لمحبي الرعب: موتٌ في منفقرات الظلام

لمحبي الرعب: موتٌ في منفقرات الظلام

0 المراجعات

 

لمحبي الرعب: موتٌ في منفقرات الظلام

في قرية صغيرة ومنسية على أطراف المجتمع، وُلدت قصة رعب تفتك بعقول السكان المحليين. يعيشون في فقر شديد، ومعظمهم يكافح للبقاء على قيد الحياة. لكن هناك مكانًا تاريخيًا، يختبئ فيه شيء مظلم، يتربص بالفقراء ويشعرهم بالخوف والرغبة في الهرب من الحياة المأساوية.

تُدعى هذه القرية "منفقرات الظلام". تحكي الأساطير أنه في أحد الليالي العاصفة، عاشت أميرة جميلة في هذه القرية، اسمها إليانا. كانت تعيش في قصر فاخر يتيح لها النظر إلى القرية من الأعلى، ولكن سوء الحظ أصابها بمرض فتاك.

في ليلة مظلمة، أتى الشياطين إلى إليانا وعرضوا عليها صفقة لا تُقاوَم. قدموا لها عرضًا: إذا مدت يدها إلى نافذتها ولمست ظلها، ستشفى فورًا. ولكن سيكون لديها دين ثقيل يجب أن تدفعه في المستقبل.

مُغرمة بالحياة ورغبة في النجاة، قبلت إليانا الصفقة دون تردد. لكن مع مرور الوقت، بدأت تشعر بتأثيرات غريبة. ظلها أصبح يعيش بحياة خاصة به، يتحرك بشكل مستقل ويظهر ويختفي في أماكن مظلمة.

تناقلت الأجيال القصة، وأصبحت إليانا محل عبادة في المنفقرات. ظهرت شائعات حول تأثير ظلها على الفقراء. يقول البعض إنهم يراها تظهر في الليل وتمنح المساعدة للفقراء، في حين يروي آخرون عن رؤيتهم لظلها يلاحق الأشخاص الذين لم يفيدوا من نعمتها.

تقرر نيكولا، شاب يافع وفقير، الكشف عن الحقيقة وإلقاء نظرة عن كثب على إليانا وظلها. في إحدى الليالي، وبينما كان يتسلل في الشوارع الضيقة، شاهد إليانا وهي تختفي في أحد الزوايا المظلمة.

اتبعها نيكولا إلى مكان سري، كان مظلمًا تمامًا. عندما وصل إلى هناك، شاهد إليانا تتلاشى ببطء، وظلها يندمج مع الظلام المحيط. حينها، سمع صوتًا غريبًا ينبعث من الظلام، يهمس له بأسرار لا يمكن تصديقها.

عاد نيكولا إلى القرية، لكنه شعر بوجود ظل يتبعه. تغيرت حياته، حيث بدأ يرى الأشياء ويسمع الأصوات التي لا يستطيع الآخرون استشعارها. كان يشعر بالفقراء الذين كانوا يعيشون في منفقرات الظلام، يشاركو في حياتهم مع ظلهم الذي يتبعهم.

تجاوز نيكولا خوفه وقرر مساعدة الفقراء، استخدم قواه الجديدة لمساعدة من هم في حاجة. كان يأتي في الليل ويقدم الدعم، ولكن في الوقت نفسه، بدأ يشعر بتأثير الظلام على روحه. تغيَّرت شخصيته وأصبح أكثر جمودًا وظلامًا.

في إحدى الليالي، التقى نيكولا بشاب يدعى ماريو، كان يعاني من فقدان وظيفته وحياة مأساوية. قرر نيكولا مساعدته ومشاركته قواه. ومعًا، بدأوا بتوجيه الفقراء نحو طريق النور، لكن سرعان ما أدركوا أن هناك ثمنًا يجب دفعه.

ظلت إليانا تظهر أمامهم في أحلك الليالي، وكلما قدموا المساعدة للفقراء، زادت قوة ظل نيكولا وماريو. بدأت تظهر صور غريبة في ذهنهم، تحذرهم من تداول القوة مع الظلام. لكن غريزة المساعدة الإنسانية دفعتهم للمضي قدمًا.

في ليلة راح يروجون فيها للخير، اجتمعوا في ساحة القرية وبدأوا بتقديم المساعدة. لكن عندما لامست أياديهم أيدي الفقراء، شعروا بشيء غريب يتغلغل في أرواحهم. بدأ الظلام يمتص النور منهم، وبدأت أصوات همسات الظلام تتزايد في أذنيهم.

كانوا عالقين بين محبة مساعدة الفقراء وبين أصوات الظلام التي تناديهم للانضمام إلى صفوفها. شعروا بتمزق في أرواحهم، وكل خطوة تقدموا بها نحو النور، زاد الظلام في داخلهم.

في لحظة من الضعف، أدركوا أن القوة التي اكتسبوها كانت تأخذ منهم جزءًا من روحهم. تراجعوا عن مساعدتهم للفقراء، ولكن الأمور لم تعد كما كانت. بدأ الظلام يستهلكهم من الداخل، وكل لحظة كانت تزيدهم قسوةً وظلامًا.

في النهاية، أصبحوا هم الفقراء، يعيشون في ظلامهم الخاص. تحولوا إلى أشباح تائهة في مدينة منفقرات الظلام، حيث أصبحوا جزءًا من قصة الرعب التي بدأتها إليانا وظلها.

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة

articles

18

followers

8

followings

0

مقالات مشابة