"رحلة البحث عن الضوء: قصة شاب يبحث عن الإلهام في ظلام اليأس"

"رحلة البحث عن الضوء: قصة شاب يبحث عن الإلهام في ظلام اليأس"

0 المراجعات

الأربعـاء 15 مايو ..
تاريخ عمري مـ هنسي في حيـاتي ، ودعت مراتي وبنتي وهما نايمين ، مش عارف هوجهم ازاي واقولهم اني خسرت الشركة بتاعتي ، وان بيتنا معرض للرهن..  سيبتهم في هدوء، واتوجهت لبيـت ابويا القديم، بقالي 20 سنة مدخلتش البيت ده .. ، عقلي كان مجهد وانا بدور علي المفاتيح ،  وقفتي قدام باب الشقة كانها محاولة لألتقاط الأنفـاس ، فكيت الكرفته شوية ، ليـاقة القميص مبلولة بالعرق كـ لعادة ، بس كـانت بنسبالي وجودها كانها حبل المشنقة الـ ملفوف علي رقبتي وبطلع غضبي في ، قومت صوت نفسي ال بيعلي بالتدريج ..  ودخلت الشقة ، وكاني مفرقتهاش من 20 سنة! .. كُل حاجة في مكانها .. وقفت قدام المراية الـ علي الجزامة ، فضلت اتامل في نفسي ، ولقيت بتخيل انعكاسي بيكلمني

- وايه يعني! .. وظيفة جتلك سهلة! ، شقة متجهزة .. وعفش لقطة؟ مكـل ده كان لازم يحصل ، ولا انت مكنتش عايزه يحصل؟ ..
سيبت المراية ورميت شنطتي الجلد الصغيرة علي الكنبة ال في الطرئة ، الشنطة فيها بيچامة ملبستهاش من 20 سنة ! .. بصـيت لصورة والدي الـ متعلقة وفضلت اعيط! ..  لقيت نفسي بصرخ وبقوله 
-- انت السبب!! .. انت الـ عملت كده، فين نصيحتك؟ فـ ..

مكملتش جملتي ولقيـته بيخرج من غرفته!! .. وبرغم اني عارف انه مات من 20 سنة.. الا اني مكنتش خـايف..، معرفش ثباتي ورده فعلي لما شوفته كانت بالقوة والصلابة دي ازاي .. كان بيبصلي بعتـاب !! عتاب شديد .. وبعدها اتكلم وقال.
-- ايه؟ مش انت الـ كنت عايز كده!! .. انت هترجع تلومني انا .. هاهاهاهاهاها ..

ضحك، ضحك بطريقة عمري ماسمعتها من انسان في حياتي! .. وبعدها اتكلم وقال ..
- مش انت الـ لومتني؟ ..

رجعني بالزمن(( لـ  الاتنين 13 مايو ..))

- بص يافايز ، انت خاطب البنت بقالك سنتين داخل خارج!! .. هما 30 يوم يابن الناس لو متصرفتش تشوف حالك ونشوف حالنا ..

كـانوا أخر 30 يـوم ، لو معرفتش أجيب شقة وعفشها كـان كُل حاجة هتبوظ ، يمني هتسبني .. كان بقالي سنتين مقدرتش احوش نص مبلغ العفش بس! .. وكنت بتصرف اني اجمع بس حق ايجار جديد تامين لمدة سنة  ..  مكنتش عارف ليه الدنيا مبتنصفنيش! ، مع اني متخرج من كلية الحقوق ، ودلوقتي انا في الشغلانة الـوحيدة الـ بعرفها من وانا صغير ، عامل توصيل ، من وانا صغيـر بوصل اي حاجة للجيران واهل الحي ، ولما كبرت اترقيت .. جبت فسبة، واشتغلت طيـار ، بس دي الترقية الاخيرة .. رجعت اليوم ده غضبان .. وبفجر غضبي كله في والدي! ..  ساعتها قولت كلام كتيـر .. قولت انه مسبليش اي حاجة ، انه مساعدنيش .. اني بشتغل من وانا صغيـر ، شوفت كسرته ونظرته ليا! .. ودخوله لغرفته ..

