مارك و القريه المفقودة
كانت هناك قرية صغيرة تقع في أعماق الغابات المظلمة. كانت القرية معروفة بالأساطير والأحكام الغامضة التي انتشرت فيها، ولا أحد يجرؤ على الذهاب إلى الغابة بعد الغسق لخوفهم من مخلوقات مظلمة وأرواح ملعونة. يعيش في القرية شاب يُدعى مارك، كان شجاعًا ومغامرًا وكان يحب استكشاف الأماكن المهجورة والغامضة.
في إحدى الليالي العاصفة، قرر مارك استكشاف إحدى المنازل المهجورة التي تقع على هضبة مرتفعة في ضواحي القرية. كان المنزل قديمًا جدًا ومهجورًا لعدة عقود. وفقًا للأساطير، كان المنزل ملتقى للسحرة والأرواح الشريرة.
وبالرغم من تحذيرات القرويين وتوجيهاتهم لعدم الاقتراب من المنزل، إلا أن مارك لم يهتم بتلك الأساطير وقرر استكشافه بنفسه. جلب مصباحًا قويًا ودخل المنزل بحذر.
كانت الأرضية تنبعث منها رائحة الرطوبة والعفن، والجدران مغطاة بالغبار والعناكب تتسرب من كل زاوية. كانت الغرف مظلمة ومهلكة، وكل صوت يصدر من الداخل يخلق صدى مرعب.
في غرفة الطعام، اكتشف مارك جدولًا مليئًا بالتراكيب الغريبة والأدوات السحرية. كانت الجدران تحمل رسومات غريبة ورموز غامضة. بينما كان يتجول في الغرفة، لاحظ بابًا صغيرًا يؤدي إلى غرفة سرية.
قرر مارك فتح الباب ورؤية ما يخبئه المكان السري. عندما دخل الغرفة، كانت مظلمة تمامًا، لكنه شعر بوجود شيء غريب في الهواء. قام بتشغيل المصباح وما رآه جعله يصاب بالذعر.
كانت الغرفة مليئة بالدُمى المخيفة والدمى المكسورة، وجماجم تعلو الرفوف ومجسمات شيطانية مرعبة. كان هناك طاولة مغطاة بالقطع النقدية القديمة ومخطوطات غامضة. كانت هناك رائحة تعكس الشر والفوضى.في لحظة مفاجئة، سمع صوت غريب يتردد في الغرفة المظلمة. بدأ يشعر بوجود شخص آخر في الغرفة، على الرغم من أنه لم يستطع رؤية أي شيء بسبب الظلام الكثيف.
تزايدت حالة الذعر والرعب لدى مارك، وقرر مغادرة الغرفة سريعًا. لكن عندما حاول فتح الباب، لم يتمكن من فتحه. كأنه تم غلقه بشكل مفاجئ ومغامرة مارك أصبحت أكثر رعبًا.
بدأت الدُمى تتحرك ببطء وتغير وضعياتها، وكأنها تختبر حركة مارك. تملأ الغرفة أصوات غامضة من الضحك والتنهيدات، والمصباح بدأ يتقلص وينخفض تدريجيًا.
اندفع مارك إلى الزاوية الأخرى من الغرفة، وحاول بكل قوته التفكير في طريقة للهروب. لكن الأمل بدأ يتلاشى، وكان يشعر بأنه سيكون ضحية لهذا المكان الملعون.
فجأة، انقطعت الأضواء تمامًا، وساد الظلام الدامس. لم يكن هناك أي صوت أو حركة، وكأن الزمن توقف. بعدها، اندفعت نافذة مفتوحة في الغرفة ودخلت هبة قوية من الرياح.
استغل مارك الفرصة وقفز خلال النافذة وهرب من المنزل الملعون. لحظة خروجه، انهار المنزل واشتعلت النيران فيه، كأنه يبتلع ذكرى الشر والرعب.
عاد مارك إلى القرية وقصد القرويين ليحكي لهم ما حدث له في المنزل المهجور. لكن عندما وصل إلى هناك، اكتشف أن القرية فارغة تمامًا، لا أحد في الأفق.
ومنذ ذلك الحين، لم يعرف أحد مصير مارك أو ما حدث له في تلك الليلة المشؤومة. وبقيت القرية مهجورة، محاطة بالغموض والأسرار المظلمة التي لا يجرؤ أحد على استكشافها.
وهكذا، تبقى قصة الرعب المروعة محفوظة في أعماق الذاكرة، تذكيرًا بأن الأماكن المظلمة والأساطير القديمة قد تحمل أخطارًا لا يمكن تصورها.