أم الجماجم: لعنة چورچيت - حب في القبور (حلقة ١١٢)
توقفت السيارة بجانب البيت في ساعة متأخرة من الليل ودخل فارس و زوجته ياسمين البيت و كانت أم فارس و أخوه نيام، فتعمد فارس أن يحدث ضجيج في البيت ..
فقالت ياسمين لفارس بعد ان تنبهت ان فارس يفعل ذلك الضجيج لإيقاظهم حتى
يروا ياسمين:
دعها نائمة فستراني في الصباح... و لكن فارس أصر على إيقاظ امه .. أفاقت أم فارس و حينما خرجت من غرفتها لتكشف سر هذا الضجيج الذي دب في بيتها فجأة، فوجئت بفارس يقف مبتسما و ياسمين بجانبه بثوبها الأبيض.
وقفت أم فارس للحظات مشدوهة لا تتكلم و عيونها متسمرة بإتجاه ياسمين، فاقترب منها فارس و هزها من كتفها فنظرت
إليه و قالت:
أنا .. أنا بحلم .. مش آه.
فقال لها فارس: لا يا أمي انت ما بتحلمي شو اللي بتشوفيه هو الحقيقة . .
ضحكت أم فارس و عادت الى غرفتها دون ان تنطق بكلمة.
ضحك فارس و قال لياسمين مازحاً: أمي انجنت .
دخل فارس و ياسمين لغرفتهما ودقائق مرة و فارس مرتبك متردد في الاقتراب من ياسمين، و لكن بنظرة واحدة خبيثة من ياسمين جعلته ينسى كل شيء إلا ياسمين .
لم يكن ذلك الصباح كأي صباح لأسرة ذلك البيت أو للمنطقة كلها فأم فارس أفاقت من نومها فرحة سعيدة تعد الإفطار و لا يبارح مخيلتها ذلك الحلم الجميل لفارس وعروسه و اخذت ترويه لإبنها علاء و هي تنتظر بشوق أن
يستيقظ فارس الذي علمت بوجوده من خلال رؤيتها للسيارة مركونة خارج البيت لتروي له عن حلمها الجميل .
أم فارس مشغولة في اعداد الإفطار و علاء يجلس على الطاولة يستمع لحديثها وهو يبتسم فتوقفت أم فارس دون حراك و قد تغيرت ملامح وجهها و هي تنظر بأتجاه الباب و علاء يلتفت الى الخلف ليرى ما صدم أمه ليفاجيء بياسمين ترتدي ثوب زهري
و تقترب منهم و عيونهم تتسائل من هذه؟ و من أين أتت ؟
لتبتسم ياسمين و تقول :صباح الخير ..مالكم في اشي، و من صوتها أدرك علاء و أمه أن هذا الملاك الذي ظهر فجأة ما هو الا ياسمين.
ام فارس و بحركات لا شعورية تدق بيدها على الطاولة و تقول : بسم الله و ما شاء الله ..بسم الله و ما شاء الله .. وتكرر كلامها عشرات المرات ..
علاء يفيق من ذهوله و يمازحها قائلاً:
"بتعرفي انت بالقناع الأسود أحلى".
تقترب منه ياسمين و تمسك بأذنه و تشدها و يصرخ علاء و هو يضحك و يقول لها:
بتعرفي يا ياسمين أنا الأول و انتي لابسة الخمار و مقنعة ما كان يهمني اسألك ليش البسى هيك علشان كنت متأكد انك مثل
القردة بس صوتك حلو، و ما حبيت أحرجك، بس هلأ لازم افهم تطلعي على السما تنزلي على الأرض بدي افهم .
فقالت ياسمين: الله يبعثلك يا علاء واحدة قردة على قد ذوقك ونيتك.
أفاق فارس من نومه سعيداً وكأنه يرى الشمس تشرق لأول مرة في حياته جلس معهم و اخذت امه تروي لهم انها رأتهم بالحلم أمس فقال لها فارس: ما رأيته كان حقيقة وليس حلم و لكنها لم تقتنع و فضلت على ان يكون حلما قد تحقق على كونه حقيقة. مرة عدة ايام ومثلما كانت حكاية المقنعة السوداء في بيت فارس حكاية على لسان كل الناس، أصبحت حكاية ياسمين أجمل الجميلات حكاية الناس في الحارة و المنطقة كلها.