الليلة الملعونة في عتمه الظلام

الليلة الملعونة في عتمه الظلام

0 المراجعات

 

 "الليلة الملعونة"

كانت قصة الليلة المظلمة تتراقص في ذهن الجميع في بلدة صغيرة مهجورة تحاط بالغابات المظلمة. تحكي القصة أن هناك منزلًا قديمًا يقع على هامش الغابة، لا يعيش فيه أحد، ولكن همسات الأشباح والأرواح الشريرة تتسلل من بين جدرانه.

 

سمعت إيما، فتاة في العشرين من عمرها، هذه القصة من جديتها. وقررت، بمجرد أن تقترب الليل، أن تتحدي الظروف وتكتشف حقيقة تلك الليلة الملعونة.

في تلك الليلة الباردة، ارتدت إيما معطفها الثقيل وحملت مصباحها اليدوي. وصلت إلى المنزل القديم بينما الرياح تصفر وتراقص أوراق الشجر حولها. أمام المنزل، كان الهدوء يسود الجو، ولكن ليس لفترة طويلة.

عندما فتحت إيما الباب، سُمعت صرخة مجهولة من الطابق العلوي. لكن الغرفة الرئيسية كانت خالية تماماً، باستثناء ذلك الصدى المرعب للصرخة. كما وجدت إيما درجًا يؤدي إلى الطابق الأعلى.

بينما كانت تصعد الدرج، سمعت خطوات خفيفة تتبعها. استدارت لتجد الهمسات تشكل صوتًا غريبًا ومرعبًا. لكنها لم تتوقف، كانت الفضول قوياً، وكلما اقتربت من الطابق العلوي زادت الأصوات.

وفي اللحظة التي وصلت فيها إلى الطابق العلوي، انفتح باب غرفة مظلمة أمامها بشكل غامض. دخلت بحذر ووجدت الغرفة مكانًا قديمًا مليئًا بالأثاث المهمل والتماثيل المكسورة. وفي وسط الغرفة، شاهدت إيما شخصية شاحبة ترتدي ثوباً قديمًا جالسة على كرسي.

كانت الشخصية تنظر إلى إيما بعيون مظلمة، وكانت الهمسات تشكل كلمات غير واضحة. فاجأتها صوت قرع على النافذة، وعندما استديرت، اكتشفت أن اللوحات القديمة على الحائط تتحرك ببطء. كانت تظهر رسومات مرعبة لأشباح وكائنات شيطانية.

لكن المزيد من الغموض كان في انتظار إيما. انعكست صورة في المرآة القديمة بشكل غير متوقع، ولكن الشخص الذي ظهر فيها ليس هو إيما. كانت هيئتها تتغير، تصبح شخصية أخرى، وكلما نظرت إلى المرآة كلما كانت الشخصية تتغير.

وفي هذه اللحظة، اندلعت الأنوار بشكل مفاجئ وسمعت إيما صوت الصرخات والضحكات من كل اتجاه. انعكست الأضواء على الجدران، مشكلة أشكالًا مرعبة تتحرك في الظلمة.

بينما كانت إيما تحاول الهروب، تعثرت في درج وسقطت على الأرض. وحينما نظرت للأعلى، اكتشفت أن الغرفة قد اختفت تمامًا، وكانت تجلس في وسط الغابة المظلمة وسط الأشجار المتشابكة.

كان الصراخ يزداد قوة، والشكل الشاحب كان يلاحقها ببطء. حاولت الركض، لكن الغابة كانت تتسارع حولها كما لو كانت تنبض بالحياة. بينما كانت تركض، شعرت بأيدي باردة تمتد من الأشجار لتمسك بها.

لم تكن إيما تعرف إلى أين كانت تذهب، لكنها كانت عالقة في كوابيس متتالية. انقضت عليها الأشباح، وكانت ظلال الليل تتحول إلى وحوش. وفي اللحظة الأخيرة، اندلعت اللهب في جميع الاتجاهات.

استيقظت إيما في سريرها في منزلها، كانت عرقة وتلك الصرخات لا تزال تدوي في أذنيها. كانت كل تلك الأحداث جزءًا من كابوس، أم كانت؟ ومع ذلك، كانت تشعر بالهمسات المستمرة في أذنيها، كما لو كانت هناك قوى خفية تتربص في الظلمة، في انتظار الليلة الملعونة لتعود وتستفزها مجددًا.

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة

المقالات

3

متابعين

1

متابعهم

9

مقالات مشابة