عمارة رشدي: بين الماضي و الحاضر
لقد إعتدنا رؤية البيوت المهجورة أو المباني المسكونة بالأشباح و العفاريت، و ذلك في أفلام الرعب فقط، و لكن لم نكن نتخيل أن يكون لدينا أحد تلك المباني و الذي يوجد في الإسكندرية، والذي يُعرف باسم (عمارة رشدي).
فلك أن تتخيل مبني عمره أكثر من ٥٠ عام و لكنه لا يزال خالي من السكان حتى اليوم! تري ما السبب؟
حكايات الرعب التي نُسجت حول (عمارة رشدي)، ما زالت تثير الذعر و الفزع في قلب كل من يحاول الدخول إلى هذا المبنى الغامض المعروف بقصصه المرعبة.
تقع (عمارة العفاريت) في شرق مدينة الأسكندرية، و يعود تاريخها إلى عام ١٩٦١، و كان يمتلكه اليوناني بارديس، الذي قرر أن يبنيه ليعيش به مع زوجته و أولاده الخمسة.
لكنه توفي هو و أولاده خلال رحلة خروجهم للصيد، فقررت الزوجة بيع المبنى والعودة إلى اليونان.
المالك الثاني للمبنى هو مُحسن بك، و هو صاحب محلات أخشاب معروفة في تلك الفترة، و قرر أن يؤجر الشقة الموجودة في الطابق الأول من المبنى لإحدي العائلات، و لكن بعد مرور يومين فقط اندلع حريق هائل دمر المنزل بالكامل، ومات رب العائلة، فقررت أسرته الانتقال بأسرع وقت.
استأجر طبيبٌ الطابق الثاني من المبنى لتأسيس عيادته، و لكن بعد تجهيز العيادة بكافة المعدات وقبل أيام من موعد الافتتاح، توفي الطبيب في حادث سيارة.
قامت شركة أجنبية بإستئجار الطابقين الثالث و الرابع، و لم تمر بضعة أيام على افتتاحها حتى تعرضت لخسائر فادحة، و بعدها تعرضت للإفلاس، مما اضطر صاحب الشركة للإستدانة و حُبس بعدها ثم قرر الانتحار.
و على الرغم من كل تلك الحوادث الغامضة التي تعرض لها كل من حاول السكن في هذا المبنى، إلا أنها لم تكن الأكثر غرابة!
استأجر شاب مقبل على الزواج عام ١٩٩٠، الطابق الثاني في مبنى رشدي. وأحضر بعدها العمال لتجهيز الشقة بالكامل, و أخبر أحد العمال الشاب أنه يسمع أصواتاً غريبة تصدر من الحمام، لكن الشاب لم يعطي الموضوع أهمية.
و بعد أن انتهى العمال من الترتيبات اللازمة، استلم الشاب منزله. عندها شاهد بقع من الدم على الحائط، لكنه لم يهتم للأمر كثيراً، ظناً منه أن أحداً يعبث معه.
ما حدث بعد ذلك، أثار الرعب في قلوب الجميع، فبعد مرور ساعات على زفافه تم العثور على أهل العريس والعروس فاقدين لوعيهم في منتصف الطريق، و في الوقت ذاته، وجد العريس عائلته في منزله إنما بصورة جن!
بعد مشاهدة أهالي الإسكندرية لتلك الأحداث الغريبة، أصبحت عمارة رشدي من أكثر الأماكن رعباً، إذ يشعر المار من أمامها بالرهبة بمجرد النظر إليها.
و علي الرغم من ذلك، اقترح أحد المشايخ أن يحاول إخراج الجن من المبنى و السكن فيه، و ظل يحاول البقاء لمدة ٦ أيام لكنه خرج في اليوم السابع و على وجهه علامات الخوف و الرعب، و مات على الفور من دون أن ينطق بكلمة واحدة.
وبعد حدوث الكثير من الحوادث في هذا المبنى الغامض، قررت السلطات إغلاقه إلى الأبد حتى لا يتأذى آخرون بسببه، و لم يسكن أحد في "عمارة رشدي" حتى اليوم، على الرغم من موقعها المميز جداً في الإسكندرية.