الفاتنة اللعوب (قصة حب قصيرة)

الفاتنة اللعوب (قصة حب قصيرة)

0 المراجعات

الفاتنة اللعوب

الرجل:_ تقبلي تتزوجيني؟ 
الفاتنة: لا... لا أحب التورط في مثل تلك العلاقات. 
الرجل: - والسبب يا ست الحسن؟ أنا سأغنيكِ عن العالم كله وافقي وسآتي لكِ بكنوز العالم. 
الفاتنة: أنا أحب الحرية، الهواء المنعش، جمال الطبيعة، لا أحب التكلف. 
أمسكته من يا قته وهي تردد: هل فهمت شيئًا أيها الرجل. 
الرجل هز رأسه بالنفي وهو يقول: لا كل ما استطعت فهمه أنكِ ترفضينني. 
هزت رأسها بالإيجاب وهي تقول: نعم هكذا ينبغي أن يفهم الرجال، نحن لسن بضاعة كاسدة، لا ننتظر منهم التقييم نحن نساء نعم لكننا نستطيع القيام بشؤوننا، هم يظنون أننا دائمًا بحاجة لهم ولأموالهم الفاسدة، تبًا يفهمون القوامة خطأ.

انطلقت منها ضحكة ساخرة هنا، وقالت بحماس: يجب أن ألقن كل رجال العالم درسًا قاسيًا في احترام المرأة واحترام الذات، ضحكت مرة ثانية وقالت: سلام يا... ههههه يا سيد الرجال. 
وقف الرجل خلفها عاجزًا لسانه عن الرد بأية كلمة، كان مثل الذي أصيب بجلطة أو شُل لسانه، لا يدري ما جنس تلك السيدة، تعجب قليلًا وهو يفكر في أمرها متسائلًا، هل يوجد امرأة لا تحبذ الراحة؟ 
هل هناك امرأة قط تبحث عن القلق والتعب والعمل الدائم ومخالطة الرجال، ويكون هذا هو شغلها الشاغل وحسب، ضرب أخماسًا في أسداس، وسرعان ما تذكر أنها ليست أنثى عادية وأنها إحدى الماجنات في أحد الملاهي الليلية.

خرج الرجل من الملهى الليلي لكنه عزم الأمر على أن يحطم أنف الفاتنة، وهل هناك من خُلقت لترفض رجل الأعمال م. ع بالطبع لا، لم تُخلق تلك المرأة، وضعها برأسه وأقسم على ان يدمرها، ومن هنا خرج وهو تدور بعقله خطة شيطانية عزم على تنفيذها، الإنسان يصبح أكثر خطورة عندما لا ينال مراده أو غايته لذا يلجأ للانتقام ممن حرموه غايته، وهذا ما فعله م. ع.

ذهب إلى شركته، وبحث عن أكثر موظف كسول في شركته، وبالطبع قال له موظفوه أن س. د أكثر موظف كسول، لذا أرسل الرجل في طلب الشاب فجاءه ببطء، فمن شاب على عادة مات عليها، ضيف الرجل الشاب، وقال له ما إن دخل حجرة مكتبه: اجلس. 
الشاب: لا يجوز سيدي. 
الرجل: بالطبع يجوز أنا من آمرك أن تجلس. 
الشاب: العفو يا سيدي العين لا تعلو على الحاجب. 
الرجل: إما أن تجلس أو أطردك من العمل. 
الشاب بتملص: سيدي أنا شاب فقير وأنا في حاجة ماسة لهذا العمل. 
ابتلع ريقه وتساءل: هل أنا افتعلت جرمًا بحقك سيدي؟ 
الرجل بكل هدوء: لا... لكنك ستفتعل جرمًا حقًا تستحق عليه الطرد إذا لم تجلس حالًا. 
بلع الشاب ريقه للمرة الثانية، وجلس وهو يمحو حبات العرق من فوق وجهه؛ فقد أصبح يشبه غطاء الآنية الذي يتعرق جراء الحرارة الناجمة عن الطهي، وبعد وهلة قليلة انتظر خلالها الرجل أن يتحدث إليه؛ فلما لم يتحدث قال الشاب بخفوت: هل ثمة أمر سيدي؟ 
قال الرجل: نعم، أريد منك معروفًا وفي مقابله سيظل راتبكَ ساريًا كما هو. 
نظر الشاب تجاه الرجل بتفحص، وقد اطمأن قليلًا، وقال: أمرك سيدي. 
قال الرجل بجدية: سأرسل لك صورة فتاة على هاتفك، ومكان تواجدها، كل ما أريده منك أن ترصد كافة تحركاتها، و... 
انتظر الشاب بفضول أن يعرف ما بعد ذلك؛ فقال له الرجل: توقعها في شباكك هذا كل ما هو مطلوب منك. 
حملق الشاب في الرجل؛ فتابع الرجل: بعد ذلك اختفِ ولا تدع عينيها تريانك ثانية. 
الشاب: لكن ماذا ستستفيد من ذلك سيدي؟ 
الرجل: لا علاقة لك بذلك يكفي أن تنفذ المطلوب منك وحسب. 
الشاب بخفوت: حسنًا. 
بعد يومين في الملهى الليلي وبعد أن عرف الفتى كل تحركات الفاتنة، التقى هو وهي، أعجبت بنظراته لها، وبادلته النظرات، وأعجب هو الإخر بنظراتها، ذهبت إليه وجلست على طاولته، شربا معًا الماء المسكر، ومن ثم غمز لها، فهمت هي الأخرى ما يرمي إليه، كانت تنوي الفاتنة أن تنتقم منه مثلما تنتقم من كل الرجال وتحطم قلوبهم بجمالها، ثم تستولى على نقودهم وتتركهم خاليّ الوفاض، لكن بداخلها شيء تجاه ذلك الشاب كان يمنعها، هذا الشاب لم يكن مثل الرجال، لم يكن صلبًا لقد كان طفلًا بداخله، أعاد إليها أشياء فقدتها، قابلته مرة تلتها أخرى، وفي كل مرة كان ينجح في أن يرسم البسمة على شفاهها، البسمة التي حرمت منها على يد أول رجل في حياتها، الرجل الذي تزوجها فقط ليتاجر بعرضها واستطاعت أن تفك أسرها منه، لكنها أقسمت أن تنتقم من جميعهم. 
الغريب في الأمر أن هذا الشاب تعرف عليها ليدمرها، لكن كل منهما وقع في شباك الآخر وأحبه، تبًا للحياة لا تستطيع أن تعرف من خلالها متى ستمنحك ولا متى ستمنعك، خرجا من الملهى ويداهما متشابكتان ليبدآ حياة جديدة خالية تمامًا من أي لهو. 
 

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة

المقالات

3

متابعين

3

متابعهم

4

مقالات مشابة