قصة أيوب التربي الجزء الثاني
عدلي وصل، مشافنيش، الفويس اللي على موبايلي بدأ يشتغل وصوت أيوب واضح "أنا تحت يا عدلي بيه انزلي أوريك حاجة".
عدلي بص حواليها بثقة ونزل السلم بهدوء، وبمجرد ما اختفى تحت جريت بسرعة وشديت الصاج وقبل ما يستوعب قفلت عليه بالقفل.
سمعت صوت تخبيطه في الصاج علشان أفتح، صوت أيوب بدأ يفوق ويصرخ، صوت تهديدهم، خبط جامد، وبعدها صوت عدلي خايف مستغرب "إيه ده"؟!
فضلت واقف فوق الصاج وسامع صوتهم تحت، عدلي بيصرخ "إيه ده يا أيوب"؟ وأيوب بيصرخ "مش عارف يابيه، بسم الله الرحمن الرحيم"!
افكرت لما سألت الشيخ رشدي عن أكتر حاجة بتحفز ظهور السحر والجن والحاجات دي في الأماكن المسكونة وقالي الدم. أنا راهنت أن القبر ده مش طبيعي وطلع رهاني صح. جرحت نفسي ونزلت دم وشوفت الصاج بيتهز والنور الأحمر وأكيد هما دلوقتي بيواجهوا كابوس أسوأ من اللي عيشته.. كابوس واقعي!
صراخهم زاد، سمعت صوت جري تحتي، حاجة بتعمل صوت زي الزئير بس مكتوم، عدلي بيصرخ أكتر "اعوذ بالله من الشيطان الرجيم" وصوت حاجة بتتخبط وبعدها صوت تخبيط على الصاج وأيوب بيقول بعياط "ابوس أيدك يا بيه خرجنا، هنموت يا بيه خرجنا".
فكرت أفتح الباب بس أنا نفذت خطة مفيش فيها تراجع، لو خرجوا مستحيل يسبوني عايش، ميزة القبر ده أنه متطرف، بعيد عن أي حاجة، صف مقابر قديم منسي.
بلعت ريقي برعب، التخبيط على الصاج مستمر، نور أحمر ظهر من الفتحات بين الأرض والصاج، وصريخ عدلي بقى بيصم الودان كأنه هيموت من الصريخ.
سديت ودني ورجلي بتتنفض من تخبيط أيوب على الصاج، وثواني وكل حاجة هديت!
النور اختفى، الجري اختفى، الصريخ اختفى!
جريت وهربت من المقابر وركبت عربيتي وروحت لخالتي قولتلها الموضوع انتهى وبلاش تجيب سيرة اللي حصل نهائيًا. استغربت بس قالت حاضر.
قولتلها إني راجع القاهرة واحتمال ماجيش تاني البلد، عملتلها ورقة تنازل علشان تقدر تبيع بيت جدي بالسعر المناسب وتبقى تحولي الفلوس بعدين وبعدها اتحركت ورجعت القاهرة.
مر أسبوع ولقيت خالتي بتتصل.
قالتلتي إن أيوب التربي اختفى ولما دوروا عليه لقوا ريحة معفنة خارجة من قبر قديم.
فتحوه ولقوا أيوب ومعاه عدلي اللي كان عايز يشتري البيت ميتين جواه وعلى وشهم علامات رعب محدش يتخيلها.
جسمي قشعر وأنا بسمع الكلام ده، افتكرت اللي حصل، حاسس بذنب وندم بس هما غلطوا ويستحقوا اللي حصل.
المهم أن الكوابيس والخربشة والكدمات اختفت من على جسمي بقالها فترة، العمل اتفك الحمد لله، بس لسه بتزورني كوابيس من نوع تاني، بقيت بحلم بأيوب وهو في القبر بيحاول يخرج ووشه كله مشوه ولحمه بيقع من جسمه وبيصرخ باسمي علشان ينتقم "كريييييييييييم"!
