الظل الخفي رعب
في قرية نائية على أطراف الصحراء، عاشت عائلة صغيرة مكونة من أب وأم وابنتهم الوحيدة ليلى. اشتهرت القرية بقصصها المرعبة عن "الظل الخفي"، شبح غامض يقال إنه يتجول في الأزقة المظلمة، يطاردُ العابرين ويخطفُ أرواحهم.
كانت ليلى، فتاة ذكية وفضولية، لا تصدق تلك القصص، وتعتبرها مجرد خرافات تُروى لإخافة الأطفال. لكن ذات ليلة، بينما كانت ليلى عائدة من منزل صديقتها، لاحظت ظلًا أسودًا يتبعها عن كثب. حاولت تجاهله، لكن الظل ظلّ يقترب منها أكثر فأكثر، حتى شعرَت ببرودة رهيبة تسري في جسدها.
هربت ليلى بكل ما أوتيت من قوة، لكن الظل كان أسرع منها. وصلت إلى منزلها وطرقت الباب بعنف، لكن لم يفتح أحد. في تلك اللحظة، شعرَت ليلى بيد باردة تُمسك كتفها، وفقدت الوعي.
في الصباح، استيقظت ليلى في سريرها، تشعر بالخوف والارتباك. لم تتذكر ما حدث لها في تلك الليلة، لكنها شعرت بوجود شيء خاطئ.
حاولت ليلى نسيان ما حدث، لكنها لم تستطع. ظلّ هاجس الظل الخفي يُطارِدها في كل لحظة. بدأت تلاحظ أشياء غريبة في المنزل، مثل أصوات خفيفة وحركة أشياء دون سبب.
أخبرت ليلى والديها بما حدث، لكنهما لم يصدقاها. اعتقدا أنها تتخيل تلك الأشياء بسبب خوفها من الظل.
ازداد خوف ليلى يوماً بعد يوم، حتى قررت أن تواجه الظل الخفي. في إحدى الليالي، انتظرت ليلى في غرفتها حتى منتصف الليل، وعندما سمعت صوت خطوات خفيفة في الممر، خرجت من غرفتها مصممة على كشف الحقيقة.
اتجهت ليلى نحو مصدر الصوت، حتى وصلت إلى غرفة مظلمة في الطابق العلوي. فتحت الباب ببطء، وفجأة، ظهر أمامها الظل الأسود الضخم.
شعرت ليلى بالرعب، لكنها تذكرت شجاعتها. رفعت رأسها ونظرت مباشرة إلى عيني الظل. في تلك اللحظة، حدث أمر غريب. بدأ الظل يتلاشى تدريجياً، حتى اختفى تمامًا.
أدركت ليلى أن الظل لم يكن كيانًا حقيقيًا، بل كان مجرد خوفها الذي تجسد أمامها. لقد تغلبت ليلى على خوفها، وانتصرت على الظل الخفي.
منذ ذلك اليوم، لم تعد ليلى تخاف من الظلام، وعاشت حياة طبيعية سعيدة مع والديها. تعلمت ليلى درسًا مهمًا، وهو أن الخوف هو أقوى عدو للإنسان، وأن الشجاعة هي السلاح الوحيد الذي يمكننا به هزيمته.