أم الجماجم: لعنة چورچيت - حب في القبور (حلقة ٧٦)
و ما إن نطق فارس بهذه الكلمات حتى كاد رأسه يخرج من الزجاج الأمامي للسيارة حينما فرملت ياسمين السيارة و أوقفتها في منتصف الشارع متسببه بأزمة و أبواق السيارات التي خلفها تحثها على السير حتى لا تعطل حركة المرور، وقالت لفارس الذي فوجيء بما حدث:
ايش يا فارس من أولها بدك اسكن في فندق ما في عندكم بيت أسكن فيه و للا
عندك أهل أعيش معهم، شو انت بتفكرني ؟!بدل ما تفتخر فيَّ قدام أهلك؟
صف طويل من السيارات يقف خلف السيارة
الأوبل التي تقودها ياسمين و قد أطلق السائقون أبواق سياراتهم و أخذوا يصرخون و ياسمين لا تكترث و ما زالت توقف السيارة في منتصف الطريق و فارس يرجوها أن تبعد السيارة عن الطريق لتعطي للآخرين امكانية المرور، و ياسمين تقول ببرود:
هاي مش مشكلتي يزمروا لما ينسطحوا ما حد حكالهم ييجوا من هاي الطريق اللي أنا فيها، هلأ احكيلي وين حنسكن يا فارس؟
فقال فارس: وين ما بدك رايحين نسكن، أنا هعمل اللي يرضيك، بس ابعدي السيارة هلأ عن الطريق ….
اقترب أحد السائقين من السيارة الأوبل غاضباً و قال لفارس :يا فتاح يا عليم يا اخي ابعدوا هالسيارة عن الطريق بدنا نروح على شغلنا….
نظرت إليه ياسمين و قالت بأستهزاء: آه ممكن ... بس ممكن حضرتك تدفع السيارة شوي علشان السيارة مش راضية تشتغل، و جوزي رجلوا مكسورة ما بقدر يدفع …
و قال الشخص: أمرنا لله، و بدأ بدفع السيارة و تعاون معه مجموعة من السائقين على دفعها و أثناء ذلك داست ياسمين على دواسة البزين بقوة و انطلقت ليسقط أحدهم على الشارع و أخذت ياسمين تضحك،
و فارس ينظر خلفه غاضباً على ما فعلت ياسمين، و قال لها:
من شان الله يا ياسمين بطلي هالحركات ... فقالت له بدلع: حاضر، بس انت اللي تزعلني.
ابتسم فارس و عاد و سألها من جديد: ياسمين، انتي لسه ما حكتيلي هاي السيارة لمين؟
فقالت ياسمين: و أنا شو عرفني...!!
فقال فارس: شو يعني شو عرفك انتي من وين جبتيها...؟!
فقالت: كانت صافة بالشارع ركبتها و شغلتها
و اجيتك ...
فقال فارس:شو الأمور بهذه البساطة!... فقالت: طيب كيف كنت بقدر ألحقك؟.. بدك اياني امشي على رجلي؟! ...
احتار فارس و زادت حيرته حينما رأى قبراً ثالثاً كان قد رأه في السابق في حيفا اقترب منه ورأى أن نفس الكتابة عليه:
"في كل قبر سر و لكل سر قبر، اذا خرج السر من القبر سار، و إن كشف القبر عن السر انهار ... فتعال في الظلمة لتكون سري أو
اهرب من خيط نور قادم و اغلقني"
فتبين فارس ان هذا القبر المقصود فالعبارات التي عليه تشير الى نصيحة العجوز
و خاصة مقطع "اهرب من خيط نور قادم"، و قال فارس في نفسه:
و لكن هذا القبر رأيته في السابق في بداية عهدي بياسمين فلماذا يكون هو.