أم الجماجم: لعنة چورچيت - حب في القبور (حلقة ١٠٣)
نظر اليها فارس و ابتسم وقال من كل قلبه: مجنونة و الله العظيم مجنونة بس بحبك و بموت بجنونك..
اقتربت ياسمين و حضنت فارس و قبلته وهي تضحك سعيدة و استمر العناق لعدة دقائق و فجأة سالت عدة دمعات من عيني ياسمين و سارت عدة خطوات و حملت احدى الشموع بكلتا يديها ووضعتها في وسط القاعة و جلست على ركبتيها أمام الشمعة و اخرجت وثيقة الزواج و وضعتها بجانب الشمعة وبدا الحزن على وجهها وانهمرت الدموع من عينيها.
و لامس شعرها الطويل الأرض و كانت تمسح بكفيها الدموع و هي تنظر بإتجاه آلاف الشموع المضائة بأرجاء القاعة، و كان ما دفعها للبكاء أنها لمحت عشرات الشموع قد أطفأت، فقالت بصوت عالي تخاطب الشموع و الدموع ما زالت تسيل من عيونها: نورنا وعهدنا و طريقنا انت يا جورجيت ضويت كل هالشموع لألك و مش لإلي، كل شمعة بتحكيلك انه ما نسينا و لا راح ننسى عهدك، كل شمعة بتذكرنا بدمعتك و بندري انه شموع الدنيا ما بتضوي عتمتك يا جورجيت، وجهك ما
شفناه و آلمك اعرفناه يا جورجيت، أنا حفيدتك و هذا حفيد عدوك والزمن رجع والوثيقة انكتبت باسمك و اسم عدوك فيها
و التاريخ نفس التاريخ و اسمك فخر و اسم عدوك عار و مشان اسمك الدهري دفع كل شيء و ما عاد من نسله حدا بيملك
شيء ..
دموعك و حسرتك ذاقوها، و اسمك ظل و حيظل، و اسم عدوك ما ظل منه شيء، عهدك لبنتي ححفظه، و اسمك
ححمله لبنتي، و اسمك الأول و عدوك الآخر، وحفيد عدوك دخل عتمة القبر، و هرب من القبر لأنك سمحتي، كان بإيدك تعتميه العمر كله، بس انتي اللي تركتيه، يا ستي وين ما كنتي، اذا كنتي بتسمعيني ساعديني، ابن الدهري حبني من غير ما يشوفني و النذر اكتمل و العهد انصان، و أثناء حديث ياسمين بدأت الشموع تنطفىء الواحدة بعد الأخرى، بطريقة غريبة، حتى انطفأت نصف الشموع.
أيقنت ياسمين أن الشموع تنطفىء واحدة تلو الأخرى، فأمتقع لونها و وضعت كفيها على وجهها و أجهشت بالبكاء، و بصوت مسموع و بألم و حسرة وضعت رأسها على الأرض و لم تعد تنطق بكلمة.
لم يحتمل فارس بكاء ياسمين بهذه الطريقة و لم يتمالك نفسه و أخذ يبكي معها و أقترب منها و حاول أن يرفع رأسها عن الأرض إلا أنها بقيت ملتصقة بالأرض مجهشة بالبكاء بألم وحسرة.