انا هنا من اجلك
في إحدى الليالي الحالكة، حيث كانت العواصف الرعدية تضرب سماء المدينة الصغيرة، قرر أربعة أصدقاء، وهم سامي، ليلى، كريم، وندى، أن يذهبوا إلى الكوخ المهجور في أعماق الغابة. كانوا قد سمعوا عن الأساطير المخيفة التي تحيط بهذا المكان، وقيل لهم إن هناك قوة شريرة تسكنه. ومع ذلك، قرروا التحقق من صحة هذه القصص بأنفسهم.
عند وصولهم إلى الكوخ، لاحظوا أن الأبواب والنوافذ كانت مغطاة بألواح خشبية قديمة، والجدران كانت متآكلة وتصدر أصوات صرير مع كل هبة ريح. بمجرد أن فتحوا الباب الأمامي، انبعثت رائحة عفن كريهة ولفحتهم نسمة باردة غير طبيعية، مما جعلهم يشعرون بقشعريرة تجري على طول عمودهم الفقري.
دخلوا إلى الكوخ وأشعلوا مصابيحهم، فلاحظوا أن الأثاث كان مغطى بطبقة كثيفة من الغبار، والجدران كانت مزينة بصور باهتة ومرعبة لأشخاص بوجوه مشوهة وأعين فارغة. بينما كانوا يتجولون في الغرف، شعروا بأنهم ليسوا وحدهم، وكأن هناك عيونًا خفية تراقبهم من الظلام.
في الزاوية الخلفية من الكوخ، عثروا على باب سري يؤدي إلى قبو مظلم. نزلوا بحذر إلى الأسفل، ليكتشفوا غرفة مليئة بالرموز الغريبة والمخطوطات القديمة. بدأت أجواء المكان تصبح أكثر ثقلاً وكآبة، وبدأوا يشعرون بضغط غير مرئي يحيط بهم.
بينما كانوا يقرأون واحدة من المخطوطات، سمعوا صوتًا غريبًا يشبه الهمسات القادمة من الجدران. حاولوا تجاهل الصوت، لكنه بدأ يزداد قوة ووضوحًا، وكأن الأرواح التي تسكن المكان بدأت تستيقظ. فجأة، انطفأت جميع المصابيح، تاركة إياهم في ظلام دامس.
شعروا بحركة في الظلام، وبدأت أصوات غامضة تملأ الأرجاء. لم يكن بوسعهم رؤية شيء، لكنهم أحسوا بوجود كائنات تتحرك حولهم. بدأ أحد الأصدقاء، كريم، يصرخ بجنون، محاولاً الهروب، لكن الأبواب أغلقت بقوة، محاصرة الجميع في الداخل.
ثم تجسدت أمامهم روح شريرة بملامح مشوهة، وعينين تلمعان بالغضب. كانت تقترب منهم ببطء، وهم يشعرون برعب لا يوصف. حاولوا البحث عن مخرج، لكن كل المحاولات باءت بالفشل. الروح بدأت تصدر أصواتًا مخيفة وتهمس بكلمات غير مفهومة، وكأنها تستدعي قوى من عالم آخر.
في أحد أركان القبو، لاحظ سامي صندوقًا قديمًا. فتحه بسرعة ليجد كتابًا قديمًا ملطخًا بالدماء. بمجرد أن بدأ يقرأ منه، اهتزت الأرض من تحته وبدأت الجدران تنزف دمًا. الروح صرخت بصوت مرعب، وبدأت تتحول إلى كائن أكثر بشاعة، مملوءة بالأحقاد والرغبة في الانتقام.
في تلك اللحظة، أدركت ليلى أن الكتاب يحتوي على تعاويذ لطرد الأرواح. بدأت تقرأ بصوت مرتجف بينما كانت الروح تقترب منهم بتهديد. فجأة، انبثق ضوء ساطع من الكتاب، مما أدى إلى تراجع الروح وصراخها بصوت يكاد يمزق طبلة الأذن.
استغل الأصدقاء الفرصة للهرب من القبو والكوخ. عندما خرجوا إلى الهواء الطلق، كانوا يعلمون أنهم نجوا بصعوبة، لكن الرعب الذي عاشوه في تلك الليلة سيظل يلاحقهم إلى الأبد. عادوا إلى البلدة وهم في حالة صدمة، وحذروا الجميع من الاقتراب من ذلك الكوخ الملعون، حيث يسكن الشر الذي لا يمكن التغلب عليه. ومنذ ذلك الحين، لم يجرؤ أحد على الاقتراب من الكوخ، الذي ظل واقفًا كرمز للشر والرعب في أعماق الغابة.