائلة الدهري ، الا انه كان يغضب
لو اني قمت بالسؤال عن اي شيء من الامور الغريبة اللي كانوا يقيمونها في
الليل بسرية تامة .. والخوف الدائم الذي يعيشون به .
مرت اشهر واصبح عمرك يقارب السنة وانا لا افهم ماذا يحدث حتى اختفى احد
اعمامك ولميعد الى البيت ، فخيم على العائلة جو من الحزن والقلق واكثرهم
حزناً على غيابه كانت عمتك " ربيحة " التي ربطتني بها علاقة مميزة وقوية
.. كنت اهدىء من روعها واخفف من حزنها واحاول ان اطمأنها بأنه سيعود
بمشيئة الله .. وان الغائب حجته معاه .. ولا داعي للخوف.