أم الجماجم: لعنة چورچيت - حب في القبور (حلقة ٤٦)
.انا اصال ما في شيء وراي غيرك.ف قال فارس: شغلة وحدة اللي
بدي افهمها وبس ...اللي كانوا بدخلوا القبور من رجال الدهري كانوا بموتوا وال شو اللي كان بصير فيهم؟؟!! فقالت ياسمين
ساخرة:هأل قلت انك ما بدك تفهم اشي ..شو غيرت رأيك...؟ على العموم اللي كان بيطلع منهم بعقله كان يتعلم انو عمرو ما
يئذي حدا وعمروه ما يتباهى انو من عيلة الدهري واغلبية رجال الدهري كانوا بطلعوا مجانين النه اصلهم مجانين. فقال
فارس مازحا: طيب هو ما ظل حدا من عيلة الدهري غيري! فقالت: ال ظل أكم واحد هون وهون بس انا تاركتهم الختي
وردة تتسلى فيهم. اقترب فارس من ياسمين وامسك بيدها دون ممانعة من طرفها وقال لها: بحبك ...بحبك وما بدي اال
هالكابوس ينتهي..رفعت ياسمين رأسها وقالت بلهجة حزينة: لو هالموضوع بأيدي كنت تركتك بحالك وما بدي كل هاللعبة .
فقال فارس: طيب شو راح تعملي هأل ..؟! بكت ياسمين وقالت: مش عارفة؟؟!! انا تعبت وانا الزم ارجع المي واختي
واسلم العهد الختي من جديد بلكي هي عرفت تعمل اشي.. وسحبت ياسمين يدها من يد فارس وتركته وسارت بين االشجار
..لحق بها فارس وحاول ان يستوقفها..فنظرت اليه وسارت من جديد ..لم يستطع اللحاق بها وكأن هناك قوة ما تمنعه من
فعل ذلك...جلس فارس على صخرة واخذ يفكر ويفكر ومن ثم قاد سيارته وعاد الى منزله في الناصرة. اما ياسمين التي لم
تستطع ان تخفي حبها لفارس ...فقد سارت عبر طرقها السرية الغامضة حتى وصلت الى احدى المقابر وجلست على حافة
احد القبور القديمة شاردة الذهن تبكي ال تأبه بشيء ومن ثم مسحت دموعها واستعدت وكأنها تتهيأ لمقابلة احد... ارادت ان
ال يشعر بأنها تبكي ...ازاحت حجرا من طرف القبر ليفتح من خالله باب صغير يكشف عن درج قديم نزلت منه الى
سرداب طويل يضيئه نور خافت منبعث من فتحات صغيرة تظهر بالكاد من جوانب ..... السرداب ، تزينه رسومات
وحروف قديمة ...اخذت تسير بخطى حزينة بطيئة ...حتى وصلت الى نهاية السرداب المغلق بجدار حجري... وضعت يدها
على طرف الجدار فتزحزح وافضى الى سرداب آخر دخلته فاغلق الجدار من جديد وسارت ياسمين من سرداب الى آخر
حتى وصلت الى قاعة واسعة كبيرة مفروشة بأجمل االثاث... وفي القاعة جلست هناك امرأة غاية في الجمال والوقار تبلغ
من العمر نحو01 عاما ال يبدو عليها انها من ذلك الجيل بل يبدو على مالمحها انها ابنة ثالثين عاما او حتى اقل وبجانبها
جلست فتاة سبحان الذي خلقها انعكست عليها صورة ياسمين ولوال اختالف ما ترتديان الستحال التمييز بينهما ...وقفت
ياسمين تنظر اليهما وهما ينظران اليها. ولم تتمالك ياسمين نفسها فأسرعت والقت بجسدها في حضن المرأة ...واخذت تبكي
بحرقة وألم ....احتضنتها المرأة بقوة واخذت تمسح بكفها على شعرها وجسدها ورفعت ياسمين رأسها قليال وقالت وهي
تشهق من شدة البكاء "ماما انا تعبت" واعادت رأسها من جديد الى حضنها وثالثتهن صامتات ال يتكلمن..وانهمرت الدموع
من عيني الفتاة التي كانت تراقب المشهد بهدوء وصمت وكانتا تعلمان سبب بكاء ياسمين. مرت دقائق ودقائق .
لترفع المرأة رأس ياسمين من حجرها وامسكت برأسها بحنان وازالت خصالت من الشعر المبتلة ، ومسحت الدموع المنهمرة عن
خدي ياسمين وامطرتها بقبالت حارة ..وقالت لها:مالك يا ماما شو ف ّي ؟؟!! ردت ياسمين :انا تعبت يا ماما ..انا زهقت ...
نظرت اليها امها بأشفاق وحزن وقالت:بعرف يا ماما ، بعرف... بس شو نعمل قدر وانكتب علينا. رفعت ياسمين رأسها
وصرخت بأعلى صوتها وقالت.. قدر شو يا أمي اللي مش مخلينا نشوف النور..؟