أم الجماجم: لعنة چورچيت - حب في القبور (حلقة ٣٣)
ابنته جورجيت لم تحتمل الوضع والحت على والدتها ان تخرج من البيت للعمل
لمساعدتها من اجل توفير المال الكافي للعلاج ولكن والدة جورجيت رفضت وبشدة
خروج جورجيت من البيت للعمل تحت اي ظرف من الظروف وكانت حجتها ان جورجيت
يجب ان تبقى في البيت للاعتناء بوالدها ..
لم تكن هذه الحجة هي السبب
الحقيقي وراء رفض والدة جورجيت السماح لها بالخروج وانما السبب الحقيقي
كان يكمن بإدراك والدة جورجيت ان خروجها من البيت سيسبب مشاكل لا اول لها
ولا اخر ... وسيعرض جورجيت للخطر وذلك كون جمالها من الجمال النادر الوجود
الذي لا تتمتع به اية فتاة اخرى في زمنها ، وكانت والدة جورجيت حريصة على
ان تبعد جورجيت عن الانظار وساعدها في ذلك انزواء العائلة حتى ان والدة
جورجيت كانت تعمل على اظهارها كأية فتاة اخرى من خلال انتقاء اسوأ الملابس
وتسريح شعرها بطريقة غريبة وبالرغم من كل هذا لم يكن ليخفى جمال جورجيت
الاسطوري ....
جورجيت ابنة الرابعة عشرة لم تدرك لجهلها ان جمالها نقمة وسيحول حياتها الى جحيم .. جهلها هذا دفعها الى الخروج من البيت دون علم والدتها وبطفولة وبراءة بدأت تبحث عن عمل .. فرآها احد الاشخاص وذُهل
لجمالها وسألها : ابنة من انتِ ؟- فقالت : ابنة عيسى الشامي ..-
فصُعق وقال : لا يمكن لسايس الخيل ان ينجب مثلك.
لم تفهم جورجيت ماذا قصد وماذا حدث ولكن بأسرع من البرق انتشر الخبر ودفع
الفضول الكثير لرؤية ابنة سايس الخيل وأولهم اقاربها واعمامها وابناؤهم.
انتشر الخبر واصبح اسم جورجيت حكاية الشام كلها وانتقل الخبر من مكان الى
آخر ووالدة جورجيت ادركت الخطر وتوافد الى بيتها العشرات من العرسان
واستعد الكثير لعلاج عيسى الشامي ولكن والدة جورجيت رفضت بشدة ان تقبل اي
شيء من اي واحد منهم وهي تعلم ان الثمن المطلوب بالمقابل هو ابنتها جورجيت
.. وهنا ازدادت الامور سوءاً ..
فبدأت تُرسَم الخطط لاذلال والدة جورجيت .. لم تعد تستطيع الخروج من البيت
للعمل حتى لا تترك جورجيت في البيت لوحدها خوفاً عليها .. ولم تكن تستطيع
الرحيل لظروف عجز زوجها .. جورجيت ابنتها اصبحت حكاية البلاد باسرها ووصلت
الامور الى حد التهديدات من قبل اقاربها بأنهم سيأخذون جورجيت بالقوة اذ
لم يكن بالتفاهم .
وفي هذه الاجواء العاصفة التي تحمل قصة جورجيت من اذن الى اخرى .. هبت
عاصفة اخرى لتنسي الناس قصة جورجيت وجمالها .. ولينشغلوا بمصيبة كبيرة
وقعت على عائلة الشامي بالذات حينما قام احد ابناء عائلة الشامي بقتل احد
ابناء عائلة الدهري التي خرجت للثأر من عائلة الشامي وتدخل الوجهاء
ليمنعوا حرباً كبرى بين كبرى عائلات الشام في ذلك الوقت والتي ان حدثت
ستحصد ارواح الكثيرين من كلا العائلتين عرضت عائلة الشامي اموالاً طائلة
واراض واملاك على عائلة الدهري ( دية ) لمقتل ابنهم .. فرفضت عائلة الدهري
( الدية ) واقسمت ان يكون مقابل حياة ابنهم خيرة شباب عائلة الشامي
واستمرت المفاوضات وقال سالم الدهري اخ القتيل انه سيقبل ( بالدية ) ولكن
سيكون اضافة اليها ان تُحمل " جورجيت الشامي " وتعطى له .
فوجدت عائلة الشامي نفسها في موقف محرج ومهين امام العائلات الاخري
فجورجيت تحمل اسم الشامي وان اعطوها لدهري فهم بذلك لن يسلموها فقط بل
يطلبو منها ان تتحول من ديانة الشامي الى ديانة الدهري.
اجتمعت عائلة الشامي بكبارها وصغارها ودار الحديث بينهم .. على انه لا مفر
فإما ان يسلموا قاتل ابن الدهري او ان يقوم الدهري بقتل احد شباب الشامي
ثأراً لابنهم ... ولا احد على استعداد ان يضحي بإبنه والنتيجة ان الحرب لن
تنتهي الا بمقتل الكثيرين من كلا العائلتين.