المزرعة الملعونة: جنون الأرض ونباتات الرعب الجزء الثاني ! ! !

في قلب الريف الخلاب يقع بستانًا مهجورًا، يتخلله الأعشاب الضارة والأشواك الجافة، وتمتد الأشجار الميتة كأصابع الجثث نحو السماء الرمادية. تعتبر هذه المزرعة المهجورة موطنًا للكثير من الأسرار والأساطير التي تحكي عن شرور قديمة ورعب ينتظر العابرين.

تداولت القرى المحيطة بالمزرعة قصصًا مخيفة عن الجنون الذي يسكن في أرضها، وعن النباتات الشيطانية التي تنمو بشكل غير طبيعي وتتغذى على اللحم الحي. لكن لم يكن هناك أي من أهل القرى من يجرؤ على الاقتراب منها، فالخوف الذي تبثه المزرعة كان كافيًا ليبقي الجميع بعيدًا.

ومع ذلك، قرر شاب شجاع يُدعى جون، الذي كان يشتهر بشجاعته وفضوله الشديد، استكشاف هذه المزرعة الملعونة. فعلى الرغم من التحذيرات والتهديدات، توجه جون إلى المزرعة في وقت متأخر من الليل، متجاهلاً الأصوات المرعبة التي تتصدرها الأشجار المتشابكة والظلال الملتوية.

وعندما وصل جون إلى مدخل المزرعة، اجتاحته أمواج من البرد والرعب، ولكن قوة فضوله دفعته للمضي قدمًا. بينما كان يتجول بين الأشجار الميتة، لاحظ تغيرات غريبة في النباتات المحيطة به. كانت الأزهار تتلون بألوان غريبة ومخيفة، والأشجار تتحرك كما لو كانت تحاول الامساك به.

استمر جون في التقدم، رغم الرعب الذي يتسلل إلى قلبه، حتى وصل إلى مبنى البيت القديم الذي يقع في وسط المزرعة. كانت الأبواب موصدة بإحكام، لكنها انفتحت باهتزاز خافت عند لمسها، كما لو كانت تستقبله بذراعين مفتوحتين.

دخل جون البيت بحذر، وكانت الأجواء باردة ومظلمة، مع رائحة العفن والموت تملأ الهواء. وبينما كان يتجول في الأروقة الملتوية، لاحظ رسومات غريبة على الجدران، تصور مشاهد من الجحيم والتآمر.

وفي لحظة من الهلع، تفاجأ جون بأصوات غريبة تنبعث من الأرض، وقبل أن يستطيع أن يفهم ما يحدث، ظهرت نباتات ضخمة من تحت الأرض، تتحرك بسرعة نحوه بأذرعها المتشعبة.

هرب جون بين الأروقة المظلمة، محاولًا العثور على مخرج، ولكن الأشجار المتحركة والنباتات المتوحشة كانت تحاصره من كل جانب. وفي اللحظة الأخيرة، وجد جون بابًا صغيرًا يؤدي إلى الخارج، وبجرأة أخيرة، اندفع من خلاله، وهرول بعيدًا عن المزرعة الملعونة، حيث وصل إلى القرية بأنفاس متقطعة وقلب متسارع.

ومنذ ذلك اليوم، أصبحت المزرعة الملعونة مكانًا مهجورًا بشكل أكبر، وما زالت الأساطير والقصص تُحكى عن شجاعة جون ونزوعه لاستكشاف الظلام المخيف الذي يسكن في أعماقها.