أم الجماجم: لعنة چورچيت - حب في القبور (حلقة ٨٤)
فقال فارس: بس انا مش شايف أي فرق بين الوحدة و الثانية.
فقالت: ممكن انت ما بتقدر تميز بس كل واحدة مصنوعة من قماش مميز و على فكرة الفرق بين الواحدة و الثانية كثير كثير.
سمع فارس صوتاً خارج الغرفة يناديه فخرج فوجد أمه ترمقه بنظرات غريبة وقالت له: تفضل انت و شيختك تعالوا كلوا.
نادى فارس ياسمين و توجها إلى مائدة الطعام و تناولا الطعام و لاحظ فارس أن ياسمين تأكل فقط من باب المجاملة لوالدته و بعد الإنتهاء قامت ياسمين بحركة مفاجئة و أعدت القهوة بسرعة و عادت بها.
و كان الجو ودياً قليلاً بين أم فارس و ياسمين فسألتها أم فارس:
من وين انت يا بنتي؟ .. ما بدك تحكي لي من وين أصلك و مين اهلك؟!
صمتت ياسمين قليلاً و قالت بهدوء:
أنا يا خالتي أصلي من الشام، أبوي مات و أنا صغيرة و تنقلنا في أكثر من بلد و قبل كام سنة اجينا على فلسطين و بعد ما مات ابوي، أمي نذرت اني انا و أختي نلبس هيك لحد ما الوحدة منا تتجوز و تخلف و احنا بنحب أمنا كثير و علشان هيك عنا استعداد نموت و ما نخالف نذرها و هذا السبب اللي بخلينا نلبس هيك.
فقالت أم فارس لياسمين و لكن هذه المرة بلهجة حنونة: بس يا بنتي هذا اشي مبالغ فيه، و مش معقول بتقدري تحطي على راسك منديل و بكفي بس انت مغطية أصابعك و عينيكي قدام الرجال و النسوان، كيف بتقدري تعيشي هيك؟!
تنهدت ياسمين و قالت: النذر نذر يا خالة و لو بأيدي ما لبست هيك.
شعر فارس براحة للتقارب الذي حدث بين والدته و ياسمين و إن ياسمين قادرة على الإجابة على كل سؤال تسأله أمه بطريقة ذكية و مقنعة تلائم الواقع و دون استخدامها للكذب حتى أن الحوار استمر بين الاثنين لساعات دون أن تشعر الواحدة بملل أو هذا
ما خيل لفارس الذي كان يخرج و يعود و يجدهما في نفس الحديث.
و ما فاجأ فارس أن الحديث بين أمه و ياسمين لم يقتصر حول شخصية ياسمين الغامضة، بل امتد الى أمور شتى بدءاً من البيت و وصولاً للجيران.
مرت الساعات و حل الليل و كل شيء يسير على ما يرام و أكثر من المتوقع و لكن فارس يعلم ما سيحدث لو أن أمه عرفت انه سينام في نفس الغرفة مع ياسمين أو لو أن أمه دخلت الى الغرفة و رأت الأجواء الغريبة التي صنعتها ياسمين من جماجم و شموع، و أخذ فارس يدعو الله أن يصيب أمه النعاس لتذهب إلى النوم، و لكن هذا لم يحدث إلا بعد منتصف الليل حيث توجهت أمه لتنام بعد أن سألت
ياسمين إن كان ينقصها شيء، و بعد أن أخبرت فارس بأنها اعدت له الفراش بغرفة أخيه علاء.
أخذ فارس يفكر باللحظات القادمة كيف .. ستنام ياسمين؟! ... و هل ستبقى كما هي مرتدية الخمار و العباءة التي تخفي حتى تقسيمة جسدها؟.. و ماذا سيفكر علاء؟
و هو سيعلم حتماً أن فارس أمضى الليلة في غرفة ياسمين.