المزرعة الملعونة: جنون الأرض ونباتات الرعب الجزء الاول ! ! !

المزرعة الملعونة: جنون الأرض ونباتات الرعب الجزء الاول ! ! !

0 المراجعات

في قرية نائية على ضفاف الغابة، كان يقبع بيتًا قديمًا تتراكم عليه طبقات الغبار والنسيان. لم يعرف السكان المحليون كيف ظهر هذا البيت، فقد كان هناك منذ زمن طويل جدًا، ولم يسبق لأحد أن رأى أحدًا يدخله أو يخرج منه. يروي القاطنون المحيطون به أساطير مخيفة عن الأرواح الشريرة التي تسكن فيه، وعن الأشباح التي تتجول في أروقته المظلمة بحثًا عن ضحايا جدد.

لكن أحد الشجعان، يدعى مايكل، قرر استكشاف أسرار هذا البيت المهجور. وبمجرد دخوله البيت، غمرته أجواء من الظلام والخوف، حيث كانت الأماكن المظلمة تتصارع مع الضوء الذي يخترق النوافذ المكسورة. انتشرت رائحة الرطوبة والعفن في كل زاوية، وكأن البيت يتنهد بألم.

وبينما كان يتجول في الأروقة المظلمة، سمع أصواتًا غريبة تتردد في أرجاء المكان، كأنها تصرخ بالعذاب. وفجأة، بدأ يرى أشباحًا تظهر وتختفي في الزوايا، مثل وهم يلاحقه، محاولة استرجاعه إلى الظلام الذي خرج منه.

بدأت الأرواح تتجمع حوله، تحاول جذبه إلى العمق المظلم للبيت، حيث الظلام المستحكم. وبينما كان يحاول الهرب، اكتشف أن الباب الذي دخل منه قد اختفى، وكل محاولاته لفتح طريق العودة كانت بائت بالفشل.

بدأت الجدران تتحرك حوله كموجات عاتية، والأصوات تزداد عُنفًا وهو يصرخ بين ألم الجنون ورعب الوجود. لم يكن هناك هروب، لا مخرج، سوى الظلام الذي ابتلعه ببطء.

ومنذ ذلك اليوم، لم يعثروا على أثر لمايكل، فقد اختفى في غياهب الظلام، ليُضاف إلى قائمة الأساطير المرعبة لبيت الضياع، حيث ينتظر الآن الآخرين ليصبحوا جزءًا من هذا العالم الساحر الذي يسيطر عليه الجنون والعزلة.

وبينما مايكل كان يتأوه في عتمة البيت، شعر بشيء يلمسه من الخلف، شيء بارد ورطب. استدرجته الرعب إلى الأرض، وحاول بكل قوته أن يتخلص من هذا اللمس البارد، لكن لا جدوى. تكاثرت الأصوات حوله، صرخات الموتى الأشداء تملأ البيت المهجور.

فجأة، انفتحت باب واحد من الأبواب الموصدة في الطابق السفلي، وظهرت من خلاله أشباح معبسة بالظلال، متقدمة نحوه ببطء، وجوهها ملتوية بالألم والضياع. استسلم مايكل للرعب، وغطى وجهه بيديه، وأغلق عينيه بإحكام، وتمنى أن يستيقظ من هذا الكابوس المرعب.

وفي اللحظة التي شعر فيها أن الظلام يخنقه، وأنه لا مفر منه، انفتحت نافذة بجانبه، وأشعة الشمس المشرقة اخترقت الغبار المتعلق في الهواء. تدفقت الضوء الدافئة إلى الغرفة، واندمجت مع الظلام المستحكم، مما خلق تأثيرًا غامضًا وجذابًا.

مايكل أدرك فجأة أنه لا يمكن للظلام الفوز على النور، وأن الخوف الذي يعيشه لا يمكن أن يسيطر عليه إذا ما استسلم لقوة الشجاعة داخله. قرر النهوض ومواجهة الأشباح التي تحاول اختطافه إلى العمق الأسود.

بتركيز شديد، بدأ مايكل في التفكير في مخرج، في طريقة للهروب من هذا البيت الملعون. بدأ يتجول في البيت بحثًا عن مفتاح أو مخرج، وكلما اقترب من النافذة المضيئة، زادت قوة الأشباح الظلامية المحيطة به.

وفي النهاية، عثر مايكل على سلم قديم معطل يؤدي إلى الطابق العلوي، وبتلقائية، بدأ بالصعود. ومع كل خطوة يتقدمها، زادت الشجاعة داخله، حتى وصل إلى الطابق العلوي، حيث وجد بابًا مغلقًا بإحكام.

لكنه لم يفقد الأمل، بل بدأ بالبحث عن طريقة لفتح الباب. وفي لحظة من الإلهام، لاحظ رمزًا غريبًا مرسومًا على الجدار بجوار الباب. وعندما لمس الرمز، انفتح الباب بسلاسة، وأمامه كانت ساحة مضاءة بالشمس وبعيدة عن ظلام البيت الملعون.

خرج مايكل بخطوات ثابتة إلى الشمس المشرقة، متجهًا إلى حرية جديدة بعيدًا عن ظلام العزلة والجنون. ولكن حتى الآن، يظل بيت الضياع يقف هناك، محاصرًا في دوامة من الأسرار والأشباح، ينتظر القادم ليواجه مصيره.

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة

المقالات

6

متابعين

1

متابعهم

4

مقالات مشابة