أم الجماجم: لعنة چورچيت - حب في القبور (حلقة ١٠١)
لم يتحرك فارس من مكانه خشية أن يرفع بصره عنها أو أنه يخشى أن يكون بحلم قد يصحو منه.
أخذ قلب فارس يدق بسرعة و لم يتحرك من
مكانه برغم أن ياسمين اشارت اليه اكثر من مرة أن يتقدم نحوها، لكنه لا حياة لمن تنادي، فما كان من ياسمين إلا أن اقتربت هي منه و هزته من ذراعه، و قالت له: مالك؟ .. لا تنجن هلأ و لا تسطل، فنظر اليها و قال: ياسمين انا ما بحلم صحيح؟
فقالت: لا انت ما بتحلم و هلأ لازم نتحرك ..لا تخربطلي النظام
فقال: طيب حندخل هلأ، و الناس كلهم حيشوفوا وجهك و العجوز حذرتك انو ما حد يشوفك الا بعد ما تخلفي بنت ..
فقالت :فارس حبيبي هاي مشكلتي مش
مشكلتك و هلأ يلا قبل ما الترتيب يخرب.
امسك فارس بذراع ياسمين و استعد للدخول، فمالت ياسمين برأسها على أذن
فارس و همست وكأنها لا تريد أن يسمعها أحد و قالت: فارس خليك طبيعي و لا تهتم بوجود حد.
اراد فارس التقدم نحو القاعة و لكن ياسمين قالت له: استنى اشوي بعد دقيقة بندخل.
دقيقة مرت و دقت موسيقى ترحيبية بدخولهم مصاحبة الغنية بكلمات
جميلة متناسقة بالكاد تكون مفهومة... وسار فارس يتأبط ذراع ياسمين على دقات الموسيقى حتى وصلا الى المكان المخصص لهما في وسط القاعة المليئة بآلاف الشموع المضاءة بكل مكان و وسط جو من البخور و العطور و آلاف الورود التي مألت القاعة و اصطفت على طريق مرورهم .. وفي هذه الأجواء لم يكن فارس يستطيع أن يرى ياسمين، الذي مازال لا يستطيع أن يبعد عينيه عنها و لو للحظة مبهوراً بجمالها ... و تحولت الموسيقى من دقة الزفة إلى موسيقى هادئة أعدت لرقصة العرسان مسبقا و وضع فارس يده على خصر ياسمين و امسك بالأخرى و ضمها اليه و أخذ يتمايلان على أنغام
الموسيقى ليشعر فارس كلما دارت ياسمين أن الدنيا كلها تدور فيه..
همست ياسمين في اذن فارس فقام فارس بتناول كأسين أعدا على الطاولة أمامهم مسبقا فتناولاهما معا .. و بقي مشدوها مبهوراً بياسمين ... و بلفتة عين جاءت عفوية بأتجاه الموائد من فارس تبعتها تحديقات و التفاتات و بحث في القاعة الواسعة الكبيرة رأى فارس أن كل الموائد مضاءة بشموع و مليئة بالمشروبات و الحلويات و الأطعمة و لكنه تفاجىء بعدم وجود أي شخص في القاعة ، حتى أن فارس و لهول المفاجأة انحنى
لينظر تحت الموائد لعل المدعويين اختبأوا و أيقن أنه لا يوجد في هذه القاعة الكبيرة الواسعة سوى هو و ياسمين و أجهزة
موسيقية تعمل أوتوماتيكياً.