طلعت علبة سجايري وفضلت في البلكونة ، سجارة ولحمت في التانية .. شوفت ابويا شايل شنطته ومتجه ونازل! .. ناديت عليه مردش عليا ، نزلت جري بس ملقتوش ، أنبت في نفسي كتيـر ، مكنش يصح اشيله هم هو ملوش ذنب في! .. الليلة دي مجاش البيت ، ولقيته جي الليلة الـ بعدها وهو مبسـوط ..  طلعت من شرودي للحظات ! ..

قربت وانا مش خايف منه ، عكس اخر مرة شوفته فيها .. كُنت مرعوب ..  لقيت نفسي بزعق وبقوله 
-- بس انت قبل متعمل كده .. مستشرتنيش!! ، مقولتش انك رايح تعمل كده؟؟..
ضحك نفس الضحكة .. وبعدها قال.

-- وانت يعني دلوقتي استشرتهم قبل ماتيجي الشقة تاني؟؟..

((الثلاثاء 14 مايو ))

يومها جه في نص الليل هو وشخص غريب ، ملابسه قذره دقنه منبته بالشعر الابيض، شعره اصلع .. وسنانه صفرة تماما ، عينه مقفولة نوعا ما كانه خارج من حلبة ملاكمة!  .. ماسك في ايده شنطة ،  كنت واقف قدام اوضتي وانا شايفهم بيفتحوا الباب وبيقوله اتفضل! .. الراجل الغريب كان بيبصلي انا بنظرات مش مفهومة .. وطلع من الشنطة الـ في ايده قط اسود ، وبدون مقدمات دبـ ـحة! ودمه بقي علي الارض ، وبنفس السكـ ـين عور نفسه وعور ابويا!! .. ووالدي قالي تعالي! .. رفضت بس نظرت ابويا في الوقت ده كانت عمري مشوفتها منه قبل كده ، ومن خوفي قدمت وحطيت ايدي وعورها!! .. دمنا فضل يسيل علي دم القـط!! .. وبعدها بص لوالدي وقاله ..

- مستنيك!! ..

لأول اشوف ابويا بيعيط!! .. مع خروج الراجل ابويا انفجر في البكاء ، كان رافض يتكلم ..!!  ، واليلة دي تقريبا منمتش ، مش ارق لا .. ده من صراخ ابويا طول الليل! .. كانه بيتعذب! ..

الأربعـاء 15 مايو ..

تليفوني الارضي بتاع البيت صحاني ، كنت قايم بكسل لان النهاردة يوم اجازتي .. رديت بخمول شديد ..
-- فايز عبدالرازق معايا!
- ايوا .. مين ..
-- كُنت مقدم الملف بتاعك لمكتب المحامي ، علاء ابو المجد ، معاك مقابلة النهاردة الساعة ٤ كورنيش النيل المعادي عمارة 23! ..

من الـ سمعته كنت مبلم ، الملف ده انا بعته بقالي 4 سنين!! .. ازاي يردوا ؟ ازاي افتكروني!! .. مفوقتش غير علي صوت 
- الو .. الو استاذ فايز!!
-- ااا..اا .. ايوه يافندم ، تمام .. هتلاقيني قبل الميعاد ان شاء الله!! ..

مطيرش الحالة الـ انا فيها دي غير الريحة القذرة الـ ماليه الصالة! .. كان القط والدم!! .. اتقيئت كل ال في بطني وشلت الـ زبالة دي .. ورميتها ، وجريت علي اوضة ابويا ابشره! .. بس مكنش مبسوط ، اكتفي بابتسامة هادية! .. وهو بيقول ..
- ولسه .. 
مكنتش فاهم اي حاجة!! بس مش هبوظ فرحتي ، قومت وفضلت ادور في دولابي علي اي حاجة تخليني بمظهر كويس! .. مكنتش لاقي ، فوقت علي صفعة لنفسي ، اني بقالي اكتر من 4 سنين مجبتش لنفسي حتي قميص جديد، بقالي اربع سنين بحوش .. وبخيل علي نفسي,! .. عملت تليفون بجاري (زيزو) شاب جامعي جسمه قد جسمي .. ولحسن الحظ كان بيعتبرني زي اخوه .. اخدت منه بدلة وروحت المقابلة ..

