أم الجماجم: لعنة چورچيت - حب في القبور (حلقة ٨٥)
لم يعد هناك وقت للتفكير فقد أشارت ياسمين لفارس بأن يذهب معها إلى الغرفة، و حينما دخلا، أغلقت ياسمين باب الغرفة، و قالت لفارس: أنا ما بتفرق عندي أسهر للصبح بس إلك انت مش مليح و هلأ لازم تنام.
و أخذت ياسمين تشعل الشموع و عدة أعواد من البخور، و فارس يقف مكانه لا يعلم ماذا يفعل.
و كأنه ينتظر أوامرها، و التفتت ياسمين إليه و قالت مستغربة: شو بدك تظل واقف .. غير اواعيك و نام.
استجاب فارس لطلبها مرتبكا قليلاً، و هو يخرج بجامته من الخزانة ليرتديها أمامها، و من ثم يتوجه الى السرير لتبقى عيناه مفتوحتين تراقبان ما تفعله ياسمين.
أخرجت ياسمين إحدى العباءات و خماراً فوجد فارس بانها فرصة ليتلصص بعيونه لعله يرى شيئا غير السواد، و لكن ياسمين خيبت ظنه و قالت لفارس: يا حبيبي ممكن تدير ظهرك علشان اعرف البس...!
أدار فارس ظهره و ما هي إلا ثوان حتى استلقت ياسمين بجانبه و طلبت منه أن يحتضنها، طوقها فارس بذراعيه وهو مرتبك، و قالت له ياسمين:
و هلأ تصبح على خير ونام.
بقي فارس محتضنا ياسمين و عشرات الصور تدور في رأسه و تشده اليها لتدفعه أحياناً
ليحضنها بقوة و احيانا برقة و يفكر للحظات ان يمد يده ليرفع القماش الأسود الذي يلفها بالكامل و لكن خوفه من غضبها يجعله يتردد و يحاول النوم و طرد الصور الكثيرة و لكنه لا يستطيع، فيفكر بالخروج من الغرفة أو الإبتعاد عنها قليلاً و لكنه يخاف أن يتحرك فيوقظها.
يتمنى لو يستطيع حتى أن يقبلها و لو قبلة صغيرة أو أن يده تلمس جزء من جسدها دون ذلك الساتر الأسود، و لكن هيهات فالقماش الأسود لا يترك له ثغرة حتى و لو بالصدفة.
يفتح فارس عينيه و ال يدري كيف غفا
ونام..ولكنه ال يجد ياسمين بجانبه ويجول بعينيه في انحاء الغرفة و لا يراها يخرج من غرفته المعتمة فيرى الشمس قد
تسللت الى البيت منذ وقت، و يتوجه الى المطبخ ليرى ياسمين تشرب القهوة و تضحك مع والدته و بنظرة خاطفة يعرف أن
الساعة التاسعة صباحاً، يغسل وجهه و يبدل ملابسه و يتساءل إن كانت أمه قد عرفت أين قضى ليلته في غرفة علاء أم مع ياسمين.
و يعود إلى المطبخ من جديد فتضع له ياسمين طعام الإفطار و تقول له: بأنها أفطرت مع والدته قبل ساعات و لم
تحب أن توقظه.
ينظر فارس إلى عيني أمه لعله يعرف إن كانت قد عرفت أم لا؟، فالساعة التاسعة و لا بد أن أمه كعادتها كل صباح تتجول في كل الغرف.