أم الجماجم: لعنة چورچيت - حب في القبور (حلقة ١٢١ و الأخيرة)
ربما ظننتن اني لم أتأثر بما حدث و لكن النار كانت مشتعلة بداخلي و انا مجبرة ان اخفيها، يا بنات أنا لم اكذب عليكن و لم اخدعكن .. اليوم رأيتن جدتكن جورجيت و رايتن كم هي فرحة و كم هي مرتاحة .. ألا تستحق منا هذه التضحية.
ياسمين أنا لم اكذب عليكي .. نعم حينما رأيتي جورجيت في يوم زفافك و قالت لكي ان
تسمي ابنتك ياسمين و ان يكون اسمك انت جورجيت لم تفعل هذا جدتك لأن اللعنة انتهت فعلا بل لأنها ارادتها ان تنتهي
و تنازلت هي عن راحتها و فرحتها من أجلكن سنين طويلة انتظرتها جورجيت في انتظار ميلاد جورجيت الصغيرة لتحصل على حريتها و راحتها ..
تنازلت عن كل هذا من اجلكن و لأنها شعرت بأنكن لم تعدن قادرات على تحمل المزيد من العناء و تنازلت عن اللعنة و عن راحتها الأبدية من أجلكن...
أما أنا في البداية تقبلت الأمر الواقع و علمت ان الحياة هكذا تسير و النبوءات لا تتحقق دائما و لكن بعد زيارة قبر جدتكن في الشام و بعد أن أحضرت لي خالتكن العجوز قلادة جورجيت التي لم تتركها للحظة واحدة تذكرت انه حينما كنت صغيرة و ألحيت على جدتكن أن تجعلني ارتدي قلادتها، قالت لي اشياء كثيرة عن هذه القلادة و عن أسرارها، و لكن أصعب ما قالته و كاد يتحقق أنه بسبب هذه القلادة قد اخسر احدي عينيّ..
في وقتها لم يكن هذا يهمني.د، و لكن الأن عيناي واحدة اسمها ياسمين و الأخرى اسمها وردة فأي عين يجب ان أختار .. نعم لقد عرفت إن خرجتن انتن الاثنتان معا الى النور و لم اكن لأستطيع ان امنعكن فسأخسر احداكن ..لقد عرفت انه مع انتقال هذه القلادة دون
ان يظهر النور بميلاد جورجيت فسيفرقكن النور و ستخسر الواحدة منكن الأخرى فما يجمعه الظلام يفرقه النور و انتن ولدتن في الظالم و بعد ما حدث لم يعد لدي ادنى شك ان هناك قوى قادرة على تفريقكن..
وردة اختك ضحت بالنور من اجلك يا ياسمين دون ان تعرفي ..لقد اختارت وردة ان تمضي بقية حياتها و لا تخلع الخمار او تخرج الي النور بعد ان علمت انه لو خرجت هي الأخرى الى النور فستفقدي قوتك و هي ايضا فأختارت وردة ان تبقى لتحميك وتساعدك متى اردت المساعدة و لتضمن سعادتك..اما انت يا ياسمين فلم تكوني اقل منها لقد اثبت انك على استعداد للتضحية باغلى شيء و بكل شيء من اجل ورده..
اما انا فما كان امامي إلا أن اجعل الصندوق مغلقا و انتظر ولادة جورجيت من جديد..لقد حرمتك من رؤية ابناءك او معرفة اي شيء عنهم لأن النبوءة تقول ان الوجه الأول الذي سيعكس النور و ينهي اللعنة هو وجه انثى يطلق عليها اسم جورجيت و عليه ما كان يجب ان تري انت او اختك اي وجه قبل وجه جورجيت الثانية...
ما فعلته كان من اجلكن وليس من اجلي ..الأن انتهت اللعنة وانتهى كل شيء ..ارتاحت جورجيت و وحدكن النور و جمعتكن جورجيت من جديد و لن يفرقكن شيء و لا اريد شيء إلا ان تسامحاني و تغفرن لي يا بناتي...و اخذت الأم لعنة تبكي فضمتها ياسمين وكذلك فعلت وردة وبدءن نوبة بكاء حادة استمرت طويلاً.
قاطعتها ورده حينما قالت مبتسمة: سنغضب جورجيت الكبيرة والصغيرة اذا
استمرينا بالبكاء... فقالت ياسمين: انها دموع الفرح وامسكت ورده بكتف امها وقالت : تعالي هنا هلأ بدك تحكيلنا عن
القلادة..مسحت الأم لعنة دموعها وقالت : اسألي صاحبتها حينما تكبر..اسألي من ستدخل النور الى مئات البيوت المظلمة، اسألي من ستكون نور المظلومين و نار الظالمين... اقترب موعد شروق الشمس فودعت الأم لعنة بناتها ووعدتهن انها ستزورهن دائما و ستمضي معهن اوقات كثيرة وقبل ان تخرج طلبت الأم لعنة ان تقابل فارس ..فذهبت ياسمين ونادت عليه..
اقترب فارس من الأم لعنة فاستقبلته بابتسامة دون ان تضع الخمار على وجهها و قالت: فارس المرة انا بطلب منك
انك تسامحني..ابتسم فارس واقتربت منه الأم لعنة و عانقته ووضعت الخمار على وجهها وخرجت ..
وابتعدت فجلس ياسمين و ورده و فارس يتحدثون بما حدث وكيف ومر على اشراقة الشمس اكثر من ساعتين ولم يجرؤ احد منهم أن يسأل الآخر او يلمح بما حدث و ما مصير ابناء ياسمين و فارس المفقودين، و فجأة وصل الى مسمعهم صوت صراخ وضحك في الحديقة فقفزوا جميعهم مسرعين و كأن لكل منهم حدسه الخاص لما يتوقع ان يرى... ثلاثة اطفال : يصرخون و يلعبون ..بسعادة في الحديقة وبحركة لا شعورية يركض فارس و تركض ياسمين و تركض وردة وكل منهم يريد ان يسبق الآخر ليصل الى الحديقة و خلفهم تركوا جورجيت الصغيرة صاحبة الوجه الملائكي نائمة يشع من وجهها النور.
تمت