أم الجماجم: لعنة چورچيت - حب في القبور (حلقة ٩٥)
فعاد فارس الى البيت و احضر االوراق اللازمة لهذه الصفقة و توجه لقريبه و خلال اقل من خمس ساعات تمت الصفقة و قبض فارس المبلغ و عاد في المساء و القى النقود أمام ياسمين و قال لها: ما في عندي أغلى منك فقفزت ياسمين من الفرح و حضنت فارس و نام فارس تلك الليلة و هو يشعر بتأنيب الضمير لما فعله.
و في صباح اليوم التالي خرج هو وياسمين بناءاً على طلبها للبحث عن مكان مناسب لإقامة الحفلة، فتجولا في عدة مدن للبحث عن قاعة مناسبة تتسع لأكثر من ألف شخص و لم يكن من السهولة ايجاد المكان المناسب الذي يرضي ياسمين و كان من المستحيل أن تتوفر القاعة التي تبحث عنها ياسمين إلا في المناطق الإسرائيلية البعيدة عن منطقة الناصرة.
و أمام اصرار ياسمين استطاعوا الوصول الى احدى القاعات الكبيرة و رفضت ياسمين أن يقوم فارس لوحده بحجز القاعة فرافقته لرؤية القاعة بنفسها لتثير الفضول و التساؤلات حول شخصها و لباسها الغريب، و قامت ياسمين و فارس و مدير القاعة بالتجول في أنحاء القاعة بعد ان تأكد لهم بأنهم يستطيعوا حجزها بالتاريخ الذي حددوه و أخذ مدير القاعة يشرح الإمكانيات التي يستطيع أن يوفرها و كان فارس يترجم لياسمين كل كلمة يقولها مدير القاعة، و ياسمين تهز رأسها، و بعد ان أنهيا جولتهما توجها إلى المكتب للإتفاق على كل الإجراءات، و اتفق فارس و صاحب القاعة
على كل التفاصيل و حتى المبلغ الذي يجب دفعه بحضور ياسمين و دون أن تبدي أي معارضة تم كل شيء، و دفع فارس
العربون إلى مدير القاعة و استلم وصل بالمبلغ الذي دفعه و تنفس الصعداء النتهاء الأمر بسلام، و كانت ياسمين تجلس على
المقعد لا تكترث بما يحدث و لا تعارض، فنظر إليها صاحب القاعة و ابتسم و قال بلغة عربية مكسرة و غير صحيحة:
إن شاء الله مبسوطة انتي و إذا بدك اشي كمان احنا جاهزين...!!
فاعتدلت ياسمين بجلستها ووضعت ساق على ساق و قالت له بلغة عبرية سليمة و بطلاقة:
أنا بدي شوية أشياء صغيرة تسويها اذا ممكن.
ذهل مدير القاعة لطلاقة اللغة العبرية التي تحدثت بها ياسمين و خاصة أنه قبل ساعة كان فارس يترجم لها، فساورت الشكوك مدير القاعة حول الشخصية التي يخفيها الخمار
فأكد لها أنه جاهز للأي شيء تطلبه؟
فردت عليه ياسمين و قالت :
أول شيء أريده هو أن تقطع الكهرباء عن القاعة و عن كل شيء له علاقة بمبنى القاعة بدءاً من المطبخ و انتهاءاً بالحمام و أن يتم ذلك يوم الحفل من لحظة غروب الشمس حتى نهاية الحفل، و خروج اخر شخص من القاعة و هذا يشمل مدخل المبنى و موقف السيارات ...
و ثانياً : أن يتم استبدال كل الستائر في القاعة بأخرى تكون قادرة على حجب النور من خارج القاعة إلى داخلها أي انه لا يسمح بإنعكاس أي ضوء من خارج القاعة حتى و لو كان مجرد ضوء سيارة قادم من الخارج...
ثالثاً: اشعال شموع في كل انحاء القاعة و مرافقها بدءاً من مدخل القاعة، أي أن الإضاءة التي ستكون في القاعة و مرافقها يجب أن تكون اضاءة الشموع فقط..
رابعا: أن يتم تزيين القاعة بكل مرافقها بالورود مهما تطلب ذلك من كميات.
خامساً: أن لا يتواجد بالقاعة تلك الليلة أيا كان و حتى على مقربة منها بمسافة عشرة أمتار، و هذا يعني أن يتم تحضير الحلوى و المشروبات و الطعام بكافة أنواعه ليكفي ألف شخص مسبقاً.