33 شخص متقدم لمكتب اكبر محامي في مصـر! معتقدش ان حد فيهم سالف بدلة وجي ، كلهم شايلين تليفونات محمولة مشوفتهاش غير في الافلام الأجنبية ، اتقدمت ورقة فيها قضية وحلها خلال نص ساعة!! .. القضية كانت صعبة ومعقدة ، ولكني لقيت نفسي بحلها!! ..
وبعدها مقابلة لطيفة مع استاذ علاء بنفسه! ولقيتهم بيقولوا ليا هنكلمك ..! كالعادة رجعت بالزمن لورا ولفي علي المكاتب وكلمة هكلمك ، بس المرة دي لو مكنش فيها شغل ، فيكفي ان شوفت استاذ علاء ابو المجد ..!

رجعت البيـت بسرعة ، كُنت خايف علي البدلة كانها حد من ولادي ، واثناء دخولي لقيت والدي قاعد بيحاول يطمن عملت ايه ، ريحة العفن لسه موجودة ..اليوم كان طبيعي جدا لحد الليل ، كان صوت صراخ والدي وهو نايم زي الليلة الـ فاتت! .. المشكلة انه كان بيقفل علي نفسه الباب ومهما احاول افتح مفيش فايدة! .. جالي تليفون في نص الليل! .. رديت 
-- فايز عبدالرازق؟
- معاك المحامي علاء ابو المجد ..
-- ااا ..  اا . الاستاذ علاء بنفسه!! .. انا مش مصدق والله!!
-لا صدق .. انت شاطر جدا ،بتفكرني ببداياتي! .. اسلوبك في حل القضية مُبهر، لدرجة اني كلمتك في وقت متاخر .. عايزك تجيلي بكرة ضروري 
-- دي اجمل مكالمة جتلي في حياتي ياستاذ ، حضرتك بتقول ايه .. انا مش مصدق ان الكلام ده ليا!! ..

كانت مكالمة محلمش بيها ولا عقلي يقدر يستوعب الفنتازيا الـ بتحصل دي .. لقيت والدي بيخرج من باب اوضته! .. صرخت بفرحة ، بس مكنش مهتم! .. ومتجه للمطبخ! .. حط البراد علي البوتجاز وجاب كوباية شاي ولقهمها،  فضلت انا علي الكرسي جمبه احكيله عن علاء وانه ازاي اكبر محامي في مصـر ، بس مكنش مهتم! .. كان مديني ضهره وثابت ..  الماية في البارد غلت ،وهو بردو ساكن ، اتكلمت وقولت .. 
- بالطريقة دي الماية كلها هتتبخر ..

مردش .. قولتله ان ريحة البيت وحشة جدا!! ..انا مش طايقها من ساعة مالقط اتدبـ ـح!!  ولكني سمعته بيضحك!! .. وبيبصلي! .. ماسك البراد في ايده وبيصب الشاي ، الكوباية اتملت وبدأت الماية السُخنة تتصب علي ايده ، احمرت تماما وبدأ الجلد يفقفق وهو مش مهتم!! .. وبعدها اتكلم وقال ..
-- 14 مايو 2024 هستناك لازم تيجي هنا!! مستنيك!! ..
والبراد والزجاج  وقع من ايده وفضل واقف في سكون

مكنتش فاهم وبقوله في ايه .. ايه الـ بيحصل!! .. روحت اوضته وانا بجري عشان اجيب اي شاش ولا حاجة لايده الـ بقيت غريبة دي!! .. بس اتفاجئت!! .. اتفاجئت انه ابويا علي السرير ، والريحة جيا من الاوضة!! .. ابويا جثة هامدة!! .. وسمعت من ورايا صوت الضحكة من المطبخ!

