قصه مرعبه انصحك الا تقراها
في يوم من الايام كان هناك قرية صغيرة محاطة بالغابات الكثيفة. لم يكن أحد من سكان القرية يتجرأ على دخول تلك الغابات بعد غروب الشمس، فقد كانت تُعرف بأنها ملاذ الأرواح الشريرة والأحداث الغامضة.
في ليلة مظلمة وباردة، اجتمع عدد قليل من الشباب في منزل مهجور على أطراف القرية. كان المنزل موضوعًا للعديد من القصص المخيفة، لكنهم قرروا أن يتحدوا الخوف ويتسللوا إلى داخله بحثًا عن الإثارة والتحدي. كان هؤلاء الشباب هم أحمد، وسام، نادر، وليلى. كانوا أصدقاء منذ الطفولة، ولكن الليلة كانت مختلفة.
عندما دخلوا المنزل، شعروا ببرودة شديدة تسري في عظامهم، وكأن الهواء مشبع بالحزن واليأس. تجولوا في الغرف المتربة، وأضواء مصابيحهم الصغيرة تتراقص على الجدران المغطاة بالعناكب والرسومات الغامضة.
أثناء تجولهم في المنزل، وجدوا كتابًا قديمًا ومهترئًا على طاولة مغطاة بالغبار. كان الكتاب مليئًا بالصفحات المكتوبة بلغة غريبة وغير مفهومة. بينما كانت ليلى تقلب الصفحات بحذر، شعرت بشيء غريب يلتف حولها، وكأن هناك عيون تراقبها من الظلام.
فجأة، سمعوا صوت خطوات قادمة من الطابق العلوي. تجمدوا في أماكنهم، وقلوبهم تدق بسرعة. تبادلوا النظرات المرتعبة، ثم قرر أحمد أن يصعد للطابق العلوي ليتحقق من الأمر. صعد السلم ببطء، وكل خطوة تصدر صريرًا مرعبًا.
عندما وصل إلى الطابق العلوي، رأى ظلاً يتحرك بسرعة على طول الممر. تبعه بحذر، حتى وصل إلى غرفة مغلقة بإحكام. دفع الباب ببطء، ووجد نفسه في غرفة مظلمة باردة. في زاوية الغرفة، كانت هناك مرآة قديمة ومكسورة تعكس صورًا مشوهة ومخيفة.
نظر أحمد في المرآة، ورأى وجهاً شاحبًا ومخيفًا خلفه. استدار بسرعة، لكن لم يكن هناك أحد. عاد ليحدق في المرآة، فلاحظ أن الوجه يقترب منه شيئًا فشيئًا. فجأة، خرجت يد باردة من المرآة وأمسكت به بقوة.
في تلك اللحظة، سمع الأصدقاء الآخرون صراخ أحمد المروع. اندفعوا إلى الطابق العلوي، لكن عندما وصلوا، وجدوا الغرفة فارغة تمامًا ولا أثر لأحمد. بدأت الرعب يتسرب إلى قلوبهم، وشعروا بأنهم محاصرون.
حاولوا العودة إلى الطابق السفلي، لكن الباب الأمامي كان مغلقًا بإحكام، وكأن المنزل قد قرر حبسهم داخله. بينما كانوا يبحثون عن مخرج، بدأت الأضواء تتلاشى تدريجياً، وأصبحوا محاطين بالظلام الدامس.
سمعوا همسات غير مفهومة قادمة من كل زاوية، وكأن الأرواح الشريرة تحاول التواصل معهم. بدأت الأشياء تتحرك من تلقاء نفسها، والأبواب تفتح وتغلق بقوة. كان الخوف يتصاعد في قلوبهم، وشعروا بأنهم يقتربون من الجنون.
في لحظة يأس، تذكرت ليلى الكتاب القديم. بدأت تقلب صفحاته بسرعة، حتى وجدت صفحة تحتوي على تعويذة تبدو وكأنها تُستخدم لطرد الأرواح الشريرة. قرأت التعويذة بصوت مرتعش، وكلما تقدمت في القراءة، بدأت الظواهر الغريبة بالتلاشي تدريجياً.
عندما انتهت من قراءة التعويذة، ساد الصمت المكان، وبدأ ضوء خافت يتسلل من النوافذ المغلقة. شعروا بأنهم تحرروا من قبضة الشر، وفتح الباب الأمامي ببطء. هرعوا خارج المنزل، وقد ارتسمت على وجوههم علامات الرعب والارتياح في آن واحد.
بعد تلك الليلة المرعبة، قرر الأصدقاء ألا يتحدثوا عن ما حدث أبداً، ولم يجرؤ أحد منهم على الاقتراب من ذلك المنزل مرة أخرى. وظلت الغابات المحيطة بالقرية ملاذًا للأرواح الغامضة، تذكر الجميع بأن هناك أسراراً في هذا العالم لا يجب أن تُكتشف.