أم الجماجم: لعنة چورچيت - حب في القبور (حلقة ٧٩)
لم يكن امام فارس من خيار آخر فيجب أن يتوجه الى البيت مباشرة و هكذا فعل و دخل هو و ياسمين البيت ...
اخذت ياسمين تتجول في البيت و فارس شارد الذهن في إعداد سيناريو لأمه لتستوعب ما يحدث و لتتفهم أنه يجب أن تعيش معها في البيت انسانة لا تستطيع أن ترى وجهها أو حتى اصبعها.
فتذكر فارس بأن ياسمين تتجول في البيت فخاف أن تفاجئ أنه برؤيتها فلحق بياسمين
بسرعة و دخل خلفها المطبخ ليجدها جالسة مع أمه فقال فارس لأمه :
صباح الخير.
فردت عليه و هي تصر على أسنانها
و في عينيها ألف سؤال:
صباح الخير يا أستاذ فارس .. صباح النور ...صباح الياسمين.
ارتبك فارس و لم يدرِ ماذا يفعل أو
يقول فقالت أمه:
شو مالك مش على بعضك؟
فقالت ياسمين بعد أن ضربت كفاً بكف:
من التعب اللي تعبه يا حماتي امبارح.
نظرت أم فارس بطرف عينها بإتجاه ياسمين و قالت:
و شو اللي تعبه يا ستي الشيخة.؟
فقالت ياسمين مصطنعة المفاجأة:
أنا مش شيخة يا حماتي هو فارس ما حكالك؟
فقالت: لا و هلأ ما حكالي يا ريت تحكوا لي انتي و ياه.
فقالت ياسمين: طيب انا هلأ بحضر الفطور لفارس علشان يفطر و بنقعد نحكي.
و بدأت ياسمين تفتح الخزائن و تغلقها وتخرج الأواني و تعد االفطار و أم فارس تتابعها بعيونها من زاوية إلى أخرى مذهولة مما ترى و تنتقل بعينيها من ياسمين إلى فارس وتشير بيديها إلى فارس و كأنها تسأله شو قاعد يصير، و حركات ياسمين استفزتها اكثر فقالت لها مستهزئة:
طيب اشلحي هالجلباب والخمار علشان تعرفي تتحركي و الكفوف اللي بأيدك علشان ما يتوسخوا منتي في بيتك و زيادة.
فأقتربت ياسمين وهي تحمل بيدها حبه بندوره و سكين من أم فارس و أحنت ظهرها و قالت:
ما بيصير يا حماتي مش ممكن يا ريت بقدر، و بعدين لا تخافي عليِّ أنا بدبر حالي، و أنا متعودة هيك، قوليلي يا حماتي انتي بتحبي البيض عجة و لا عيون.
و أدرك فارس أن امه ستنفجر من الغيظ إن لم ينقذ الموقف بسرعة، فأمسك بيدها و حاول أن يشدها لتخرج ليتحدث معها بغرفة الضيوف إلا أن أمه امسكت بالطاولة و رفضت فهي لا تستوعب ما يحدث.
و بدأت ياسمين تصف الصحون على الطاولة بسرعة مذهلة و تضع كل شيء مكانه و كأنها عاشت في هذا البيت منذ سنين، و في هذه اللحظات دخل "علاء" شقيق فارس ففاجأته ياسمين قائلة:
صباح الخير يا علاء هيا الفطور جاهز .. لو ما
فقت لوحدك كنت جاية افيقك، و هيني اعملتلك نسكافيه زي ما بتحبها ...
جلس علاء بجانب الطاولة و كاد يضحك ليس على طريقة ياسمين و لبسها بل لدى رؤية أمه و هي متشنجة "مبحلقة" بعينيها اتجاه ياسمين، و حينما جلس الجميع، و قالت ياسمين لأم فارس التي ما زالت تنظر اليها بطريقة غريبة:
شو يا حماتي في اشي...؟!!
وضعت أم فارس خدها على يدها و قالت:
لا ما فيِّ اشي، بس بدي اشوف كيف بدك تاكلي و انتي بعدك لابسه هالكفوف و لابسه
هالخمار .. هو زياده دين و لا هذا شو...؟!
فقالت ياسمين: انتي كلي يا حماتي بالهنا و الشفا ولا تخافي عليِّ أنا بدبر حالي هلأ
بتشوفي ..
و اخذت ياسمين ترفع الخمار بيدها اليمنى و تأكل بيدها اليسرى و ام فارس تتابعها حتى أنها أحيانا كانت تنحني في الوقت الذي ترفع فيه ياسمين الخمار لتري ما يوجد تحته.