قصة رعب  مخيفة

قصة رعب مخيفة

0 المراجعات

 

الظل المخيف

كان الظلام يغمر الغابة المظلمة، وسط همهمة أشجارها المتشابكة. خطواتي كانت متثاقلة وخوفي يزداد بالتدريج كلما تقدمت إلى الأمام في هذا المكان المرعب. 

لم أكن أعرف لماذا جئت إلى هنا، لكن شيئًا ما داخلي كان يدفعني إلى المضي قدمًا. ربما كان فضولي أو رغبتي في المغامرة، أو لعله كان شعور غامض بأن هناك شيئًا ما ينتظرني في أعماق هذه الغابة المظلمة.

ارتعشت أطرافي من البرد القارس، وتسارعت خطواتي بحثًا عن مكان للاحتماء. لكن كلما تقدمت، بدا أن الظلام يزداد كثافة، وأن الأشجار تتشابك أكثر فأكثر، وكأنها تريد أن تحجب النور عني.

فجأة، توقفت خطواتي عند سماع صوت خشخشة من خلف أحد الأشجار. أوقفت تنفسي وأصغيت بحذر، محاولاً التركيز على أي تحرك أو ضوضاء. لكن لم يصل إلى سمعي سوى صوت الرياح التي تهز أوراق الأشجار.

حاولت أن أهدئ من روعي وأكمل طريقي، لكن شعرت بوجود أعين تراقبني من الظلمة. نظرت حولي بخوف، لكن لم أرَ شيئًا سوى الأشجار المتشابكة والظلام الدامس.

كانت خطواتي تزداد سرعة بينما كنت أحاول الوصول إلى أي مكان آمن. لكن فجأة، شعرت بكتلة باردة تلامس ظهري. ارتعشت من الخوف وتوقفت في مكاني، شاعرًا بأن قلبي سينفجر من شدة نبضاته.

ببطء، أدرت رأسي للخلف وشاهدت شيئًا لا يصدق. كان هناك ظل ضخم يرف خلفي، لا شكل له ولا هيئة، سوى انبعاث من الظلام المحيط. شعرت بالرعب ينتابني وبدأت أركض بكل ما أوتيت من قوة، قلبي ينبض بشدة وأنفاسي متلاحقة.

لكن الظل كان يلاحقني، يزحف خلفي ويضيق الخناق علي. حاولت الإفلات منه لكنه كان أسرع مني. شعرت وكأنني أجري في المكان دون أن أتقدم خطوة واحدة. الظل كان يلحق بي، يلتف حولي ويضغط علي بقوة.

أخيرًا، وصلت إلى مفترق طرق في الغابة. لم أعد أعرف أين أنا ولا إلى أين أتجه. نظرت حولي بخوف شديد وشاهدت الظل يتراجع إلى الخلف، مختفيًا في الظلام.

لم أستطع أن أفسر ما حدث، لكن شعرت بارتياح شديد لأنني نجوت من هذا الكائن المخيف. لم أكن أعرف ما كان هذا الظل ولا من أين جاء، لكن ما أعرفه هو أنني لن أعود إلى هذه الغابة مرة أخرى.

همهمت لنفسي وأنا أكمل طريقي بخطوات متثاقلة، محاولاً التخلص من صورة ذلك الظل المرعب التي لا تزال ترعبني. لقد كان تجربة مرعبة لا أريد أن أمر بها مرة أخرى.

أخيرًا، وصلت إلى مخرج الغابة وخرجت منها، شاعرًا بالراحة والأمان. لكن حتى الآن، لا أزال أشعر بوجود ذلك الظل يلاحقني، ينتظر الفرصة للظهور مرة أخرى. ربما كان مجرد وهم، لكن لا أستطيع التخلص من شعور الخوف الذي انتابني في تلك الليلة المظلمة في قلب الغابة.

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة

المقالات

1

متابعين

0

متابعهم

1

مقالات مشابة