علي بطن ابويا كان في ورقة! .. مسكتها وقرتها ..
"" ابني العزيز ، انا اسف اني معملتش ليك اي حاجة .. بس ده كان غصب عني .. ظروف عمرها ماكانت بايدي ، بس يمكن الـ عملته ده هيخليك كويس، علي الاقل من منظوري ، الشخص الـ جه معايا ده اسمه (( صاحب البير)) من وانـا صغير بسمع عنه في البلد ، بيقوله ان مش بيظهر لأي حد .. وانك هتطلب منه أمنية وهيحقق ليك امنية ، وامنيته كانت روحي مقابل 20 سنة ليك انت في النعيم! .. اتمني تستمتع بيهم!! ..

لقيت بصـرخ علي فراق ابويا!! .. خرجت جري وانا مش مصدق! .. بس مكنش في حد في المطبخ فعلا! .. الشرطة جت وقالت انه والدي ميت بقاله يومين ازاي محستش بي ، مردتش اقول اي حاجة ، وكل الـ كنت بقوله كان قافل علي نفسه الاوضة وبحكم شغلي برجع انام بس ..

رجعت من ذكرياتي وانا بقوله ..
-- انا مستشرتهمش .. بس انت كنت لازم تقولي ، لازم تخريني ..

ابتسملي وقالي .. 
- بايدك! .. اخرج من البيت ..  ومتسناش صاحب البيـر!! .

ضحكت باستهزاء .. وقولت ..
- والمستوي الـ انا عايش .. وكل الـ انهار ده!! هقول ايه ليمني .. بنتي!! .. بنتي هتعيش ازاي؟؟

اداني ضهره وقبل مايقفل باب الاوضة .. قال .
-- يبقي متلومنيش يافايز.. انت بتختار الـ انا اخترته!! ..

باب الاوضة اتقفل.. مكنتش عارف ، هل هو كان مقفول من البداية وانا اتخيلت انه كان معايا ، ولا هو كان مقفول فعلا!  .. وعلي ثباتي لقيت الساعة دقت 12 .. وباب البيت بيخبط ..

14 مايو 2024

متغيرش .. لسه زي ماهو!! .. بس المرة دي ، ارعب من المرة الـ فاتت ، ملابسه قذره دقنه منبته بالشعر الابيض، شعره اصلع .. وسنانه صفرة تماما ، عينه مقفولة وماسك شنطة في ايدي ..
بصلي وقالي ..
-- اهلا ..

دخل في هدوء .. وقعد في نفس المكان .. طلع السكـ يــن ودبـ ـح القط ، وعور نفسه وشاورلي ، قربت منه!! .. وانا ببلع ريقي بخوف .. وبترجاه .. 
-- اطلب مني طلب سهل !! ..
ابتسم .. وقالي 
- مد ايدك .. واطلب ..
مديت ايدي .. وانا حاسس ان السكيــ ـن كانه الف ضربة سـيـ ـف نزلت عليا .. وانا بطلب ، ان كل ديوني تنتهي وان البيت يرفع البنك الحجز من عليه! ..

هز راسه .. وبعدها فضل بصصلي مستني كلمتي .. فقولت !
- اطلب!!
-- روح بنتك ومراتك !..

مكنتش مصدق!! ..شخط في!! .. قولتله 
--انت بتقول ايه, انت عبيط!! مجنون؟؟ ..

بس نزل ايدي .. كانت قوته غريبة!! .. سابني وخرج وانا بصرخ في ..!! ..

ركبت عربيتي ورجعت وانا بترعش .. جالي تليفون من صديقي وشريكي (مصطفي،)! رديت  التليفون وقع مني .. وهو بيقول 

-- مش هتصدق!! .. مش هتصدق يافايز! اسهم السكر .. بقيت فوق!! فوق اوي .. كل مشكلنا اتحلت ..!! كـل ديون الشركة اتحلت ..

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة

المقالات

6

متابعين

0

متابعهم

1

مقالات مشابة