أم الجماجم: لعنة چورچيت - حب في القبور (حلقة ٣٦)

أم الجماجم: لعنة چورچيت - حب في القبور (حلقة ٣٦)

0 المراجعات

مرت ايام وجورجيت ما زالت طريحة الفراش تعتني بها زوجة سالم ليل نهار ورغم
الحظر الكبير الذي فرضه سالم الدهري بمنع أي من كان من رؤية جورجيت الا ان
بعض النساء والصبايا من عائلة الدهري حضرن خلسة لزيارة جورجيت ومواساتها
والعناية بها ... وكان لذلك الاثر الكبير في ان تحسن حالة جورجيت وتستعيد
قوتها من جديد.

وبعد مرور عشرة ايام وفي ساعات الليل دخل سالم الدهري الى الغرفة حيث ترقد
جورجيت وبجانبها زوجته الثانية دون سابق انذار وطلب من زوجته الثانية ان
تخرج وتغلق الباب خلفها واخذت جورجيت تصرخ وتبكي وتمسك برداء زوجته وتتوسل
اليها بأن تأخذها معها ولا تتركها معه ، الا ان سالم صرخ بها ان تخرج فورا
وتوسلت له ان يتركها فهي ما زالت مريضة ولكن سالم شدها من شعرها والقاها
خارج الباب واغلقه وجورجيت نائمة على السرير تبكي وتغطي وجهها بكلتا كفيها
.... لم تقاوم هذه المرة ولم تدافع عن نفسها بل اكتفت بأغماض عينيها
واخفاء وجهها بيديها .

مرت الاسابيع والاشهر وجورجيت حبيسة الغرفة لا يسمح لها بالخروج او لقاء
احد واعتادت جورجيت على الشر الذي لا بد منه بأن يزورها سالم كل عدة ايام
لتغمض عينيها وتغطي وجهها.

توقفت جورجيت عن البكاء وبدأت تفهم ما يدور حولها .... ومر عام كامل على
هذا الحال وهي لم تر الشمس لمرة واحدة خلال كل هذه المده وما تعلمته خلال
هذا العام كان اكثر مما كان يمكن ان تتعلمه خلال عشرات الاعوام ... فزوجة
سالم كانت بمثابة الام الحنون لجورجيت ، الا ان جورجيت كانت دائمة السؤال
عن والدها ووالدتها فكانت الاجابة تأتيها دائما من زوجة سالم الاولى انهم
بخير .

وفي احدى الزيارات السرية التي كانت تقوم بها نساء وصبايا عائلة الدهري
لجورجيت لتسليتها والحديث معها واطلاعها على اخر القصص والاحداث ... سألت
جورجيت ان كان هناك اخبار جديدة عن ابيها وامها .... فاجابتها احدى النسوة
: بأن اخر الاخبار التي وصلتهن بأنهما بخير وقد بعثا بسلاماتهم الحارة مع
احد النسوة لك ووعدا بانهما حينما تسمح الظروف سيأتيان لزيارتك .

احدى الصبايا الجالسات والتي كانت تستمع للحديث لم تتمالك اعصابها واخذت تبكي لتخرجها احدى النسوة بطريقة اثارت الشكوك عند جورجيت .
تغير لون جورجيت وقالت بنبرة حزينة والدموع تترقرق في عينيها " كل مرة
بسألكن عن اخبار اهلي بتقولن لي انهم بخير ، وعيونكن بتقول غير هيك ...
انا مش مصدقة اللي بتحكوه قولن الحقيقة وما تخافنش انا كبرت كثير وراح
اتحمل أي خبر .. ما تخلوني اتعذب .. ريحوني واحكن لي شو اللي صار "

كلام جورجيت جعل كل الجالسات معها يبكين ولم يعد هناك جدوى من اخفاء
الحقيقة عنها اكثر من ذلك وبدأت احداهن تروي الحقيقة وقالت : ان والدتك قد
ماتت في نفس اليوم الذي احضروك فيه الى هنا ولم ينتبه لموتها احد وبقيت
ملقاة على الارض لعدة ايام فتوفي والدك بعد ايام ... ليلحق بوالدتك

لم تستطع المرأة ان تكمل حديثها واخذت تبكي وجورجيت فاجأت الجميع بأنها لم
تسقط من عينيها دمعه واحدة وكأن الدمع قد جف من عيونها وبهدوء وثقة وحزم
و جبروت قالت " لا تبكي اللي مات ..... مات بس قولن لي مين دفنهم ... ووين
دفنوهم "
و نظرت النسوة باستغراب لتماسك جورجيت واهتمامها بمكان دفنهما وقالت احداهن
: لقد سمعنا انه لم ينتبه لموتهما احد لعدة ايام حتى مر احد الاشخاص
بالصدفة من جانب المزرعة وعلم بموتهما وذهب واخبر الناس وتطوع بعض الاشخاص
وقاموا بدفنهم ..
- وقالت جورجيت : وين دفنوهم بالضبط ..هل دفنوهم بمقبرة عائلة الشامي ؟
خيم جو من الصمت على المكان لسؤال جورجيت واهتمامها بمكان دفنهما ...
فقطعت احداهن الصمت الذي خيم على المكان وقالت : كلا لقد تم دفنهما بجوار
المزرعة ولم يدفنا بمقبرة الشامي .
وقالت احدى الجالسات : الله كبير يا بنتي ... ادعيلهم الله يرحمهم .

 

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة

المقالات

309

متابعين

635

متابعهم

119

مقالات مشابة