أم الجماجم: لعنة چورچيت - حب في القبور (حلقة ١٠٥)
ياسمين لم تكن أقل مفاجأة من فارس إلا أن الفرحة الممزوجة بالخوف قد بدت على وجهها.
لم تتحرك ياسمين من مكانها إلا حينما ارتسمت على شفاه الفتاة ابتسامة كأنها
دعوة لياسمين أن تقترب منها.
سارت ياسمين بسرعة بإتجاهها و انحنت و لمست بيدها قدمها و قبلت يدها، و همت ان تحضنها في لحظة إلا أنها عادت إلى الخلف من جديد و كأن أحداً طلب منها ذلك أو أنها فهمت أن ذلك ليس بأمكانها.
و شبكت يديها ببعض و ضمتهم إلى صدرها بقوة و عادت و وقفت بجانب فارس و لم تزح نظرها و لو للحظة واحدة عنها و قالت ياسمين و الدموع تترقرق في عينيها: ستي جورجيت أنا .…
لم تكمل كلمتها فقد أشارت جورجيت بيدها مع ابتسامة ففهمت ياسمين أنها يجب ان تصمت ...
خيم جو من الصمت لعدة دقائق لم يتكلم أحد و لكن الإبتسامة الممزوجة بدموع من
طرف فارس و ياسمين و الإبتسامة و النور المشع من وجه جورجيت أضاف الى الجو نوع من الدفيء ..
و نظرت اليهم جورجيت نظرة مليئة بالمحبة و الحنان مصحوبة بإبتسامة دافئة و قالت لياسمين: مبروك يا جورجيت و سمي بنتك ياسمين و النار انطفت و الوثيقة احفظوها و القديمة مع مولد ياسمين أحرقوها و احكوا للناس انه لعنة المظلوم نار و قوة البشر ما
بتطفيها و تحرق جيل بعد جيل لييجي جيل بالحب ينهيها و استدارت جورجيت الجدة و سارت بخطى واثقة مبتعدة من حيث
اتت و بقيت عيون فارس و ياسمين تتبعها حتى توارت عن الأنظار..
و قفزت ياسمين بإتجاه فارس و تعلقت به و هي تضحك و تبكي في نفس الوقت، و مدت يدها إلى وثيقة الزواج و حملتها و ضمتها الى صدرها، و أمسكت بيد فارس كطفلة صغيرة
و ركضت بإتجاه مدخل القاعة ثم توقفت للحظة و كأنها تتذكر شيء ثم ركضت بإتجاه المدخل الخلفي و حملت بيدها حقيبة
صغيرة و ركضت مرة اخرى باتجاه فارس و أمسكت بيده و ركضت بسرعة بإتجاه المدخل.
خرجت منه عدة خطوات و نظرت للخارج فانهمرت الدموع من عيونها و عانقت فارس بقوة و سحبته بسرعة باتجاه السيارة.
لمحت بعينها مدير القاعة رافي .. يقف على بعد اكثر من ثلاثين متراً يحدق بها هو و من حوله من العاملين في القاعة وكأنها ملاكاً بثوب ابيض هبط من السماء.
ضحكت و تركت يد فارس و أخرجت من الحقيبة مغلف و ركضت بإتجاه مدير القاعة و ناولته اياه بسرعة و ابتسمت له بخجل حينما شعرت انه يتسائل ... هي أو ليست هي؟.. و ركضت و عادت إلى فارس.