قصة البيت المهجور

قصة البيت المهجور

0 المراجعات

**البيت المهجور**

في قرية نائية، كانت هناك حكاية متوارثة عن بيت مهجور في أطراف القرية. كان البيت معزولًا، تغطيه الأشجار الكثيفة والأعشاب البرية، ويُقال إن أصوات غريبة تسمع في الليل وتصدر منه أضواء غامضة.

لم يكن أحد يجرؤ على الاقتراب من ذلك البيت، ولكن الفضول دفع شابًا يدعى علي لاستكشافه. كان علي شابًا جريئًا، وكان يعتقد أن كل تلك القصص مجرد خرافات قديمة.

في ليلة مظلمة وعاصفة، قرر علي الذهاب إلى البيت المهجور. أخذ معه مصباحًا يدوياً وكاميرا لتوثيق تجربته. عندما اقترب من البيت، شعر بنسيم بارد يلفح وجهه، رغم أن الجو كان حارًا. بدأ يسمع همسات غير مفهومة تزداد وضوحًا مع كل خطوة يخطوها نحو البيت.

فتح علي باب البيت ببطء، فأصدر صريرًا حادًا كأنه صرخة روح معذبة. دخل إلى الداخل، وكانت الأجواء مرعبة. الأثاث مغبر ومكسور، والجدران مغطاة بالشقوق والعفن. بدأ علي بتصوير كل شيء، ولكن فجأة، توقف المصباح عن العمل وغطى الظلام المكان.

حاول علي تشغيل المصباح بلا جدوى، وبدأ يسمع صوت خطوات تقترب منه ببطء. تراجع إلى الخلف، واصطدم بشيء بارد ومعدني. عندما أدرك أنه يقف أمام مرآة كبيرة، نظر إلى انعكاسه ورأى خلفه ظلاً غامضًا.

التفت بسرعة، لكنه لم يجد شيئًا. عاد بنظره إلى المرآة، فرأى أن الظل يقترب أكثر. في تلك اللحظة، سمع ضحكة مرعبة تملأ الغرفة. شعر علي بخوف شديد وبدأ يركض نحو الباب، لكنه وجده مغلقًا بإحكام.

حاول فتحه بقوة، ولكن دون جدوى. فجأة، شعر بيد باردة تمسك بكتفه. التفت ببطء، فرأى وجهًا شاحبًا بعيون فارغة تحدق فيه. أطلق صرخة عالية، وفقد الوعي.

استفاق علي في صباح اليوم التالي على عتبة البيت المهجور، ولكن هذه المرة كان محاطًا بجيران القرية الذين عثروا عليه مغشيًا عليه. لم يتذكر ما حدث بعد تلك اللحظة المرعبة، لكنه عندما نظر إلى الكاميرا التي كانت بحوزته، وجد صورًا مشوشة وظلالًا غريبة تؤكد أن ما حدث لم يكن مجرد حلم.

منذ ذلك اليوم، لم يجرؤ أحد على الاقتراب من البيت المهجور مرة أخرى، وأصبح علي نفسه يروي قصته لتحذير الآخرين، مؤكدًا أن هناك أشياء في هذا العالم لا يمكن تفسيرها.

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة

المقالات

4

متابعين

0

متابعهم

1

مقالات مشابة